تطوير الشخصية أصبح الآن ضرورة
لا أملك شيئاً الآن، سوى أن أستشير هنا..
السلام عليكم، أواجه عدة مشاكل أو أعراض، أحياناً تكون الشيء الوحيد الذي يهبني القدرة للعيش وأحياناً أخرى تكون العكس تماماً، وبما أنني اؤمن بالطب النفسي وأحبه من صغري أنا هنا لأستشير عن هذا.
- منذ الصغر وأنا أحمل الكره الشديد لأمي وهذا لعدة أسباب وإن تحسن ذلك فترات يعود الأمر لمجراه بالنهاية وربما هذا بسبب أني لم أشعر أنها أم ولو لمرة، أيضاً لشدة مزاجها العصبي وشدة شكها بي – المعتاد - كيف لي تجنب أثار هذا على صحتي النفسية؟ أو تخطية؟
- ثانياً كوني أرى العواطف والمشاعر أمر سخيف ومن غير الطبيعي أن يعطي الإنسان لعواطفه مجال لو كان 1٪ ومن ناحية أخرى الزواج مرض واختلال، وتتعدد الأسباب هنا ومنها أني أعادي وأكره الجنس الآخر وربما تسبب لي أشد أنواع الضيق والتوتر أي كلمة منهم ولو كانت بغير دافع كما أني أكره وبشدة قرب أي شخص مني عامةً أو أن يشعر أنه قريب مني أو أن يثق بي لو 1٪ هنا أشعر أنني أريد الغدر به.
أيضاً أبغض أن تعرف صديقاتي عني الكثير أو ما قد يضعفني أو حتى افسح المجال الكافي للكثير من الحديث مع أي شخص، كانت علاقاتي محدودة أما الآن فلا شيء -الانطوائية تزداد وتتناقص معي لكنها لا تذهب وهذا من قرابة سنتين وهذه الأيام الحال بتزايد شديد- فأنا أكره كل من أقابلهم أو أعرفهم من قبل أشعر بعدم الثقة بهم مهما كانوا وأنهم حقاً سيئون مهما اثبتوا وكثيراً ما أعيد النظر مراراً وتكراراً بكل شيء حولي أو أن الناس تخطط علي بسوء من خلفي وأنه لا شخص يشبهني أو يشابه تفكيري حتى لو بنوعٍ ما، كلهم يفكرون بغباء وبلاهه ولا يسعون سوى وراء العاطفة والرفاهية وغض نظرهم عن الواقعية، وربما يعد هذا غريباً؟
لا أستطيع النوم بمكان معتم وهذا من قرابة شهران تقريباً أو أن تنام أحد أخواتي أو غيرهم معي بالغرفة أفكر كثيراً قبل النوم وفجأة أجدني أخاف من الظلمة وانتظر أحد يتقدم ليفتح الباب ذلك أن الخوف قد احتواني ولا أستطيع الحراك، وعن الدين؟ أحياناً تنتابني أفكار غريبة، ولا أنكر أنني أحياناً أشك، أنه توجد احتمالية أن يكون كل شيء خطأ وخرافات تبعناها من أجدادنا وكما كل ديانة غير الإسلام هم مقتنعون بدينهم لرؤيتهم أنه لا صواب سواه وكذلك نحن، علاقاتي الخارجية؟ مرات تحصى التي تبتسمت بها لشخص، وكرهي يتمثل بالأحضان أكثر بل وربما حالها أدفع من أمامي...
أطول مدة صداقة كانت منذ الطفولة وهي الوحيدة المستمرة معي إلى الآن لكن من قرابة الشهرين ماتت بسبب جلطة وفي شتى المواقف والأماكن أراها رغم وعيي - أحياناً - بأن هذه تخييلات بصرية مع ذلك ابتسم أو أتحدث معها ولكن هذا ليس بالمستمر فهو يتزايد ويختفي أحياناً.
