مشكلات التعلق
لا أعرف من أين أبدأ.. فما أمر به الآن وأشعر به يعجز العقل البشري في استعابه!! ولقد ضاق صدري وأرجو من الله أن أجد ما يرشدني عندكم
أنا فتاة أبلغ من العمر ستة وعشرون عاماً, حدث لي اعتداء جنسي متكرر في سن الخمس سنوات من أحد أقاربي كان متواجد معنا في المنزل وحينما أخبرت والداي كان رد فعل أبي أنه أهانه في البداية ولكن فوجئت بعدها بشهور إذا بأبي يعزمه على الغداء عندنا ويتعامل معه برفق وكأن شيئاً لم يكن, بعدها بقيت تراودني خيالات جنسية ولما وصلت لمرحلة المراهقة فضلت الأفكار دي بتفرض نفسها علي لحد لما عملت العادة السرية ومكنتش أعرف اسمها وماحسيت بالذنب غير في ثانوي...
في العاشرة من عمري فعل أبي عدة أشياء أدت لانحدار مستوانا المادي والاجتماعي لتحت الصفر فقد استقال من وظيفته في الإمارات كرئيس طباخين في فندق وجاء إلى مصر وقرر يشتغل في تجارة الموبيليا, ولأنه لا يفقه شيء في هذا المجال نصب عليه الكثيرون إلى أن وصل إلى خسارة ماله كله وكنا عايشين على مرتب ماما كسكرتيرة في مدرسة حكومي, وصلت للمرحلة الثانوية 3 ثانوي وكان أبي قد تزوج بأخرى غير أمي وأنجب منها بنتين توأم وفي نفس الوقت كان هارباً من بلدنا ومطارد من زوج خالتي لأنه باع الشقة التي كانت شركة بينه وبين زوج خالتي فقد بلع تلك الشقة من وراء زوج خالتي ولا نعرف أين ضيع ذلك المال!!!
زوج خالتي قدم بلاغاً فيه وكان والدي وأنا في 3 ثانوي مطارد وتارك منزلنا ونعيش على مرتب أمي الضئيل... كنت مصدومة ومش مصدقة لأني كنت متعلقة بوالدي جداً من صغري فقد كان يهتم بي جداً دونه عن إخوتي وكان دائماً يبرر لي ما يحدث له بأنه مظلوم في هذه الحياة..... في 3 ثانوي كان عندنا مدرس علم نفس كان يهتم بي كثيراً وبغيري وكان بيلعب بمشاعر كل البنات.
مفيش بنت مأثرش فيها هذا الرجل.. كان يقول لدي كلام ودي كلام ويحتوي دي ويقول لدي كلام حلو كان بيستغل تخصصه كعلم نفس وبيستغل المرحلة السنية اللي كنا فيها بأنه يأثر على تفكيرنا وشخصيتنا ويخلينا ننساق وراء أفكاره ومبادؤه... أنا في الأول اتعلقت بيه لأني ماكنتش أعرفه وعشان كلامه وأسلوبه المعسول اللي بيسحر كنت على طول بتخيل إني بكلمه, وكنت بحاول أوقف الخيال ده علشان أعرف أذاكر بس ماكنتش بقدر لحد لما اكتشفت حقيقة المدرس ده في الآخر بس بعد ما كانت السنة خلصت وأنا ماذكرتش أي حاجة بسبب التفكير فيه, ساعتها
تعبت لأني حسيت بضياع الدراسة هي كانت مستقبلي وأملي الوحيد بعد الظروف اللي حصلتلنا.. بعد تحايل كثير على أهلي ذهبت لأول طبيب نفسي للأسف كنت وقتها بشعر بالخجل الشديد في الإفصاح عن ما بداخلي أنا كنت فتاة خجولة جداً وكنت بجد صعوبة في التعبير عن ما بداخلي لما ذهبت لهذا الطبيب حكيت له أعراض الاكتئاب اللي عندي ومحكتلوش على ما ذكرته في بداية حديثي فكتب لي حباية واحدة لمدة 3 شهور حاولت أفهمه إني محتاجة علاج نفسي مش دوا فحولني لتلميذة, إلى من أنصار العلاج السلوكي المعرفي هذا الطبيب لا أدري كيف شخصني بالوسواس؟؟!!
