السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
مع الشكر لجميع القائمين على الموقع خاصة البروفيسور وائل أبو هندي والدكتورة دعاء.
أما بعد،
أنا صاحب مشكلة "محروم اجتماعيا وغرقان في الوساوس"، أود أن أخبركم أني مستمر على العلاج الدوائي منذ الشكوى الأولى إلى الآن، مع تطورات في الحالة النفسية خلال سنة ونصف. وصف لي الدكتور عاصم أبو فرحة: "100 سيرترالين" و"50 أنافرانيل" و"400 سولبريد" يومياً حتى فترة أصابتني حالة قلق وأرق لدرجة غير عادية، لا أعرف ما السبب، ولكني قللت الدواء وللأسف زادت الحالة سوءاً إلى أن راجعته فعادت الجرعة كما هي، لكنه رفع جرعة السيرترالين إلى 200 ميلليجرام، هذا كان خلال شهر رمضان الماضي. أحسست بتحسن لا أنكر ذلك وأصبحت أحس بسخافة الوساوس الدينية أكثر وأكثر، لكن بعد العيد بأسبوع أصابتني حالة قلق شديدة وعصبية مع خوف شديد، وهذا خلال تناولي الدواء، راجعته فجعل "سيرترالين 150" و"أنافرانيل 75" و"زولام" ثلاث حبات من ربع الميلليجرام، ووصف لي مثبت المزاج "ديباكين 1000"- طبعاً ما أذكره هي الجرعة خلال اليوم كاملاً-.
ما زال عندي الآن خوف ووساوس في الرّسول وفي الله، لكن بإحساس متزايد أنها غير معقولة. الآن بعد كل الذي ذكرته أصبحت أحس أني في عالم وهمي سخيف هو الوساوس والخوف من الحديث مع الناس -نسيت أن أذكر أني خجول- وأني لمّا أتحدث معهم أحس أني في عالم حقيقي لا بد أن أنسجم معه، فصرت أسأل نفسي لماذا الخوف من الناس؟ صرت أحس لماذا يتحدث الناس معي بجدية؟ ذلك لأني أظهر ملتزماً كثيراً، وصرت أسأل نفسي: ماذا لو قلت لأحد أن الرّسول محمد عليه الصلاة والسلام غير موجود وأن القرآن محرّف مثل كتب النصارى؟ سيضحك ويقول عني مجنوناً! وهكذا صرت أحس بسخافة الأفكار أكثر وأكثر، فالدين لا مجال لتحريفه ولا مجال لانتقاص قدره لأن أمة كاملة تجمع عليه، وهناك من يتولون نقل الحديث وطباعة القرآن بدرجة عالية الدقة، وبعد هذا تهدأ نفسي لكن ترجع الوساوس!.
أما بالنسبة للحديث مع الناس؛ فأنا أرهم وأسأل نفسي: "ما الذي يتحدثون به؟ ولماذا ينسجمون ولا يخافون من بعضهم؟" فأجيب نفسي: "هذا كله من الغرق في الأوهام؛ لقد أبعدت نفسي عن حياة الناس العادية".
أرجوكم دلّوني كيف أتحدث مع الأصدقاء والناس، وكيف أعرف الأحاديث التي يديرونها، فأنا جرّبت حوالي 10 مرات خلال هذه السنة أن أخرج مع أصدقائي، وكنت ملتزماً أمامهم وأتحدث عن مشاكلي.
الخلاصة؛ دلّوني ماذا أفعل؟ الحمد لله، أحس أن الشفاء قادم.
15/11/2009
رد المستشار
الأخ العزيز،
أشكر الله على طلبك للعلاج، وتحسنك يتضح من رسالتك.
أما بالنسبة لحالة الأرق فمن الشائع جداً أن توجد نتيجة للقلق ويتم علاجها بعلاج القلق المصاحب تذكر أنك ما زلت تشعر بخوف ووساوس دينية.
بالنسبة للوساوس؛ مشكلتها معك ليس عدم اقتناعك بها، ولكن إلحاحها على ذهنك حتى مع تناولك للعلاج الدوائي، ويجب أن تتأكد من أنك غير محاسب على هذه الوساوس لأنك مكره عليها فلا تقلق من عواقب الوساوس، وأريدك ألا تقف عندها وتتأملها بل تشغل نفسك بنشاطاتك اليومية العادية وتبعدها، وإن لم تقدر دعها تمرّعلى ذهنك دون الانشغال بها، وكأنها تحدث كخلفية في صورة حياتك فيقل بالتدريج القلق بل واهتمامك بها وتقل بالتبعية بإذن الله. أما الخوف من الحديث مع الناس فحاول:
0 أن تبقي نفسك مسترخياً قدر الإمكان عند الحديث مع الناس وألا يعطي وجهك الانطباع بالخوف، القلق، أو عدم الراحة لأن ذلك سيصعب مهمتك سواء في إيصال ما تريده أو بناء علاقة مع الناس.
0 حاول أن تشعر محدثك أنك مستمع جيد بأن تقول له أنك تصغي وكلمة (آه -طبعاً- وغيرها).
0 انظر لمن يحدثك وأشعره بالتعاطف معه، لأن عدم التواصل بالعين يفسر خطأ أنك تتجاهل محدثك أو لا تحب مظهره أو أنك مخادع.
0 تعلم كيف ومتى والكم المطلوب من الحديث عن نفسك، لأن حدوث ذلك بكم كبير أو مبكراً في بداية التعارف غير مناسب.