استشارة لوالدي المريض
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ تحية طيبة في البداية أتوجه إليكم بالشكر على هذه الخدمة النبيلة وباختصار إن والدي 65 سنة يعاني على ما يبدو من عدم السيطرة على أعصابة من خلال عدم التركيز سواءً في الحركة أو في الحديث، ويقوم ببعض الأعمال الغير مهمة وضرورية في المنزل والمزرعة من خلال التحرك والعمل في أي شئ لمجرد العمل فقط لإشغال نفسه، يقول بعض الأطباء أنه يعاني من ضمور في المخ وتعاطي العديد من العلاجات لتنشيط الذاكرة حتى أنني ذهبت به إلى القاهرة بمستشفى أحمد عكاشة وكتب له الدكتور بعض المهدئات دون فائدة حيث أنه تم إجراء كافة التحاليل له وجميعها سليمة وكذلك صور الأشعة.
فنأمل منكم أبداء رأيكم في هذه الحالة وبارك الله فيكم،
والسلام عليكم.
15/7/2004
رد المستشار
الأخ العزيز....... "نعيم"، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
ما ذكرته من أعراض خاصة بوالدك الكريم (عدم التركيز, الحركة غير الهادفة, فقد السيطرة) تشير إلى بدايات حالة "خرف شيخوخة" (عته شيخوخة) لا نستطيع أن نحدد إن كان من نوع ألزهيمر أم من النوع الوعائي المخي أم غيرهما لأن ذلك يحتاج إلى استعراض واف لتاريخ المرض وما سبقه من أمراض ذات علاقة مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو أي إصابات مخية بالإضافة إلى حالة الكبد والكليتين وغيرها, وبما أنك ذكرت أن التحاليل والأشعات سليمة إذن ترجح كفة نوع ألزهيمر نسبيا.
ومن خلال الوصف الموجز يبدو أنه في بداياته المبكرة, وهذا المرض ينتج عن ضمور تدريجي في خلايا المخ في مناطق معينة مع نقص في الناقلات العصبية الكيميائية خاصة الأسيتيل كولين والدوبامين, وهذا الاضطراب يزيد كلما تقدم الشخص في السن, وأهم مظاهره ضعف الذاكرة خاصة للأحداث الجديدة, والتجوال دون هدف, وضعف السيطرة على السلوك بحيث يمكن أن يأتي أفعالا غير مقبولة ولا مناسبة لسنه أو وضعه الاجتماعي, واضطراب في الشخصية, وسلوك عدواني أحيانا, وضعف الاهتداء للزمان والمكان والأشخاص, وفى بعض الحالات توجد أعراض ذهانية مثل الهلاوس (السمعية أو البصرية كأن يرى أو يسمع أناسا غرباء في المنزل) والضلالات (كأن يعتقد أن من حوله يريدون سرقة ممتلكاته أو إيذائه أو قتله أو أنهم يمنعون عنه الطعام).
ونحن هنا أمام مشكلتين رئيستين هما ضعف القدرات العقلية واضطراب السلوك, وإلى وقت قريب لم يكن هناك علاج للمشكلة الأولى وكنا نكتفي بعلاج المشكلة الثانية من خلال استعمال أدوية مثل الريسبريدون أو الهالوبيريدول بحيث تؤدى إلى حالة من الاستقرار وتخفف كثيرا من التصرفات المزعجة ليلا ونهارا بحيث يسهل التعامل مع هذا المريض ورعايته في جو هادئ وآمن, أما في السنوات الأخيرة فقد ظهرت مجموعة من الأدوية تساعد على التحسن النسبي للقدرات العقلية خاصة إذا كان المرض في مراحله المبكرة ونذكر من هذه الأدوية على سبيل المثال الإكسيلون والأريسيبت, ولكنها غالية الثمن نسبيا كما أنها لا تفيد كثيرا في الحالات المتأخرة والشديدة من الخرف.
على أي حال فوالدك يحتاج للمتابعة المستمرة مع أقرب طبيب نفسي متخصص يساعدكم في السيطرة على اضطرابات السلوك (وهذا هو الهدف الأهم والأكثر واقعية في العلاج) ويساعد –إذا أمكن– في تحسين القدرات العقلية نسبيا كما ذكرنا من خلال الأدوية الحديثة التي ذكرنا بعضها. ويبقى بعد ذلك واجب الرعاية والحماية والإحسان لهذا الوالد الكريم الذي ربى وكافح وأعطى الكثير لأبنائه ولمن حوله ومن حقه عليهم الآن أن يحتووه ويكرموه، خاصة في حالته المرضية هذه التي ربما تكون قد أفقدته (أو ستفقده) قدرته على التذكر وضبط السلوك والحكم على الأمور.
وإن من حكمة الله أن تكون مثل هذه الحالات وكأنها اختبار لوفاء الأبناء وبرهم بالإضافة إلى أن رعاية مثل ذلك الأب تكون فرصة للأبناء لاكتساب المزيد من الثواب وليكون ذلك مثلا أمام الأبناء الصغار في كيفية رعاية الأب حين يكبر ويشيخ ويمرض. وأسأل الله لك ولأسرتك التوفيق في حسن رعاية الوالد الكريم.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك أخي الدكتور محمد المهدي، غير إحالتك إلى الروابط التالية من على موقعنا مجانين ففيها ما يفيدك:
حين يتصدع العقل
السبه: خرف الزهايمر (عته الشيخوخة)
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين، فتابعنا بأخبارك