ما يفضل والواقع
أنا شاب في العشرين من عمري أعاني كثيراً من الخجل الذي يلازمني طوال الوقت، وبالتالي يجعلني انطوائياً بشكل كبير جداً والثقة في النفس معدومة تماماً. أخشى التعامل مع الغرباء وتحديداً الجنس الآخر وصداقاتي محدودة جداً.
قرأت كثيراً في هذا المجال ولكن دون جدوى، المقربون مني أعاملهم بمثالية، كيف أتصرف؟ فمشكلتي تزداد سوءاً وربما ما ساعدني على ذلك أني وحيد، أنا منعزل تماماً عن الآخرين ربما أجلس أكثر من أسبوعين في المنزل دون أن أتعامل مع أحد ما يجعلني أقوم بذلك. حينما أتحدث مع الغرباء وتحديداً الجنس الآخر تحدث أشياء غريبة وتظهر علي الأعراض الآتية: تزداد ضربات قلبي ولكن ليس دائماً، يحمر وجهي خجلاً بشكل ملحوظ جداً دائماً والعرق أيضاً، أضف إلى ذلك رعشة أو اضطراب في المعدة خفيف، وعدم القدرة علي النظر إلى من أتحدث إليه والنظر إلى أي شيء آخر بديل، عدم الرغبة في المبادرة والبدء في الحديث، أشعر بأني أريد البكاء أو بمعنى دارج -عيني تمتلئ بالدموع دون أن أخرجها طبعاً- وذلك دون أن يقابله أي شيء، هو مجرد رد فعل دون أن يكون له سبب مما يجعلني منعزلاً تماماً عن التواجد في مثل هذه المواقف. في أحلامي وأفكاري أرى نفسي أنتحر أكثر من مرة وأنا لا أفكر في فعل ذلك جدياً.
طبعاً حتى الفتاة الوحيدة التي أحببتها لم أستطع أن أتحدث إليها علي مدار أربع سنوات كاملة، أكتفي بالنظر إليها كما لو أني أعيش في السينما الصامتة.. كانت هناك فرصة مناسبة للتقرب إليها عندما جاءت إلي وسألت عن شيء معين يتعلق بالدراسة ولكني رددت عليها بشكل غير لائق تماماً كما لو أني لا أريد أن أنظر إليها أو أعرفها. وأنا أيضاً مكتئب معظم الوقت وأفكر بسلبية، في نفسي ورغم كل ذلك متميز في الدراسة فأنا في عامي الرابع من المرحلة الجامعية.
هناك معلومة إضافية؛ يوجد ندبة في وجهي إثر عملية جراحية (كيس دهن) وأنا في سن 5 سنوات أثرها الآن يبدو ضعيفاً جداً إلا أني أراها كبيرة جداً وتتعبني نفسياً أيضاً، أردت أن أسوي لها جراحة تجميل ولكن الطبيب صديق والدي أخبرني بأنها صغيرة جداً- مش باينه وماتستهلش- ولكني غير مقتنع بكلامه، أعتقد أن لها تأثير على أصدقائي. نصحوني بالطبيب النفسي لأن الأمر أصبح مخيفاً إلا أني لا أفضل ذلك.
آسف على الإطالة، أتوسل إليكم الإفادة
وجزاكم الله كل خير.
13/01/2008
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
أعانك الله على نفسك التي تسبب لك المعاناة ومع ذلك يجب أن تعي أن المرء لا يفعل كل ما يفضله لأن الصواب والواقع لا ينسجمان دائما مع هذه التفضيل.
تعاني من أعراض القلق التي تقول أنها تنعكس على خبراتك وتفاعلك مع الآخرين في الحياة٬ وتراودك أحلام حول الانتحار وتفكر في نفسك بسلبية وتتوهم وجود تشوهه في وجهك رغم نفي المقربين منك.
يجب عليك أن ترتب أولوياتك في الحياة فهل تريد أن تعيش وفق هواك وتفضيلك وتستمر في هذا العذاب أم تريد أن تسعد ويهدأ بالك؟؟ أنها حياتك ومشاعرك فتعامل معها كيف تشاء ولكن إن كنت تريد التخلص من هذه المعاناة تكون زيارة طبيب نفسي على رأس أولوياتك فسطورك تشير إلى خليط من الاكتئاب والوسواس الذي لن يزول بتجنبك له فبادر لمساعدة نفسك بأن تجعل سلوكك في هذه المرة ينسجم مع الواقع وإن خالف تفضيلك فالهدف من الرغبات والتفضيل تحقيق السعادة فإن كان إتباعها يزيد المعاناة يصبح إتباع الواقع أجدى وأنفع.
ويتبع >>>>>>: ما يفضل والواقع م. مستشار