أعاني من الرهاب..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أعاني من الرهاب منذ 12 سنة وعلى عدة أشكال؛ عند التكلم أمام الجميع تزداد ضربات قلبي ويبدأ صوتي بالتغير،
كما لا أستطيع التعبير بالكلام عندما يكون في المجلس أكثر من 7 أشخاص.
حاولت أن أعالج نفسي بنفسي ولكني لم أستطع.
أرجو المساعدة
22/03/2009
رد المستشار
الأخ الفاضل السيد "بدر"، أهلاً ومرحباً بك معنا على مجانين،
إن المعلومات التي ذكرتها برسالتك لا تجعلنا نجزم بأن ما تعانيه هو مرض الرهاب الاجتماعي Social Phobia ، حيث هناك نقص كبير في المعلومات التي ذكرتها والتي تتشابه مع أعراض اضطراب القلق وبعض الاضطرابات النفسية الأخرى، فما الذي جعلك تقرر أنه الرهاب الاجتماعي؟!. وإن اعتبرنا أنه الرهاب الاجتماعي بناءً على بعض العبارات التي ذكرتها (لا أستطيع التعبير بالكلام عندما يكون المجلس أكثر من 7 أشخاص) فيرجع بعض علماء النفس هذا النوع من الرهاب إلى أخطاء في التربية؛ غالباً ما توجه الأسرة اللوم والنقد في أغلب المواقف والتصرفات، حيث يراقب الأبناء الذين تعرضوا لمثل هذا النوع من التنشئة الاجتماعية الخاطئة تصرفاتهم وكلامهم مع الآخرين مما ينتج عنه فقدان الثقة بالنفس وعدم القدرة على مواجهة الجمهور، أو عدم القدرة على المشاركة الاجتماعية في وجود عدد كبير من الأفراد حيث يجدون صعوبة في ذلك....
وفي حال تعرض الأبناء لموقف يتطلب فيه وجود جمع من الأفراد ترتفع حدة القلق مما ينتج عنه ما ذكرت من أعراض مثل زيادة ضربات القلب، احمرار الوجه، التصبب عرقاً، رعشة باليدين، وجفاف الريق...
ويكمن جوهر الرهاب الاجتماعي في نقص تقدير الذات وانعدام الثقة بالنفس والذي يتشكل بالأساس من خلال عملية التنشئة الاجتماعية الخاطئة. لذلك يجب علينا أن نبني ثقتنا بأنفسنا ونرفع من تقديرنا لذواتنا وأن نكون مؤكدين لها، فتوكيد الذات كما ذكر الأستاذ الدكتور مصطفى السعدني في كتابه (تأكيد الذات) هو: "نوع من العلاج السلوكي المعرفي يستعيد فيه الشخص السوي قبل المريض نفسياً ثقته بنفسه، مع قدرته على مواجهة الإحباطات المختلفة في شتى مجالات الحياة مثل الدراسة والحب والزواج والجنس والعمل وتربية النشء، بل وفي نطاق العلاقات الشخصية والاجتماعية وعلى كل المستويات..... هو وبصورة أكثر تفصيلاً، قدرة الفرد على التعبير الملائم (لفظياً وسلوكياً) عن مشاعره وأفكاره وآرائه تجاه الأشخاص والمواقف من حوله".
وأذكر لك بعض النقاط التي من خلالها نستطيع تأكيد ذواتنا وبالتالي تكون الخطوة الهامة في مواجهة الرهاب الاجتماعي:
- أن نعي تماماً نقاط ضعفنا وقوتنا، ونحاول تقوية نقاط الضعف واستغلال نقاط القوة في التفاعل مع المجتمع من حولنا.
- تقبل أنفسنا كما هي بما فيها من ضعف، والسعي الدائم لتقوية عناصر الضعف من خلال الاحتكاك بالآخرين، فمن الطبيعي أن يخطئ الإنسان ولكن يجب أن نتعلم من أخطائنا.
- تحديد أهدافنا وأن تكون هذه الأهداف واضحة لنا وفي حدود قدراتنا حتى نتمكن من تقويتها، وبذل كل الجهود للوصول إلى تحقيق الأهداف.
وأخيراً، فإنني أنصحك بسرعة اللجوء إلى طبيب نفسي يستطيع تشخيص الحالة وتقرير ما إذا كنت ستحتاج إلى علاج عقاري إضافة إلى العلاج المعرفي السلوكي اللازم لحالتك، وعليك ألا تؤجل حتى لا يسوء الوضع أكثر..... كما يمكنك أن تستعين بالاطلاع على الروابط التالية التي أعتقد أنك سوف تجد فيها المزيد من العون والإفادة إن شاء الله:
الرهاب الاجتماعي أو اضطراب القلق الاجتماعي
الرهاب الاجتماعي
الرهاب الاجتماعي وعواقب عدم العلاج
قلق أو رهاب اجتماعي
ولماذا فاتتك أنت التفاصيل؟
رهاب اجتماعي في مدرس