أهلي يصفونني بالمجنون والأطباء بالموسوس

رد المستشار

 المهم أخي الفاضل "أبا جمال"؛

يبدو أنك عانيت كثيرا وتعبت كثيرا وأنت تطارد مرضك وما تعانيه ليس ابتغاء العلاج ولكنك طاردته ابتغاء اسم المرض أو نوعه وسعيك هذا جعلك تنتقل من اسم مرض إلى آخر وكنت تركض وراء السراب بالرغم من أنك تحمل الماء في جعبتك.

أرى أن حالتك التي بدأت قبل عدة شهور أو ربما أكثر من ذلك بدأت وأنت تطارد شيئا اسمه السرطان وقد طاردته وأنت لا تعرف عنه شيئا سوى اسمه فرسمت في خيالك صورة عنه وأيقنت أنها هي هذه صورته وأن كل من عرفوا السرطان بغير ما تعرف, لا يعلمون شيئا لذلك لم تتقبل ولم ترضى بكل شيء غير أنك مصاب بالسرطان لست أدري هل تعلم أن الناس يمرضون من أفكارهم وأنهم يشكون مما يتخيلون أكثر مما يعانونه حقا أرجو أن تفتح لي مسامع قلبك وتفتح لي عين عقلك وتنتبه لما أقول ولا تدع عقلك الآن يطوف في جسدك بدلا من أن يكون في مكانه في رأسك.

انتبه لما أقول إن الناس يمرضون من أفكارهم فمثلا لدينا مريض معين وعند فحصه وإجراء الفحوص الطبية المخبرية يتبين أنه يعاني من السرطان وعندما نقول له أنك تعاني من السرطان يثور وينكر ذلك ويرفض التشخيص ويصر على أن الفحوصات كاذبة وأننا مخطئون في التشخيص إنه لا يعاني من أي شيء

على العكس من ذلك نجد من يدعي أن لديه مرض السرطان وأن لديه أعراضه ولكن هذه الأعراض التي يعتقد أنها علامات السرطان هي علامات لأمراض أخرى معروفة للأطباء وتزداد معاناة المريض مع كل مرة يزور بها الطبيب ويزداد إصراره على أن ما يعانيه أنه السرطان كما أن التسميات التي يسمي الأطباء المرض يمكن أن تزيد الطين بلة حينما تبدأ المسميات تلعب دورها ويبدأ المريض يعتقد أن الاختلافات بين تسمية المرض دليلا على أنه يعاني من مرض لا يعرفه الأطباء وهذا يعني أنه يشكو من السرطان.

إن غياب الهوايات لديك وعدم العمل والفراغ الذي تعانيه فأقمت ما تعانيه من الآلام والتي لا تجد لها مبرر سوى ما تفسره لنفسك أنه السرطان كما أن أعراض القلق والمخاوف التي ذكرتها مثل الإحساس بعدم الاتزان وعدم القدرة على الوقوف طويلا وأن الأرض تمشي تحتك أثناء الصلاة والتعرق غير ذلك جعلت معاناتك مزعجة إلى حد أنك لا ترى تفسيرا لها إلا السرطان.

أريدك أن تعرف أن القلق والخوف يؤدي إلى أعراض جسدية وهي: الصداع واضطراب البصر وارتعاش اليدين والإحساس بأن الرأس فارغ وطنين الأذنين وجفاف الفم والاختناق وكأن ورم في الحنجرة وضيق النفس والخفقان والإحساس أن الموت قريب من الواحد وكذلك الشعور باضطراب المعدة والقولون وعسر الهضم وكثرة التبول وعسر البول وارتعاش اليدين والشعور بعدم الاتزان وغير ذلك كل هذه الأعراض تؤدي إلى تكوين معرفي أن المريض في خطر والذي يؤدي إلى زيادة الأعراض والتي بدورها تزيد القلق وهكذا.

كما أن وصمك من قبل ذويك بالمجنون زاد من آلامك ومن توترك وبالتالي من تمسكك بمرض يثبت لهم أنك مريض بمرض حقيقي.

أعلم أن الأعراض التي تشكو منها حقيقة وأن ما تعانيه حقيقي ولكن ذلك ناتج من تغيرات في كيمياء الدماغ وليس من سرطان في مكان ما.

أرى أنك ترفض أي تشخيص غير السرطان لحالتك أعتقد من الأفضل لك أن تركز على العلاج أكثر منه على الأعراض وأن تركز على الاستمتاع بما بقي من عمرك بدلا من أن تتنظر زائرا لا يتمناه أحد وأن تأخذ العلاج الذي يساعدك في تخفيف الألم ولندع ما تعتقده للأيام لتثبت ذلك.

كما أني أنصحك بأن تقلل من زيارة الأطباء وأن تعتمد في زيارتك عل طبيب واحد يعرفك ويعرف كيف يساعدك تذكرك أن الأدوية التي أخذتها لم تنفعك نعم هذا صحيح وذلك لأن العلاج يحتاج إلى الاقتناع أنك ستستفيد منه وكذلك والأهم منه هو تغيير تفسيرك لمرضك بالواقع وليس بما تتصوره.

إذن لنترك التشخيص جانبا ولنركز على تخفيف ألامك والاعتماد على قدراتك الإيجابية والانطلاق منها نحو التغيير

أتمنى لك صحة وعافية تامتين.

 واقرأ على مجانين:
  وسواس مرض من النوع الوسواسي! 
  الخوف المرضى من المرض 
   توهم المرض..وزهرة النرجس متابعة1
  وسواس الموت أم وسواس المرض أم؟
  وسواس قوي عن الإيدز! مشاركة
  سنتان حتى الآن مع وسواس المرض 
                                                             ويتبع >>>>>>: شوية بوس

المستشار: د. خليل إبراهيم عليوي