عايش وحيد: تعال إلى مجانين
إلى أ.سها مزيد؛
أنا أحمد صاحب مشكلة عايش وحيد: تعال إلى مجانين، الأستاذة سها أشكر لحضرتك ردك على مشكلتي بهذه السرعة وهذا الرد الجميل ولكن بداخلي صراع كبير ربما لم أوضحه في الرسالة السابقة بشكل واضح ولكن هذا الصراع يتلخص في تركي لفتاة مناسبة لي جدا أثناء الجامعة مما سبب الندم داخلي وعدم إيجاد مثيل لها بعد ذلك مما يسبب بداخلي الخوف من نسيانها بعد الزواج وعدم وجود امرأة تقنعني بذلك والدليل هو فشل خطوبتي ربما يكون لخطيبتي السابقة أثر ولكن أكيد أنا أيضا لي تأثير داخلي وهي عدم إعطاء فرصة لتعويض أخطائها لأني لم أحبها مثل زميلة الجامعة وكذلك لم أجد هذا التأثير فيمن تقدمت إليهن أيضا وهذا سبب الرفض تضيق حيز التفكير حول بوتقة هذه المرأة الرائعة في حياتي وتعويضها وهذا خطأ وكذلك حبي لجسد المرأة عنصر مرعب بداخلي فأنا أخشى حينما أتزوج امرأة ليست ممشوقة القوام لا أقتنع بها مما يسبب البحث عن أخرى سواء للزواج أو المتعة وهذه مشكلة وجدتها في خطيبتي السابقة فهي لم تكن ممشوقة القوام مما جعل بداخلي إحساسا أن هذا ربما يكون سببا لكرهي لها وليس الشرط أطول وأقصر فموضوع القصر لم يكن مشكلة بداخلي ولكن ذكرته لأوضح أنها رغبتي في الجسد ممشوق القوام يجعلني أختار فتاة أطول مني مما يسبب لي الحرج أو الرفض.
ولكني أنا لا أرفض الزواج من فتاة أطول مني وأريد أخذ رأي سيادتكم في نقطة الزواج من امرأة أطول منه وأثره نفسيا على الرجل أو المرأة أو المجتمع كله وهل يختلف الأمر من شخص لآخر علما أني لست قصير جدا ففارق الطول سيكون على الأغلب لن يتعدى 10 سم بل ربما 5 سم أو 6 سم على أقصى تقدير أو ربما أقصر مني
المهم أن تكون ممشوقة القوام وأتمنى من سيادتكم التركيز في هذه النقطة وخوفي من آثارها في المستقبل في حالة عدم وجودها في زوجتي، أما موضوع الوحدة فهو عدم إيجادي لإنسانة أقتنع لقربي لها وانشغال أصدقائي عني في حياتهم الأسرية فأنا لي أصدقاء ولكن نادرا ما نلتقي لظروف الحياة وبحثي عن زوجة أصبح صداع مزمن فأرجو من سيادتكم الروشتة من هذا الصداع وهذه الوحدة المفتعلة بداخلي ودعوة سيادة الدكتور وائل وحضرتك لي بالانضمام للأسرة العظيمة شرف لي وهذا إيميلي أرسله للجميع لكي أنضم للأسرة سواء قراء والأجمل المستشارين أمثال سيادتكم والدكتور وائل.................@hotmail.com وشكرا لسيادتكم وللدكتور وائل جزاكم الله عنا كل خير.
وأعتذر بشدة عن طول الخطاب وضياع وقت سيادتكم الثمين.
26/8/2007
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
مرحبا بك معنا أخي الفاضل.. ولا شكر على واجب فنسأل الله لكم التوفيق وأن يجعلنا عند حسن ظنكم وثقتكم بنا.
أخي أحمد لقد ذكرت بداية أن وحدتك (مفتعلة) ومعنى ذلك أنها مقصودة بإرادة منك وهذا ما قد فهمته.. فأنت تعزل نفسك عن من حولك وتعيش مع نفسك وأفكارك التي تبدو لي سلبية ويطاردك صورة الماضي (حبك الأول) نادما على ما قد فاتك برغم أن كل شيء قسمة ونصيب.
