دول الدنيا تحتفي بالحيوانات وتجعلها شعارا لها، فالديك في فرنسا والثور في إسبانيا، الفيل والحمار شعاران للحزبين الجمهوري والديمقراطي في أمريكا، وهناك العديد من الحيوانات التي تتخذ رموزا وشعارات للتعبير عن إرادة المجتمعات.
فلماذا لا نتخذ من البعير رمزا وشعارا؟!!
البعير صانع الحضارات وسفينة التواصل بين الشعوب على مدى التأريخ، حتى ابتكار وسائل النقل الحديثة في بداية القرن العشرين، ولا يزال أفضل وسائل النقل والتواصل في الصحارى، فهو يتحمل العطش ويمنح أسباب الحياة للمجتمعات البدوية.
البشرية عبر العصور امتطت ظهر البعير أكثر من ركوبها وسائل النقل منذ مطلع القرن العشرين، فهو أمير القوافل التجارية، وسيد قطع المسافات الطويلة، والقوة التي أحرزت التقدم والتفاعل بين المجتمعات على مر العصور، فالبعير مُعين البشرية، ورائد التحدي والإصرار على المسير في أقسى الظروف والبيئات الرملية.
وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا كان على ظهره، وقوافله في مواسم الحج معروفة بطوابيرها التي لا تنتهي.
من واجبنا أن نفخر ببعيرنا، ونعلي من شأنه، فهو الذي أعاننا على بناء حضاراتنا، وأوصلنا إلى أصقاع الدنيا النائية، فلولاه لما تحققت الفتوحات وتعززت الانتصارات.
فلماذا نذله، ونخجل من التفاخر بدوره في الحياة؟
فهل أنها لعبة سحق رؤوسنا الحضارية؟!!
بعيرٌ من جَهالتنا يُعاني
نُعَقّرُهُ بأنواعِ الهوانِ
سفيرُ وجودنا دوماً ويبقى
كشاهدنا على مِحَنِ الزمانِ
رموزُ شعوبها خلقٌ بهيمٌ
وفعلُ بعيرِنا دونَ امْتنانِ
د-صادق السامرائي
واقرأ أيضا:
أعمدة الاقتصاد!! / قول كفعل!!
