السلام عليكم،
سؤالي ليس عني ولكن عن أخي، وهو طالب دراسات عليا في إحدى الكليات، عمره 32 سنة أصيب باكتئاب حاد منذ سنتين ونصف رغم أنه متدين جداً، فتناول الأنافرانيل 25 ملغ، حبتين كل يوم لمدة سبعة أشهر ثم أصبح يهتاج لأي شيء ولا يتحمل أحداً ويشتم من يضايقه ولو كان والدتي، وكاد يضرب أستاذه في الجامعة لأنه تصرف معه تصرفاً قاسياً، رغم أنه في طبعه مؤدب ولطيف جداً.
ذهب إلى الطبيب فخفف له الأنافرانيل إلى حبة واحدة، وأضاف إليه تيغريتول 200، حبتين يومياً، (مع ريسبريدون في بداية الأمر فقط) وقال له: "هذه حالة مرضية لكن لا يهمك هذا، أنا كنت أشك في الأمر عندما قلت لي إنك تكون متضايق جداً في الصباح، ومرتاح جداً في المساء" تحسن بسرعة وتخلص من هذه الحالة، لكن بعد ثلاثة أشهر أصيب بطفح جلدي فأوقف الأدوية لمدة ثلاثة أشهر وكان خلالها يشعر بأعراض اكتئاب خفيفة جداً، ثم بدأت هذه الأعراض تزداد، فأعطاه الطبيب لا موتريجين 25، حبتين يومياً فعادت الأمور على ما يرام، ولكنه أرهق نفسه في الدراسة فعادت له أعراض الاكتئاب شديدة نوعاً ما، فرجع إلى الأنافرانيل مع لاموترجين، وقد طلب الطبيب منه تناول حبتين يومياً، لكنه لم يستطع تناول إلا حبة واحدة حتى لا تظهر عليه آثار تناول الدواء من النعاس والجحوظ الطفيف في العينين، لأنه يتناول هذه الأدوية دون علم الوالدين فهما لا يقتنعان أبداً بالأدوية النفسية، ويريدانه أن يقوي نفسه بنفسه ويعود كما كان دون مساعدة أحد. هو الآن في حالة جيدة، ورجع يمارس نشاطاته ولا يبدو عليه أية أعراض، إلا أنه أحياناً يتأثر جداً لسماع الأخبار السيئة، لذلك لا يذهب إلى حيث يتوقع أن يسمعها.
لكن يقلقني وإياه شيئاً:
هل هو مصاب فعلاً باكتئاب فقط كما قال الطبيب أول الأمر وممكن أن يشفى؟ أم هو مصاب بهوس اكتئابي وقد قرأت أن هذا المرض لا يشفى؟ علماً أن ما حصل معه عندما تناول الأنافرانيل دون معدل مزاج لم يحصل معه أبداً من قبل، ولم يتكرر بعد ذلك حتى في الفترة التي توقف فيها عن تناول الأدوية نهائياً.
وإذا كان مصاباً بالهوس الاكتئابي، هل يمكنه أن يعيش حياة طبيعية مع تناول الأدوية، أم من الممكن أن تأتيه نوبات هوس فيما بعد ويتصرف بتهور؟ أنا قلقة جداً عليه وأحياناً لا أستطيع النوم وأنا أفكر فيه، فهو في مركز اجتماعي مرموق، وأخاف أن يعيقه ذلك عن إكمال دراسته أو أن يشعر به الآخرون أو أن ينظروا إليه نظرة ازدراء لعدم تفهمهم لما يحصل، وخاصة أنه لا يوجد مساعدة أسرية من قبل الوالدين نهائياً.
وجزيتم خيراً.
22/02/2009
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أهلاً بك على صفحات مجانين. دعيني بداية أثني عليك وعلى هذه العلاقة المميزة التي تجمعكما أنت وأخاك، وأكاد أجزم أن دعمك له عامل مهم وأساسي من عوامل التعافي بإذن الله، واطمئني إلى أنه سيكون في استطاعته أن يمارس حياته بشكل طبيعي ويستمر في النجاح بإذن الله: وأحب أن أشير إلى أن هناك عدة أعراض عند حدوثها يجب استشارة الطبيب المعالج فوراً لأن وجود هذه الأعراض مؤشر بحدوث نوبة جديدة. هذه الأعراض منها قلة الحاجة للنوم، زيادة في النشاط، كثرة في الكلام، سرعة في الأفكار، وقلة في التركيز. وأحب أن أطمئنك أن حساسيتكم لحدوث انتكاسة ستزيد مع الوقت وزيادة الخبرة، بحيث يمكنكم ملاحظة هذه الأعراض في بدايتها.
الأخت العزيزة، لم توضحي مكان إقامتك أنت وأخيك، ولكن أعتقد أن الخطوة المناسبة هي العثور على طبيب معالج متمرس في العلاج النفسي يقوم أخوك بزيارته بانتظام، وتتباعد معدلات الزيارات بتحسن الحالة بإذن الله، وبانتظامه على العلاج الدوائي والعلاج النفسي ستستقر الحالة أكثر.
شفاه الله وعافاه.
اقرئي على مجانين:
العلاج الحقيقي للهوس: مرض مزمن، مشاركة
نعم الاضطراب الثناقطبي –الهوس- مرض مزمن
نوبات الهوس: جزء من اضطراب أشمل