بلا عنوان
السلام عليكم، تعرضت منذ طفولتي حتى المراهقة للنبذ والتهميش والوحدة ولا أريد أن أعاني هذا ثانية، لكن مع حالتي الآن وطالما أني بين الناس في مجال عملي أشعر بالتهديد وعودة تلك الأيام المخيفة، وسبب ذلك أن لا رغبة لي بالاتصال بالبشر مع قدرتي على ذلك حاليا لا أطيق البشر لا أطيق الواقع لا أطيق العمل، أذهب الدوام كرها دون فرش أسناني أو مس صابون شعري كالعش لم يقربه مشط.
المضحك مع قذارتي أن هوسي بنظافة يدي يجعلني لا أكف عن سلخ يداي بالصابون. بعد أن كنت في أحد الأيام شخص لا يهمه سوى مظهره ولفت الأنظار تحولت لقذارة تدوم بملابس مجعدة متسخة مرات، فلا وقت لدي لغسلهم أو للاستحمام. الشيء الوحيد الذي استفدته من العمل هو حب الدراسة الذي كان عدوي اللدود ربما لأني اكتشفت كم الدراسة رحيمة مقارنة بالعمل، أصبحت مجرد أن أمسك أحد كتب الجامعة أنغمس بالمادة وأعيشها باستمتاع، خاصة أيام الأرق عندما يعتريني ذلك النشاط الهائل الذي يجعلني أنهي كتابا كاملا واكتشفت أن الاستذكار يريح نفسيتي حقا ربما لأنه يشعرني بالإنجاز فنادرا ما أنجزت بحياتي.
أريد أن أعيش مفردي لا أريد عائلة ولا أصدقاء ولا زميلات ولا عمل، لا أريد أن أتكلم ولا أسمع أكثر ما أكره عندما تحادثني إحداهن، إما أن أضطر للمجاملة وهو أكره فعل أو أرد ببرود إنهاء للحديث لأخرسهن، يشعرنني بالضجر والملل بثرثرتهن، أصواتهم تؤلم أذني أريد مكانا لا أصوات بشر به ولا تلفاز ولا مكيف ولا مراوح ولا عقارب ساعة ولا صوت هواء حتى كل تلك الأصوات تؤلم رأسي.
هناك ظاهرة غريبة تحصل معي بعد كل نهار عمل بعد أن أنام وأستيقظ ظهرا بعد عودتي من الدوام أجد نفسي لا أستطيع تقبل وتصديق كل ما حدث من أحداث في العمل وأجده محرجا جدا أي حدث كان ولو لم أكن أشارك به، ولو كنت شاركت بالحدث ولو بدور بسيط يصبح الحرج أعظم وأكره العمل أكثر وأكثر،
وهناك شيء غريب كذلك كثيرا لا أفرق بين الحلم من الواقع أو العكس وأظل في حيرة وأحتاج أسأل البشري الذي شاركني الحدث وأحيانا يكون شيئا مهما كأن يخص العمل فمرة، اضطررت سؤال إحدى الزميلات وكم كان محرجا. أريد أن أوضح شخصيتي باختصار، فربما الرسالة لم توضح شيئا عني، أنا الآن قوية واثقة قنوعة بعد أن كنت سابقا خجولة مترددة مصابة برهاب اجتماعي.
30/12/2014
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع
ملاحظات عامة:
ما هو سؤالك؟ هل تطلبين تشخيصا طبيا ورأي الموقع حول إصابتك باضطراب نفسي؟ هل تطلبين تحليلا عاما لشخصيتك؟
نهاية الرسالة لا تتوافق مع محتواها حيث تصرحين بتحولك من شخصية مترددة إلى قوية وعلى ضوء ذلك، أين هي المشكلة الآن؟ الرسالة خالية من تفاصيل شخصية توضح مسيرتك في الحياة.
