سجن العادة السرية
سجن العادة السرية مشاركة2
يمكنك أن تنقذ نفسك بالاستعانة بالله، أنا كنت أسيرة العادة السرية منذ طفولتي المبكرة جداً جداً جداً، ربما بدأت أمارسها وعمري 5 سنوات للشعور بالراحة واستمرت في مراهقتي وفي شبابي بشكل إدماني مزمن، والآن عمري 27 عاماً!
كنت أمارسها حتى قبل أسبوعين والآن توقفت وفجأة لم أعد أفكر فيها، أتعرف السبب؟ لأني كنت أظن أنه لا بأس أن أمارسها لأني أتعرّض لضغوط حياتية ومشاكل كثيرة ومنذ طفولتي، أيضاً قرأت عنها الكثير وتخبطت بين آراء الفقهاء والشيوخ وعلماء الدين وفي نفس الوقت بداخلي كنت أعرف أنها خطأ مهما قال من قال، وكنت أتمنى أن أعرف فقط إجابة سؤال واحد: هل الله تعالى راض عني؟.
رأيت حلماً قبل أسبوعين وحين استيقظت كنت مذعورة تماماً وفسّرت الحلم على أنه تحذير من الله لي بسبب تلك الممارسة الآثمة وكان حلمي واضحاً جداً، يومها تبت إلى الله توبة نصوحة وآمل أن يغفر لي وأدعو لنفسي ولك ولجميع الشابات والشبان بأن يهديهم الله للخلاص من هذا الاثم الذي ينقص الإيمان ويجلب غضب الله.
الحمد لله الذي أشعرك بذنبك وأنت في سن اصغر مني بكثير، وعليك أن تتذكر أنك حي اليوم وميت غداً فلا تأمن مكر الله وعقابه، ولا تستمع لمن يقول أنها سن مراهقة وكل المراهقون يمارسونها وتنتهي عند الزواج فلا شيء اسمه مراهق عند الله، فالإنسان مكلف ومحاسب على كل أفعاله مذ بلوغه (البلوغ يعني بلوغ الحلم)، ففي الإسلام هناك الإنسان غير المكلّف وهناك الإنسان المكلّف غير المكلف وهو الطفل الذي لم يبلغ والمجنون والنائم والمكلف هو غير ذلك. لن ينقذك من نفسك غير الله تعالى فهو الذي أودع شهوتك وبيده أن يجنبك حرامها ويطفئها بحلاله فلا تستعن بسواه، صلّ كل ليلة ركعتين (أقول كل ليلة) ولا عذر لك مطلقاً، وانتو بهذه الركعتين الطلب من الله أن يساعدك للخلاص منها إذا كان فيها غضبه عليك وأن يعينك للتخلص منها بسلام وأمان ودون مشقة وأن يبدلك عنها خيراً منها في الدنيا والآخرة.
استثمر شبابك بتنمية هواياتك؛ ركّز مثلاً أن يكون لك جسم رياضي وابدأ بعمل تمارين رياضية تساعدك، جرّب أشياء جديدة مثل الكتابة. تقول أنك تكره أمك وأباك وتريد أن تقتلهما، جرّب أن تكتب على شكل قصة بطلها فتى يريد قتل والديه واكتب مشاعر الولد لماذا يريد قتل والديه: هل هو غاضب منهما؟ هل حرماه شيئاً يحبه؟ أم هل يشكلان عائقاً في حياته؟ اكتب أيضاً في القصة عن الأشياء الجميلة التي فعلها الوالدان لابنهما؛ حاول بكل قوتك أن تتذكر مثلاً أيام المرض وكيف يهتمان بك، وأن تتذكر أيام الأعياد والهدايا والملابس التي يهديانها لك، وكيف علّماك المشي والكلام والنطق الصحيح منذ صغرك، وكيف علّماك عن الدين ووفرا لك كمبيوتر تتمكن من خلاله الدخول للانترنت.
لديك أسلوب في التعبير؛ مثلاً: قلت "أصبحت دموياً من كثرة أفلام الرعب"، أنصحك أن تنمي موهبتك الأدبية، مثلاً عندما تدخل الانترنت ابحث عن مقالات تتحدث عن القصص القصيرة كيف تكتب واقرأ بعض القصص أيضاً، وحين تنتهي من كتابة القصة يمكنك عرضها في أحد المنتديات فقد تلاقي تشجيعاً ودعما يشجعك لبذل المزيد ويوجهك لنقاط الضعف والقوة فيما كتبت.
كما أريد أن أخبرك ألا تنسى أن الصلاة هي أول ما سوف تسأل عنه في قبرك، فأنت تصلي لأن عليك أن تعبّر عن إخلاصك لله بأداء ما فرضه عليك وليس لأنك تريد أن تتخلص من العادة السرية فتقول أنك جرّبت 3 أشهر الصلاة في المسجد ولكنك بعدها عدت، فهل معنى هذا أنك توقفت عن الصلاة؟ أتمنى أن تكون إجابتك "لا".
روحك ليست ملكك لتقرر متى تتخلص منها هي ملك لله وحده هو من يخلقها وهو من يميتها متى شاء، فماذا ستخبر ربك لو سألك باي حق أنهيت حياتك وتخلّصت من روحك وهي ملك الله؟ فهل أنت شريك له جلّ وعلا تشاركه ما يملك بل وتقرر ماذا تفعل بملكه؟.
أتمنى لك كل الخير والتوفيق والصلاح وأن تكون رجلاً ينفع أهله وأسرته وبلاده بعلمه وعمله.
6/8/2008
رد المستشار
السلام عليكم صديقتي "جنى"،
حقاً استمتعت جداً بقراءة مشاركتك، وفقك الله يا عزيزتي. كلامك ملهم جداً جداً وبعدما أنهيت القراءة شعرت بدفعة كبيرة جداً للعمل وطلبت المعونة بإخلاص من الله. وكذلك أنت حملت المسؤولية وصارحت نفسك بالمشكلة وتحمّلت عبء التغيير.
مشاركتك حقاً ملهمة فشكراً لك عزيزتي.