خطيبي
تقدم لخطبتي وكنت لا أعرفه قبل الخطوبة وكانت هذه الخطوبة فرصة لأن يتردد على منزلنا برفقة أسرته إلا أن الظروف لم تسمح بالتعرف عليه عن قرب فهو حينما يأتي يجلس صامتا ولم يتبادل معي إلا تحيات السلام التقليدية وبصوت خفيض في حين أن خطيب أختي التي تصغرني حينما يأتي مع أسرته فإنه يتحدث وينطلق ويضحك ويطلق النكات وهذا الفارق بين خطيبي وخطيب أختي جعلني أستغرب وأحاول أن أبحث أسرار هذا الصمت.
وفي النهاية وقفت على الحقيقة إذ أن خطيبي خلال فترة ابتعاثه للخارج تعرف على فتاة مواطنة كانت مبتعثة معه وكانت بينهما قصة حب شاعت أخبارها بين زملائهما في البلد الذي كانا يدرسان فيه سويا غير أنه رسب أكثر من سنة وبسبب رسوبه المتكرر هذا فقد أنهت حبيبته هذه الدراسة مبكرا عنه وعادت إلى الوطن بينما هو ظل في الخارج يعيد سنوات الرسوب وكان تجاوزها له وإخفاقه المتكرر في الدراسة سببا لفشل قصة الحب هذه.
وحينما عاد لم يفكر بالتقدم لها رغم أنها لم تتزوج وتدعي أنها كانت في انتظاره وفي الواقع أنني حينما عرفت تفاصيل هذه القصة على النحو الذي قصصته عليك فقد انتابني الخوف من صمته إذ أحسست أن تحت السواهي دواهي وأن صمته هذا ليس من فراغ ولكن يخفي شيئا خطيرا في داخله، ولهذا فإنني في حيرة من أمري لأنني لا أستطيع الإلمام الكافي بشخصيته وعلى الرغم من المؤهل العالي المرموق الذي يحمله إلا أن ذلك لا يكفي لضمان زواج ناجح.
فكيف يمكن تجنيبي أي فشل وكيف يمكن التحقق من مشاعره تجاهي وهل هو تقدم للزواج مني لمجرد زواج أم لأنه يحبني فعلا وهل هو يحاول أن يضمد بي جراحه القديمة وهل لازال حبه القديم حيا في وجدانه
ماذا أفعل. ؟
ع .ن . الدوحة
8/10/2007
رد المستشار
السطور التي كتبتها لي تحتوي ضمنا على إجابات عن بعض أسئلتك التي جاءت بمؤخرة رسالتك... فينما تقولين وتتساءلين هل هو تقدم للزواج مني لمجرد الزواج أم أنه يحبني فعلا فسؤال كهذا تجيب عليه العبارات التي استهللت بها رسالتك فحينما تقولين أنه تقدم لخطبتك دون معرفة سابقا وأنك لم تعرفيه إلا خلال فترة الخطوبة فقط أنه حب لك يصبح موضع شك...
ولكن أود أن أطمئنك عليه هو أن حبه الأول للفتاة التي كانت تشاركه الدراسة في الخارج قد أصبح في خبر كان في الأغلب لأن هذا الحب القديم لم تتوفر له ظروف النجاح وربما كان مجرد نزوة طارئة ومشاعر فياضة أملتها ظروف الغربة والاغتراب.
والدليل على أن هذا الحب قد فقد مقومات استمراره هو فشله الدراسي لأن الحب الصادق والحقيقي لا يكون مضادا للنجاح بل يدفع إليه لقد نجحت الفتاة التي يحبها واستطاعت أن تنهي دراستها على عجل وأن تعود للوطن بعد إتمام نجاحها وتركته وهو يعاني الإخفاق والفشل، ولا يعني هذا بالطبع أننا نطالبها إذ ما كانت صادقة بحبها له بأن تفشل في دراستها لتظل بجانبه ولكن على الأقل كان عليها أن تدفعه للنجاح إذا كانت حريصة على الارتباط به وحينما اتجه خطيبك لخطبتك فإن ذلك كان مؤشرا واضحا على أنه يريد طي الصفحة الماضية وأنه يريد يبدأ صفحة جديدة في حياته بعيدا عن تجربة حب هشة قديمة.
واقرئي على مجانين:
عندما يصلح الحب يصلح السلوك!
لو كنت أعرف خاتمتي...