المنظور الاجتماعي Social Perspective
تتحدثين في الرسالة أولاً حول تعرضك للتهميش والنبذ والعزلة في مرحلة الطفولة حتى أعوام المراهقة. في الفقرة الأولى من الرسالة تحاولين ربط السلوك الشخصي الحالي بهذه الطفولة وخوفك من العودة إلى مطالعة صفحات كتابك الشخصي الماضي ومن جراء ذلك ليس لديك الرغبة في الالتزام بالحد الأدنى من العناية بالمظهر ولا تطيقين العمل. يمكن الاستنتاج بأن المجتمع حرص على تهميشك في الطفولة أما الآن فأنت حريصة على تهميش نفسك وعدم التخلص من دور الضحية في الحياة.
الفقرة الثانية والثالثة لا تحتويان على الكثير من المنطق. تكرهين العمل ولكنك في نفس الوقت تشيرين إلى الجوانب الإيجابية من ولعك بالدراسة الآن. هذا التفسير أو الاستنتاج مشوه على أقل تقدير ولا يختلف تماماً عن التمسك بكتابك الشخصي الماضي وعدم وجود الرغبة الحقيقية في كتابة كتاب جديد لحياتك الشخصية.
المنظور النفسي الحركي أو الدينامي Psychodynamic Perspective
يضع الطبيب النفساني سلوك غسل اليد والولع بنظافتها في إطار تكوين رد فعل معاكس لأمنية أو رغبة في أعماق شخصك. لا أحد يعلم ما هي هذه الرغبة سواك وإن كان محتواها عدواني تشعرين بالذنب وعدم القدرة على تنفيذه تجاه من شارك في تهميشك في الماضي أو رغبة جنسية بحتة تشعرين بالذنب وعدم القدرة على تنفيذها. التفسير الثاني هو الأقرب إلى الحقيقة فعدم العناية بالنفس ووصفك بأنك قذرة لا يعكس إلا خوفك من الدخول في علاقة عاطفية وتحولها أو وضعها في إطار جنسي.
أما الإسراف بعدم العناية بالنفس وطريقة طرحك لمشاكلك النفسية ففيه الكثير من إنكار وتشويه لواقعك المزري الذي يتناقض مع شخصية تصفيها بأنها قوية وواثقة وقنوعة. مع عدم وجود أي إشارة في الرسالة إلى دخولك في مرحلة النضوج النفسية من القدرة على قمع الماضي والتخلص منه والمقدرة على التضحية والإيثار والتواصل الاجتماعي السليم اللطيف مع الآخرين يمكن الاستنتاج بأنك لا تزالين في مرحلة عصابية غير ناضجة بل وحتى ذهانية.
المنظور الطبي النفسي Psychiatric Perspective
الفقرة قبل الأخيرة من الاستشارة تشير إلى استعمال عملية انفصال مستمرة من الواقع Dissociation هذه العملية بحد ذاتها ليست تشخيصاً طبياً ومن الأفضل وضعها في إطار هروب الإنسان وصراعه مع عملية نفسية أخرى أحدثت عدم توازن وجداني Affect Dysregulation أو عملية ذهانية Psychotic process.
عدم التوازن الوجداني من قلق واكتئاب في غاية الوضوح في الفقرات الثالثة والرابعة. أما العملية الذهانية فهناك احتمال وجودها في جميع الفقرات. يمكن أن يضع البعض الفقرة الأولى في إطار ذكريات وهامية والفقرة الثانية في إطار أعراض ذهانية سلبية Negative Psychotic Symptoms.
احتمالات التشخيص Diagnostic Possibilities
1- اضطراب ذهاني مثل الفصام المزمن.
2- اضطراب وجداني مثل الاكتئاب.
3- اضطراب الشخصية.
التوصيات:
1- أنت بحاجة إلى مراجعة استشاري في الطب النفسي والحديث معه بصراحة حول أعراضك النفسية وتاريخك الشخصي.
2- لا يستطيع الموقع إعطاءك رأي قاطع حول التشخيص ولكن يمكنك الكتابة ثانية للموقع في أي وقت.
وفقك الله.