إغلاق
 

Bookmark and Share

شفط الدهون بعد شفط العقول ::

الكاتب: أ.د وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 04/01/2006

قذف لي سكرتيري الأستاذ يحي محمد صلاح على مرسال الهوتميل (MSN) رابطا فلقفته نقرا بالفأرة وإذا بي أقرأ عنوانا يقول منع الزيارة.. عن سعاد نصر، آه تلك الخفيفة الأصيلة المصرية القريبة السمراء، ياه منذ زمان بعيدٍ لا أتابع في التلفاز غير نشرات الأخبار، لكنها كانت قريبة من القلوب وصادقة.... وأحسبها ما تزال إن شاء الله، المهم نكمل المكتوب في رابط يحي:

 كتب عاطف الراعي:
منع مستشفي الجولف الخاص بمدينة نصر الزيارة تماماً عن الممثلة الكوميدية سعاد نصر بعد تدهور حالتها الصحية ودخولها في غيبوبة تامة منذ ما يقرب من أسبوع استدعت إدخالها غرفة العناية المركزة بالمستشفي .. رفضت إدارة المستشفي دخول أقارب سعاد نصر للاطمئنان عليها حتى تتحسن حالتها الصحية.

كانت الفنانة قد دخلت المستشفي لإجراء عملية شفط دهون في بعض أجزاء من جسدها. لكن حالتها تدهورت فجأة. وتوقف قلبها عن النبض عدة ثوان وأجريت لها عملية تنشيط فعاد النبض مرة أخرى.. ومنذ ذلك الحين دخلت الفنانة في غيبوبة تفيق منها لتدخل فيها مرة أخرى.

نسأل الله لها السلامة..... ولكن ما حكاية شفط الدهون تلك؟.... عهدي بها عافاها الله أنها كانت نحيلة، سألت يحي أولا .. ماذا تريد من إرسالك الرابط فقال لي مدونة يا دكتور، قلت حاضر.... وبدأت أكتب .. وقد كانت نجاعة جراحات شفط الدهون كواحدةٍ من الجراحات التجميلية تستخدم في علاج البدانة، كانت نجاعتها واحدة من الأسئلة التي شغلتني وبحثت فيها منذ سنتين ووصلت إلى نتيجةٍ مؤداها:

أنها جراحاتٌ تقوم على مبدأ واضح هو: تذويب الدهون المتراكمة وشفطها ومن ثم القضاء على الترهل والسمنة، إلا أنها من الناحية العملية تعد من الجراحات التجميلية الكبرى، التي تحمل آثاراً خطيرة وإن كانت نادرة الحدوث، وهي ممنوعة في المصاب بداء السكري أو أمراض الرئة أو أمراض الدم، ومن المفاهيم الخاطئة التي يحملها كثير من الناس عن عمليات شفط الدهون أنها إجراء دائم وحل نهائي لمشكلة السمنة وهذا غير صحيح على الإطلاق فتراكم الدهون وترهل الجسد يمكن أن يعود إلى مكان العملية إذا تخلى المريض عن الحمية الغذائية أو التمارين البدنية المنتظمة،فطبيع الأشياء هي أن النسيج الدهني المتبقي في الجسد يقوم وخلال وقت قصير بالنمو السريع ثانيةCompensatory Hypertrophy، لتعويض الدهن الذي تم استئصاله، أي أنها أيضًا إجراء مؤقت، ومع هذا فهي تحظى برواج واسع لدى المصابين بالبدانة والذين يرونها ـوبشكل خاطئ ـ بديلاً سهلاً لأنظمة الحمية الغذائية المرهقة.

المهم أنني رجع إلى ذهني السؤال هل كانت سعاد نصر بدينة؟ سألت يحي فقال لا أدري يا دكتور، واتصل بزوجه الكريمة فقالت أنها غير متأكدة، وهنا أسعفتنا ابنتي هدى الصاوي فقالت أنها متأكدة من سعاد نصر في الفترة الأخيرة أصبحت ممتلئة القوام، ..... بعدها ..... قررت أن أعيد البحث فوجدت جديدا يقول بأنه بوجه عامٍ في الجراحات التجميلية، وبشكل خاص في جراحات شفط الدهون لتصغير الكرش فإن الدراسات الموضوعية فقط هي التي تظهر معدلات موت أو مضاعفاتٍ خطيرة مثلها مثل أي جراحةٍ كبرى، بينما الدراسات الشائعة والأكثر نشرا في الدوريات وانتشارا بالتالي معظمها غير موضوعي وهناك شبهات إخفاء حقائق من الباحثين أو عنهم من قبل أصحاب مؤسسات الجراحات التجميلية، يعني باختصار هناك تلاعبٌ بعقول الأطباء والجراحين بافتراض أنهم حسنوا النية مع مرضاهم، وهناك تسويق للطريقة كجراحة تجميلية يقوم فيها الجراح الماهر بإعادة نحت الجسد الخائب ليكون كالذي في الصورة.

ثم أيضًا: أن شفط الدهون كوسيلة للتخلص من عواقب البدانة الصحية لا يمنح أصحابه التحسن الاستقلابي الذي يجنونه لو أنهم فقدوا الوزن بطريقة أخرى آمنة، ولذلك فإن شفط الدهون من البطن يجبُ ألا يعتبر علاجا إكلينيكيا لحالات البدانة، لأن التحسن في الصحة العامة والذي يجنيه من ينفض عن جسده الشحم الزائد لا يجنيه من يفقد الشحم عند شفاطي الدهون أو النحاتين المهرة!.

ويبدو أن الأمر سيحتاج بحثا أكثر، ولكنني الان سأكتفي بالدعاء للفنانة سعاد نصر كان الله مع جسدها في محنته، وأحيلكم إلى سلسلة مقالات جراحات التنحيف على مجانين:
جراحات التنحيف مقدمة وعرض  
جراحات التنحيف الآثار الجسدية والنفسية  
جراحات التنحيف فقه المشهد:

والسلام عليكم

 



الكاتب: أ.د وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 04/01/2006