فترة المراهقة
سلام عليكم، في الحقيقة هي استشارتين أوردهما باختصار:
أنا معلمة خصوصي للمرحلة الثانوية، درَّست شاب عمره 19 سنة مؤدب وخلوق، بطبيعتي أتعامل مع الطلاب الذكور بشيء من الجدية، مدَّة الكورس 8 حصص أو أكثر قليلاً، المهم عند قرب نهاية الكورس أخبرني أنه يحبني، قلت له هذا طبيعي ومن الممكن أن يكون ذلك لقلة تعاملك مع البنات، وأنك في فترة مراهقة وهكذا؛
كان الوقت قريب من الامتحانات النهائية ولم يكن درس إلا المادة التي أدرسه إياها، فبدأت أتابعه وأضع جدول دراسة لباقي المواد، وحين يطلب أن يراني أقول أدرس المادة وتأتي لامتحنك فيها، وهكذا انتهى الفصل الأول وبدأ الثاني وانتهى على هذا الحال. الشاب تحسن في عدة أمور مثل التحصيل الدراسي: الالتزام بالصلاة، والقيام بالطاعات، واي شيء يتوقع انه يعجبني.
كنت أتوقع في البداية أن الموضوع مسألة وقت، ومرتبط بالتوتر الدراسي، لكن تعلقه بي يزداد، مع حرصي الدائم على تذكيره بأني سأخطب في أي وقت وأنَّ هذا غير منطقي وأنها فترة مراهقة..! لكن ذلك لا يؤثر، وحين لا أراه مدة ثلاث أيام مثلاً تسوء حاله جداً ويظهر له حبوب في وجهه من التوتر. صراحة أنا تعبت من الموضوع وأشفق عليه كذلك، أرشدوني ماذا أفعل.
أنا معلمة في مركز قرآن نادي صيفي تعرفت على إحدى الطالبات عمرها 14 سنه، ذكية ومتفوقة وتحفظ أكثر من عشر أجزاء من القران، أمها ربة بيت، وأبوها طبيب حين كانت في بدايات الصف السابع كانت تمثل أنها تجرح نفسها، بعد مدة أصبحت تجرح نفسها حين تحصل علامة منخفضة، ثم اصبحت تجرح نفسها إذا غضبت، حالياً إذا رأت أداة حادة تلقائياً تبدأ تؤذي نفسها، أو تجرح نفسها بدبوس وهكذا.
تشرب بيبسي علبتين أول الاستيقاظ، وتأكل كربونة وهي تعرف أضرارهم لكي يصيبها مرض أو قرحة، تكتب عن الموت كثيراً، تتمنى الموت وهكذا. هي تعلم أن ذلك بداية مرض نفسي، تحاول التخلص منه لكن لا تستطيع. شخصيتها في ارض الواقع فعالة، مرحة، وشخصيتها قوية.
لجأت إليَّ لأساعدها، أفيدوني. بارك الله فيكم
6/8/2016
رد المستشار
الست "مها" تحدث هذه الحالات عادة في مثل تلك المهن النبيلة والتي توِّجت بـ:
قم للمعلم وفه التبجيلا ...... كاد المعلم أن يكون رسولا
إن طبيعة مهنتك الرائعة الشريفة التي يرجى منها الكثير من الحسنات وهي خير بضاعة لترقية الإنسانية، فالكاتب الذي وجهك بالاعتراف بمشاعره العاطفية ربما تلقى وعن غير قصد إشارات صامتة غير مقصودة، تدل على مشاعر عاطفية من وجهة نظره، ولكي نكون أكثر وعيا بتلك المرحلة الحرجة المراهقة لابد من التعرف على مرحلتين من أساسيات وضع المراهق الحياتي، فالأولى وبتفرعاتها هي أشكال مختلفة للمراهقات وتقسم إلى:
1. مراهقة سوية خالية من المشكلات والعقبات.
2. مراهقة عدوانية حيث يتسم بالعدوان على نفسه وعلى الأشخاص الآخرين.
3. مراهقة انسحاب، حيث ينسحب من مشاكل الأهل التي يواجهها، ويعوض بمكان آخر، وقد يكون مالك منها نصيب.
ولا ننسى أنَّ هناك الكثير من التحديات والمشكلات النفسية والاجتماعية والأسرية والدراسية وأبرزها:
1. الصراع الداخلي: حيث أن مثل تلك الحالات تواجه صراعات داخلية، أبرزها صراع الاستقلال عن الأهل، أو الاعتماد عليهم، ومتطلبات الرجولة، وقد يكون ما فيه من عواطف هو تمادي مع تلك الحالات.
2. الاغتراب والتمرد: حيث الشكوى للمراهقات من أن والديه لايفهمانه، وديكور الطالب قد توجَّه بكل مشاعره نحو معلمته نتيجة لذلك.
3. الخجل والانطواء: قد تكون القسوة الزائدة، أو الإفراط في التدليل، ما يؤديان إلى شعور المراهق بالاعتماد على الآخرين.
يضاف إلى أنه يقع عليك بعض اللوم، من أنك بدأت بتنظيم جدول مواد دراسية بعيدة عن المقرر الدراسي الخاص بك، والمفقودين عليه زاد من تصوره أنك تتجاوبين معه بالرغم التوضيحات التي لم تلقى صدى لديه. لذلك أنكم أمام أحد أمرين أولهما أن توضح له، والجدية وأن يلتزم بالواجب الدراسي دون التفوه بأي كلام خارج خطة الدرس؛
وأما الخيار الثاني ترك تدريس هذاا لطالب إن لم تنفع تلك المحاولة، مع محاولة تبليغ عائلته بتلك التطورات، وبما أنك تقومين بعمل نبيل ألا وهي مهنة التدريس، نَصحُ الطالب باستشارة الموجِّه النفسي للوقوف على تاريخ سجله الحياتي لتأثير مكامن الحالة هذه والحد من تكرارها. مع كل التمنيات بالنجاح ست مها في حياتك المهنية.
وأما الحالة الثانية فهي بسن 14سنة، وأعراضها خطيرة فأرجو نصح أهلها بضرورة استشارة طبيب نفسي زيادة بالمتابعة لما فات مما ذكرته معلمة الفصل.
واقرئي أيضًا:
طيف الوسواس OCDSD إيذاء الذات Self Harm