ابني عنيد
ابني عنده أربع سنين ونصف من هو صغير عمر سنتين وهو يلعب مع الأطفال بالضرب ومعتبره لعب إلى الآن وعلى ضرب لأي حد على أساس أنه يلعب معهم وجاب لي مشاكل مع الناس بسبب الموضوع ده
المشكلة دلوقتي أنه بدأ يضرب الأكبر منه كمان وساعات يضربني وكمان يشتم ولما أكون عند حد ويغلط أبصله أو أكلمه ممكن يشتمني وساعات يضربني ما بيخفش من أي حد كبير مهما حد كلمه وهو يصرُّ على الأخطاء ويكسر الحاجات ويبوظ حاجات, الكلام ده في البيت عندي أو عند أي حد أنا ساعات أضربه وأوقات أوقفه بعيد عن المكان اللي قاعدين فيه وساعات أحرمه من حاجات يحبها برضه مفيش فائدة كل العقوبات جربتها معه منفعش ولما أجي أتكلم معه بالراحة يعمل نفسه مش سامعني ويقعد يقول لي تكلمي براحتك وكمان عنيد جدااااااا لأبعد حد
مش عارفة أعمله أيه عايزة أعرف أتعامل معه أزاي أعاقبه بأيه؟ وخصوصا أن أي حد لما يجي يكلمه مبيسمعش كلام نهائي أثناء ما تكلمه يجري ويسيبك. نفسي أعرف أسيطر عليه مش عارفة خالص وكمان أوقات ألاقيه يقعد يمسك العضو بتاعه وكنت بزعق له على الموضوع ده كثير بس أنا قريت عنه في الموقع وقلت أحاول أشغله ومزعلهوش ماشي بس هو لازم يفهم أن الموضوع ده عيب كبير وحرام أعاقبه عليها أزاي خصوصا أنه ساعات يعملها ونحنا قدام الناس يعني بيكون مشغول في اللعب مع العيال وبرضه يعملها.
أنا عندي أخته عندها 9 شهور وأنا حامل وقربت أولد عايزة أعرف ده كله بسبب الغيرة ولا أيه ولو بسبب الغيرة أعمل أيه بعد ما أولد أعامله أزاي على شان أعرف أسيطر عليه وأتعامل معه وكمان يكذب كثيراً يعني بكون عايزة أعرف منه حصل أيه في الحضانة مثلا يقول لي فلان ضربني وساعات يقول لي على اسم حد ثاني ضربه أروح الحضانة من غير ما أقول لهم على حاجة ألاقيهم يشتكوا لي منه أنه هو اللي يضرب العيال عندهم مبقاش عارفة أفهم منه أي حاجة وهكذا على حاجات كثيرة يحكيها ومش عارفة أصدقه فيها ولا لأ
وكمان أخته لما تبكي يضربها زيادة أو يضايقها وبيكون مستمتع ببكائها وساعات أنهار قصاده وأبكي قصاده من عمايله يقعد يضحك وما يحاولش يصالحني أو أصعب عليه ولما يطلب أي طلب وأرفضه يقعد يحدف في حاجات أو يضرب في أخته أو يبوظ أي حاجة حوله لما أكلمه يقول على شان أنا طلبت منك كذا وأنت رفضت يبقى عايز يضغط علي على شان أنفذ له طلبه وساعات بيكون الطلب ده رفضته على شان معقباه أصلا على خطأ قبله
باختصار أنا ممكن أقعد طول اليوم معقباه على شيء مثلا يطلب مني شيء رفضته لأي سبب يضرب أخته أو يحدف حاجة على شان يضايقني فأزعق له فيصعد الخطأ وأنا أصعد العقاب وهكذا طول اليوم يكون أساس المشكلة حاجة تافهة لكن عناده وردود أفعاله بتصعدها ونفضل طول اليوم هو يغلط وأنا أعاقبه وبصراحة أنا ما بقاش عندي أي وقت أو جهد أو طاقة أني أطنش أو أتقبل أخطاؤه بصدر رحب بالأخص بعد ولادة أخته وفي نفس الوقت حملت وظروف حملي الصحية مش جيدة
أرجو منكم الإفادة
وشكرا جزيلا لوقتكم
27/7/2017
رد المستشار
لاحظت كثيرا توترك، ورغبتك في "قمع" تصرفات ولدك وهذا له أثره الكبير في استقباله لتصرفاتك المتوترة الراغبة في السيطرة عليه، وبالتالي زيادة عنده، وزيادة ضغطه عليك كرد فعل لرفضك له، ولو ظللت هكذا معه لن تنكسر تلك الدائرة، وستزداد سوءا، وسيزداد رفضكما لبعضكما البعض، وسيزداد الأثر السلبي على الجميع، وليس معنى حديثي هذا أني لا أشعر بصعوبة التعامل معه، أو بظروف حملك الآن مع وجود طفل ثالث!، ولكنه لازال طفلا، ولازلت أنت الأنضج، ولازلت أنتي من يمثل له العلاقة مع الحياة؛ فالطفل يعتبر حياته الأولى مع والديه، هي رمز للكون