وبهذا تتضح مشكلتك.. وأن ما بداخلك أخي ليس صراعا فقط كما ذكرت وبرغم أن الطرف الذي تصارع نفسك عليه غير موجود فقد رحل وهو حبك الأول لزميلتك.. إلا أن طرفي الصراع داخلك هو رغباتك من جهة وصورة الحب الأول من جهة أخرى إذن فأنت لا تواجه صراعا على شيء موجود حاليا.. ولكنك أسيرا لهذا الماضي الذي من الصعب عودته.. ولقد تخيرت كلمة أسرا لأنك تقيد تفكيرك في اختيارك لشريكة حياتك وتريدها صورة من الماضي أو على الأقل شبيهة لها فأنت تقول نصا (مما سبب الندم الداخلي وعدم إيجاد مثيل لها بعد ذلك).. وهل من المعقول ذلك.. قل لعقلك:"لن تجد المثيل فلماذا تبحث عن ما هو غير موجود؟؟" وهل تظل رحلة البحث عن مثيلها طوال عمرك؟؟ فأنت أذن تضيع سنوات عمرك وشبابك في البحث المستمر.
ولنفترض صدفة أنك وجدت من تشبهها شكلا فهل أنت ضامن التشابه الروحي والشخصي..؟ إذن فأنت ما زلت أسيرا لذكراها لدرجة أنك ركزت طاقتك في البحث عن الجسد قبل كل شيء... ليصبح جسد المرأة هو محور اهتمامك وحياتك.. كما أن فشلك مع خطيبتك كان أساسه الجسد أيضا (إنه هوسٌ بالجسد).. نعم أنت على حافة منعطف خطير يا أخي فلا تجعل صورة الفتاة التي قد أحببتها هي نموذج الاختيار فسوف تظلم نفسك وتظلم من ترتبط بها ليس الجمال في المرأة جمال الجسد فقط، نعم هو مكملا ولكن يجب أن تضع في مواصفات اختيارك لشريكة الحياة عدة اعتبارات أخرى فالمرأة الجميلة هي التي تجد في روحها الجمال وتجد في طبعها الجمال وتجد في شخصها الجمال وتجد في عقلها الجمال فالزوجة ليست مجرد جسد فهذه نظرة ضيقة جدا فأين مكملات الجمال يا أخي؟؟
فالمرأة الجميلة هي من تحقق لك السعادة بذكائها وحبها لك.. وهي من تكمل فيك نواقصك وتفهمك دون أن تتحدث.. وهي من تصون كرامتك وعزتك.. وهي من تجد معها الأمن والطمأنينة.. وهي من تقدر على العطاء المتواصل دون أن تنتظر مقابلا.. وهي من تعرف واجباتها نحوك ونحو دينها.. وهي من تجد في روحها سكينتك ورضائك.. وهي أخيرا من تتمتع بالجمال النسبي.. أي أن كل امرأة خلقها الله تمتلك قدرا من الجمال والمرأة الذكية هي القادرة على إبراز هذا الجمال ولكن لكل رجل رؤية خاصة لهذا الجمال تختلف عن الآخر.
إذن أخي وسع نطاق تفكيرك وحرره ولا تجعله ضيقا ومحدودا وأسيرا لأنه أصبح صداعا لك كما وصفت لأنه ضيق جدا ومحصورا فاختيارك للزوجة يجب أن يتضمن الكثير من الصفات فلا تجعل عينك فقط هي وسيلة بحثك الوحيدة وإلا لتحول بحثك عن المرأة للمتعة فقط وليس للزواج.. فما أنت فيه قارب أن يكون هوسا بجسد المرأة وحاذر أن تغضب الله يا أخي.
أخي ليست مشكلة أن تتزوج من امرأة أطول منك قليلا، ولكن يفضل أن لا يكون الفارق ملفتا للنظر حتى لا يسبب لك الحرج الاجتماعي كمظهر فقط، لكن هذا لا يقلل من الحب بينكما والتوافق والكرامة... وهذا الأمر قد لا يهتم به البعض ولذلك فإنه يتوقف عليكما.
أخي لا تنظر إلى الحياة بمنظار ضيق فهي واسعة أخرج إليها وحرر ذاتك من قيدها وأسرها وحول تفكيرك السلبي إلى تفكير ايجابي أولا ثم ابحث عن شريكتك ثانيا ولكن في الاتجاه الصحيح وبالمعايير السليمة.. وتحدث مع الناس ومع الأصدقاء وحاول أن تجد الوقت معهم ومع من حولك فإن عزمت فسوف تجد ما تريد فمطالبك ليست مستحيلة، ومفتاح مشكلتك فيك أنت ففتش عنه في ذاتك... ولا تتعجل ولا تتباطأ فوازن واعتدل، وتقرب من الله كثيرا واستغفره واطلب منه ما تتمناه وليكن أول دعواتك أن يرزقك الزوجة الصالحة ثم الصالحة ثم الصالحة ثم الجميلة. وفقك الله أخي ومرحبا بك في أسرة مجانين.
ويتبع........: عايش وحيد: تعال إلى مجانين م1