أعاني من كثرة التفكير
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أنا شاب عمري 20 سنة مصاب بالقلق والوسواس القهري واختلال الإنية والقولون العصبي بعد ما أنهيت دراستي الثانوية قبل ثلاث سنوات التزمت البيت لأني لم أحصل على قبول جامعي إلا العام المقبل وطيلة هذه السنوات الثلاث التزمت البيت ولا أخرج إلا نادرا أقضي كل وقتي على جوالي وفي التجول في مواقع التواصل الاجتماعي
مشكلتي هي أنني شديد التحسس من كل شيء بمجرد ما أرى شيئا يزعجني وقد يكون تافها أكتئب وأحزن وأقلق وتنسد شهيتي وأصاب بتقلصات في الأمعاء لا أستطيع الابتعاد عن جوالي أنا مصاب بوسواس مراقبة كل شيء وخصوصا الأشياء التي تزعجني ولا أحب أن أدع شيئا يفوتني أبدا وأتحسس من كل شيء مزاجي يتقلب في الساعة مائة مرة.
أود أن كون شخصا غير مبالي كيف أكون ذلك الشخص؟ وأنا شخص أحب المشي أمشي في اليوم عشرة كيلو مترات على الأقل على فترات وأعتقد أن المشي هو متنفسي الوحيد وسط كل هذه الضغوطات سؤالي هو كيف أكون شخص غير مبالي وأتوقف عن مراقبة المجتمع ومراقبة الأشياء التي تزعجني ؟ وأنا شخص كثير التفكير والتأمل والتحليل والتخيل كيف أوقف نفسي عن هذا كله ؟ حاولت أشغل نفسي بشي ولكن لم أستطيع حب مراقبة كل شيء يقتلني.
ساعدوني،
وللمعلومة أنا لا أتناول أي علاج ولم يسبق لي تناول أي علاج
12/12/2017
رد المستشار
أيها السائل الكريم نشكر لك ثقتك في هذا الموقع وأتمنى لك العافية.
أزعجني للغاية في رسالتك عدة أشياء أولها عزلتك في المنزل ثلاث سنوات تقريبا.
ثانيا: إصرارك على ممارسة كل الأنشطة ذات الطابع الشخصي أو الفردي أي تلك التي لا تحتاج إلى شراكة مع ناس آخرين أو تواصل حقيقي وملموس مع أصدقاء من لحم ودم، كما أنك لم تعطنا أي نبذة عن تفاعلك الإنساني مع أفراد العائلة.
إن تصفح أو التجول في مواقع التواصل الاجتماعي لا يعكس سوى عزوفك عن المشاركة الطبيعية في الأنشطة الإنسانية أيضا، تلك الوسائل تتيح لك أن تكون موجودا دون أن تكون موجودا فعلا عبر التلصص دون إبداء رأي.. إعجاب بشيء.. أو كراهية شيء كمن يقف وحيدا في شرفة منزله يتابع الناس في الشارع تحته ويراقب صخبهم، لا يبدو لي أبدا أنك تختلط بالآخرين من أصدقاء افتراضيين على وسائل التواصل الاجتماعي فعلا، الجوال هو صديقك إذن.
ربما تكون لديك أزمة في ثقتك بنفسك، وأنا لي رأي خاص بي بأن كثيرا من هؤلاء الذين يظهرون أعراض اضطراب القلق الاجتماعي في العالم الحقيقي قد يظهرون أعراضا مشابهة في العالم الافتراضي أو يجدون ملاذا مريحا من عبء التواصل الإنساني؛ ذلك الذي يبدو محفوفا بالمخاطر أو محببا لكن صعبا أو ربما مكروها كما في بعض أنواع اضطرابات الشخصية.
ثالثا: تشير إلى مفهوم يستخدمه بعض المراقبين كثيرا حين يفسرون شغف الناس بالسوشيال ميديا أو ارتباطهم المزعج بها وهو "الفومو" الفومو هو Fear of missing out) FOMO) أي الخوف من أن يفوتك شيء ما دون متابعة أولا بأول، نجد أن الناس عيونهم على الشاشات صاعدين هابطين متصورين أن هناك خبرا أو معلومة مهمة قد تفوتهم لكنهم في الحقيقة يضيعون ساعات ثمينة من أعمارهم كل يوم دون جدوى وكثيرون توقفوا عن المتابعة فلم ينته العالم ولم تفتهم معرفة ثمينة.
إن حالتك في تصوري أبعد من الفومو، في ثنايا كلامك يتضح انطواؤك كثيرا introvert وكيف تتأثر ذاتك الحساسة بأي خبر سيء ربما عن حرب هنا أو مجاعة هناك، وكثيرا ما ننصح بتقليل التعرض للأخبار المحبطة ولو مؤقتا عند بعض الناس من أمثالك لكنك مازلت بحاجة إلى أسلوب علاجي شامل.
رابعا: لديك مجموعة لا يستهان بها من التشخيصات لم أعرف مصدرها (القلق والوسواس القهري واختلال الإنية والقولون العصبي)، هل ذهبت لطبيب نفسي من قبل؟ على حد علمي بأن القلق والوسواس القهري يتطلبان علاجا؟ هل عرض عليك الطبيب علاجا ورفضته؟
تقول بأنك حاولت شغل وقتك، فهل حقا فعلت؟ تطوعت لمساعدة أحد؟ درست شيئا جديدا؟ انضممت إلى عمل ما؟
أنت بحاجة إلى طبيب نفسي يرشدك ويوجه خطواتك القادمة.
دمت بخير وتابعنا بأخبارك.