فهو الآن يرى الكون لا يقبله، ويراه عنيفا معه، وبالتالي لن يتعامل معه برفق، وحين درسنا حقيقة العدوانية عند الأطفال وجدنا أسباب كثيرة، ولكن وجدنا أن جزء منها كبير يعود للخوف، وجزء منها يعود لفقدان الإحساس بالأمان الداخلي؛ فهو في الغالب يفتقر لإحساس الأمان الداخلي، وكلما قلق على أمانه هذا كلما كان عنيفا مع من حوله؛
فالبداية ستكون بصدق قبولك له يا صديقتي فقبولك له سيساعده كثيرا في التغيير؛ فهو يحتاج رغم شراسة تصرفاته لابتسامتك الصادقة عن أمور يجيد فعلها، ويحتاج لتشجيعك حين يكون صادقا، ويحتاج ألا يشعر أنه"النغمة النشاز في بيتكم"؛ فالطفل ينفذ ما يصله عن نفسه من والديه..هذه هي الخطوط الأصلية الحقيقية في تغيير طفلك، وتغيير علاقتكما،
وسأترك لك عدة نقاط لتستعيني بها:
1- الطفل الولد يحتاج لأم تجعله يحب نفسه، ويحب الحياة؛ فأول نموذج للأنثى يدخل عنده هو أمه، وغالبا ما يتعمم دون أن يدري تجاه كل الإناث؛ فلو صار هذا النموذج غاضبا منهارا عنيدا معاقبا رافضا له؛ فغالبا ما سيبقى هذا الأثر مدى حياته في علاقته بكل أنثى سواء أخت، أو مدرسة، أو زوجة، أو حبيبة، أو ابنة له، وعياداتنا مليئة بهؤلاء الرجال الذين يتألمون، ويؤلمون زوجاتهم وحين نفتش عن الحقيقة نجد أن ورائها أم دون أن تدري جعلته يكره الأنثى، أو يوجعها، أو غيره من المشكلات.
2- طفلك خائف على كيانه، ويحتاج لطمأنته أنه محبوب، وأنه وجوده مرغوب جدا، ولكن سلوكياته هي ما تحتاج أن تعدل وعليها يقع العقاب، والمكافأة، وهذا يعني أنه حين يفعل فعلا غير مقبول نوصل له الحب، ولكن دون تنازل عن العقاب تحت أي ظرف؛ فلا ينسحب الغضب عليه طول اليوم، ولا لأخته، ولا تتحدثي معه بعنف، ولا تجمعي عليه أنواع عقاب متنوعة كغضب الوجه، ونبرة الصوت، والخصام، والحرمان، والصراخ، والعنف في التعامل، والمقارنة، والدعاء عليه، وإشعاره بالذنب؛ فكل هذا ضاغط عليه يجعله يقاوم أكثر، ويجعله يفتقر للمشاعر، ويجعله أكثر عنفا.
3- الاتفاق وعمل عقد معه من البداية؛ فيتم تحديد السلوكيات الغير مقبولة، والسلوكيات المتوقعة، وتحديد المكافأة والعقاب لكل منهما قبل التنفيذ ويفضل أن يضعها معك، وكلما كنت عادلة في تعاملك معه بحسم كلما احترم حديثك معه، واحترم اتفاقاته.
4- لا تقارنيه أبدا بغيره، وساعديه في أخذ مهام بسيطة فيها عطاء مع شكره.
5- اتفقي معه على عدد للموافقات، وعدد للأمور التي سترفض في اليوم الواحد مع تحديد ثواب، وعقاب كل أمر مع عدم تجميع عقوبات متنوعة عليه؛ ليصل له رسالة أنك تحبينه، ولكن لن توافقي على سلوكيات خطأ.
6- أكثري من التلامس بينكما فهو يحتاج لحضنك، ودفء ملامستك، واجمعي بينه وبين أخته أحيانا في الحضن والتلامس.
7- اطلبي من والده التشارك في كل ما حدثتك عنه؛ لأنه يحتاج كذلك لنموذج رجولي يتعلم معه كيف يدخل عالم الرجال بخصاله كالمروءة، والشجاعة، والاحتواء، والمبادرة، والتخطيط، إلخ.
8- خففي متابعتك لكل سكناته، وحركاته، ولا تتدخلي مثيرا في الشجار بينه وبين أحد إلا للضرورة وبرفق واحترام ودون إهانة له.
9- تدربي على تمارين الاسترخاء، والتنفس الصحي فهو أمر مساعد لك جدا.
10- استمتعي بوقت يخصك وحدك دون أولادك، ودون مهامك في المنزل، ولا حتى زوجك بشكل يومي على الأقل لمدة نصف ساعة، وأسبوعيا لمدة ساعتين دون أي تشتت، أو مهام.
11- قلقك، وتوترك ينتقل له دون أن تشعري، وهو يزداد بزيادة ما عندك.
أتمنى أن تتمكني مما قلته، ولو لم تتمكني؛ فلا مفر من متابعة مع طبيب نفساني أطفال ليساعدك، ويساعده.
واقرئي أيضًا:
العقاب الجيد نادر الاستخدام
سلسلة مقالات الطفـل العنيـد (18)
العقاب بالضرب وأثره على الصحة النفسية للأطفال