الوسواس والإيدز
أولا السلام عليكم وأشكركم جزيل الشكر على موقعكم وردودكم.
قصتي أني قمت بتقبيل فتاة قبلات حميمية لمدة ربع ساعة تقريبا من دون أي عملية إيلاج يعني لم تحدث عملية جنسية كاملة وإنما تقبيل من الفم والصدر، بعدها بيومين أحسست بحرارة في جسدي وأني محموم ولكن درجة حرارة الجسم طبيعية 37 حرارة بعدها بأيام أصبح لدي احمرار ووخز في اليدين وحرارة في الأطراف وألم في الرأس وإسهال لمدة عشرين يوم متقطعا تقريبا وهذيان وزغزغة في العيون وأحس أني في عالم غريب وذاكرتي مشوشة جدا لا أستطيع التركيز في عملي.
وبعد فترة أصبح عندي حكة في جسدي أو وخز ونخس أو أبر في كامل الجسد. ذهبت وقمت بتحليل للإيدز بعد 5 شهور و21 يوم والنتيجة سلبية وبعد النتيجة ظل عندي بعد الأعراض كالإسهال المتقطع ولكن الطبيب أخبرني أني عندي قولون العصبي ويجب علي عدم التفكير بالموضوع أبدا، وإلى الآن عندي أصوات في البطن وأحيانا إسهال، والإسهال يأتي عندما أفكر كثيرا بالقصة وأصاب بالاكتئاب ويحدث انتفاخ في بطني وأسمع وأحس بمغص في المعدة والأمعاء.
أما الآن فعندي ألم متقطع في الفخذين والركبتين وحكة خفيفة من غير أي طفح جلدي. الحمد الله أنا تبت إلى الله هذه أول مرة وإن شاء الله آخر مرة أنا متزوج وعندي طفل.
ملاحظة البنت لم تظهر عليها أية أعراض. أرجو منكم الإجابة ولكم جزيل الشكر وأسأل الله العلي القدير أن يشفي كل مريض وجزاكم الله كل الخير.
5/4/2016
رد المستشار
الأخ الكريم: أ. خلدون، السلام عليكم؛
أدعو الله لكم بدوام الصحة والسعادة بإذن الله.
من الناحية النفسية يمكنني القول أن التشخيص المبدئي هو نوع من أنواع الأعراض النفسجسمانية (Somatoform disorders) وهي أعراض جسمانية متعددة لا يجمعها رابط عضوي واضح لتفسير ظهورها وتطورها لدى الشخص الشاكي، إلا أنها وثيقة الصلة بحدث نفسي كالقلق والتوتر أو الأزمات النفسية أو الاجتماعية أو حتى الصحية والتي غالبا ما تكون قبل أو أثناء ظهور هذه الأعراض النفسجسمانية. غالبا لا يدرك المريض هذه العلاقة في بادئ الأمر وربما يصر على إنكارها وإنكار تأثيرها أو سببيتها للأعراض الجسمانية الشديدة التي يحس بها.
ويعزى الكثير من الأعراض النفسجسمانية لعدة أسباب ربما أهمها للتبسيط هو الانطباع الذي يكونه الشخص عما قد يحس به من أشياء ليست مرضية أو ربما أعراض مرضية بسيطة ولا خوف منها كارتفاع الحرارة، أو تسارع مؤقت في نبضات القلب أو الإحساس بألم أو تقلص في البطن أو الظهر....والتي هي في الأساس أعراض عامة ولا تتصل بمرض معين دون الآخر. البعض الآخر ونتيجة الضغوط الشديدة ولا شعوريا يعبر عن حالة القلق أو التوتر وربما مشاكل الأسرة أو العمل في صورة أعراض عضوية كآلام الظهر أو اضطرابات الجهاز الهضمي، ويكون عادة مصحوبا بالربط غير الدقيق بحدث معين كوفاة أحد الاقارب وقد كان يشكو من أعراض مشابهة، أو معلومات مغلوطة عن مرض معين أو ظهور الأعراض أثناء أو بعد حدث معين (كحالتكم).
وعلاج الأعراض النفسجسمانية يتمثل بالتأكيد في علاج الخلفية النفسية التي أدت إليه وهنا يأتي دور العلاج السلوكي المعرفي الذي يعتمد على وجود علاقة من الثقة المتبادلة والقوية بين المريض والمعالج النفسي من أجل أمرين:
الأمر الأول: كسر الدائرة المفرغة التي تبدأ بالزيارة المتكررة للاطباء وإجراء فحوصات وربما جراحات غير لازمة للوصول للراحة النفسية والتي لا تلبث أن تزول بعد فترة قليلة لتبدأ دائرة الشك من جديد... وهذا من شأنه أن يعرض المريض لمخاطر طبية نتيجة خضوعه لفحوصات أو علاجات غير لازمة ناهيك عن استنزافه ماليا وصحيا.
الأمر الثاني: تصحيح المفاهيم والانطباعات المعرفية الخاطئة وهي بالمناسبة -لا شعوريه بالأساس- غالبا ما تكون الشرارة الأولى لكل الأعراض التي يشكو منها المريض لاحقا. ربما يبدأ المريض متأخرا في رحلة العلاج (الصحيح)، إلا أنه وبمجرد بدء العلاج النفسي الصحيح على يد المعالج النفسي المؤهل لعمل جلسات العلاج المعرفي فإن مؤشرات التحسن ستبدأ في الظهور بإذن الله.
تمنياتي أن أكون وفقت في مساعدتكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.