المهم لا أخذت بكلام الطبيب ده ولا الطبيب ده لأن الاتنين ماحكتلهمش على اللي تعبني بجد أو أساس المشكلة لجأت إلى الله وإلى الإرادة في هذا الموقف ودخلت الامتحانات وقاومت التعب وربنا كان معايا وجبت 90في المائة..... كان نفسي أدخل آداب علم نفس وكان مجموعي يوديني ولكن لما قالولي إنها ملهاش مستقبل وأنا عايزة كلية أتوظف منها حكومي على طول علشان ظروفنا فأخدت بنصيحة معلمتي ودخلت رياض أطفال القاهرة, عدت سنة أولى بمرها ومرها وجبت تقدير جيد جداً وفي الإجازة قررت ألجأ لطبيب نفسي لأني كنت في حاجة أن أحد يسمعني لجأت لطبيب مشهور وكل الناس بتحبه بصراحة كنت رايحاله وأنا في حالة اكتئاب وماكانش عاوزة أتكلم على اللي حصللي كل اللي قولتهوله أعراض اكتئاب...
لما لقيت الدكتور ده بيقولي إنت زي بنتي وبيعاملني كأب مش كطبيب حبيت أروحلو بالرغم من أني ماكنتش مقتنعة إني محتاجة دواء, ولما كان بيضغط علي إني آخد الدواء كنت بآخد شهر ولما يخلص ماكنتش بجيبه تاني فضلت ألعب في الدواء وآخده وأبطله فجأة من 2 كلية لحد 4 كلية وماكنتش أعرف خطورة تبطيل الدواء ده فجأءة والدكتور مقاليش غير في سنة 4
مشكلتي دلوقتي إني كنت ومازلت متعلقة بدكتوري جداً كأب وكسند وكمثل أعلى وده ماكانش من فراغ ده كان بسبب كلامو لي ومواقفه معايا اللي خلت دماغي قفلت إن ده أحسن طبيب وأكتر طبيب عنده ضمير وبثق فيه أكتر من نفسي الدكتور ده فضل يعاملني كويس جداً ويمدح في وشايفني إننا ضحية طول السبع سنين اللي كنت بروحله فيهم وجه في السنة الثامنة اللي اتخطبت فيها لشخص مسيطر ومستبد واتعرضت في السنة دي لأقوى أزمة نفسية تعرضت ليها في حياتي وتجاهلني وتعامل معايا بقسوة وزعقلي وهان مشاعري!!!
حاولت أعاتبه كثير وأواجهه عشان أعرف ليه عمل كده في وقت أزمتي وإيه السبب ؟؟
ولكن كل المحاولات فشلت وكان بيزيد في شدته أكتر ... ومش عاوز يسمعني حتى !!!
1/2/2017
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالسعادة.
ما يلفت النظر في رسالتك هو ارتباك المحتوى. في البداية هناك تاريخ تحرش جنسي وتفاعل الأهل معه ومن ثم عدم الاكتراث به وتنتقلين فجأة إلى خيالات جنسية وأظنها بعد البلوغ وينتهي الحديث عن الموضوع. تنتقلين بعد ذلك إلى ظروف بيئية قاسية عانت منها العائلة ومن ثم يأتي الحديث عن تعلقك بأحد المعلمين ومراجعتك لطبيب نفسي ودخولك في علاج كلامي أو معرفي سلوكي.
ثم يأتي دور الطبيب النفسي الأخير وتعلقك به كأب وإشرافه على علاجك لعدة أعوام. نهاية الرسالة هي عن خطيبك وقسوته عليك.
تنتهي الرسالة فجأة وكما كتبت في بداية الرسالة "لا أعرف من أين أبدأ" يمكن القول بأنك لم تعرفي كتابة نهاية الاستشارة.
هناك الشكوى من التعلق المسرف بالطبيب.
وهناك الشكوى من عدم التعلق بالخطيب.
ولكن لا يوجد أي وصف لأعراض نفسية.
سأجيب على استشارتك على قدر ما يمكن تصفيته من محتوياتها.
العلاج النفسي والاتصال مع الطبيب النفسي يولد حالة من الشعور بالاعتماد عليه من أجل البقاء. ليس هذا بالغريب في أي إنسان كانت لديه مشاكل في التعلق بالآخرين في مراحل الطفولة والمراهقة. ينتبه الطبيب والمعالج النفسي لهذا الأمر وعليه في مرحلة ما أن يقول وداعاً لمراجعه ويشجع مراجعه أيضاً على النطق بها.
الشكوى من الخطيب يصعب التعليق عليها وإن كان مستبداً غليظ الطباع ولا يلبي احتياجاتك العاطفية فعليك أن تتعلمي وداعه.
ربما يمكن اختصار ما تحتويه الاستشارة أزمة نفسية يجب وضعها في إطار واحد وهو عدم قدرتك على وداع من هو قريب منك سواءً كان الأب أو الخطيب أو الطبيب.
تخلصي من هذه العقدة التي ولدت من جراء ظروف الطفولة وتخلصي من دور الضحية.
وفقك الله.