من ناحية أخرى لم اٌعر الموضوع القدر الكافي بل أبداً، أحياناً أشعر بتأنيب لسوء معاملتي معها الفترة الأخيرة فقط. وأحياناً ينتابي أنه خطأ هي لم تمت، وباقي الوقت أشعر بأنني أفضل من أن اشغل بالي بأي شيء وأحَب لنفسي من أن اعير اهتماماً لشيء، وقحة أحياناً بأسلوبي مع الناس ذلك لأني آراهم أدنى مني ومع ذلك هم يعلمون فلا أحد يقترب مني سوى وقت حاجته لأعطيه النصائح واخفف عنه بقدرتي الزائفة على المواساة فأنا استسخفهم واقعاً.
كل الحالات التي ذكرتها تهبني القدرة للعيش أحياناً وقد تقتلني أحياناً أخرى. أتمنى أن أجد التشخيص المناسب هنا، وهل قد تتطور الحالة إلى أسوء أم أن الحذر فعلاً مطلب، وكيف لي إعطاء غيري المجال للاقتراب رغم معرفتي لحقيقتهم السيئة؟
وكل مايلزمني لأتخطى هذا، إن كان خطأ!
19/02/2015
رد المستشار
شكراً على استعمالك الوقع وتمنياتي لك بالنجاح.
ملاحظات عامة:
سؤالك في نهاية الرسالة يتعلق بتشخيص طبي. الجواب على هذا السؤال من خلال الطرح الموجود في الاستشارة لا يشير إلى وجود اضطراب ذهاني أو وجداني. الاضطراب الذهاني يصاحبه ضعف في الادراك الشخصي والاجتماعي لسلوكه وعلاقته بالآخرين ولو كان الأمر كذلك ما بعثت بهذه الاستشارة إلى الموقع.
كذلك لا يوجد في رسالتك ما يشير إلى إصابتك باضطراب وجداني. المصابة بالاكتئاب لا تلوم إلا نفسها ويستوطنها الشعور بالذنب وتحقير الذات ليلاً ونهاراً ويصاحب ذلك أعراض نفسية متعددة لا تحتويها استشارتك. أما شعورك بالتأنيب تجاه صديقة الطفولة فهو شعور طبيعي في أوقات الحداد ويتلاشى مع الوقت.
لكن إشارتك إلى الخوف من النوم في مكان معتم منذ قرابة شهرين والتفكير في قضايا فلسفية ودينية فقد يضعه الطبيب النفساني في واحد من إطارين:
٠ الإطار الأول إصابتك بنوبة اكتئاب وقلق ولكن لا يدعم هذا الإطار غياب أعراض اكتئابية تتعلق بالنوم والوزن والتركيز.
٠ الإطار الثاني هو صراعك مع شخصية تتميز بصفات حان وقت تطويرها لأنها غير قادرة على تلبية احتياجاتك لا في هذه المرحلة ولا في المستقبل.
صفاتك الشخصية في هذه المرحلة رديئة وتتميز بعدم التوافق مع الآخرين وتتكبري عليهم وتحمل شعور بالعظمة لا وجود له. بعبارة أخرى يمكن تلخيص شخصيتك بأنها شخصية عصابية تحمل في داخلها مشاعر بالغضب والكراهية بدأت تضيقين ذرعاً بها.
يمر الإنسان بقفزات تطورية تتعلق بذكاء معرفي وذكاء عاطفي. قد تكوني ذكية في التفكير وتضعين الأرقام والنسب المئوية على السلوك والعلاقات ولكن ذكائك العاطفي لا يوازي ذكائك المعرفي وأظنك بدأت تدركين ذلك.
التوصيات:
1 - حاولي قدر الإمكان التعامل مع نفسك ومع الواقع ومع الآخرين بصورة موضوعية.
2 - التركيز على التواصل الصحي السليم مع الآخرين وتطوير نفسك تعليمياً.
3 - ليس هناك ما يمنع حديثك مع طبيب نفساني أو معالج نفسي ولو لمرة واحدة.
وفقك الله.