السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي مشكلة كبيرة، وهي أنني أتأثر بكلام الناس زيادة عن اللزوم فمثلا أنا طويل القامة عن بقية زملائي فينادوني (أبو طويلة) وعندها أشعر باهانة كبيرة لا أستطيع ردها لأن عددهم كبير أحيانا ينادوني (بحسنية) لأن أبي اسمه (حسني) وهنا أشعر بإهانة أكبر من الأولي لأن هذه شتيمة في أبي واستمروا يهينوني طوال الثلاث سنوات في المرحلة الإعدادية، وبسببهم أصبحت درجاتي ضعيفة في المدرسة بعد ما كنت متفوقا وارتفع ضغط دمي بسببهم وبسبب إهاناتهم الفظيعة وأنا أعيش الآن في عذاب، وأنا نجحت في الشهادة الإعدادية وأخشى أن يأتوا معي في نفس المدرسة الثانوي التي سأذهب إليها بإذن الله،
وأخشى أيضا أنهم إذا ضايقوني في ثانوي لن أعرف أن أحصل علي درجات عالية بسببهم وأنه ممكن أن يزداد ارتفاع ضغطي أكثر بسببهم أيضا وإذا عرف أبي بهذا الكلام سوف يشتمني ويوبخني ويقول علي (جبان ومهزأ)، وهذا الذي لا أستطيع تحمله
أرجو أن تقول ماذا أفعل في مشكلتي هذه.
20/8/2004
رد المستشار
ولدي العزيز؛
مبارك نجاحك في الإعدادية مع دعائي لك بالتوفيق في المرحلة القادمة من دراستك ومن حياتك، وأقول حياتك وليس دراستك فقط لأنك سيأتي اليوم الذي تنتهي فيه دراستك سواء رافقك فيها أصحاب السوء هؤلاء أم لا، وستصادف ما حييت يا بني فئة من هذه النوعية من البشر التي تشغل نفسها بالسخرية من الآخرين بسبب أو غير سبب، وذلك لعجزهم عن العمل فيسعون لتعطيل الآخرين، فمنذ متى بالله كان الطول صفة يعير بها الإنسان!!!
ألا تعلم أن الطول أحد الصفات الأساسية للجمال وخصوصا بين الرجال، انظر إلى الرموز الذكرية التي تصدرها السينما والمجلات فهل تراهم قصار القامة؟؟
إذن فهم يشغلون أنفسهم ويشغلونك معهم فيما هو غير صحيح، وكان من الممكن أن تدرك ذلك بنفسك لو لم يكن لديك نقطة ضعف واضحة لهم وخافية عليك وهي بالتأكيد ليست مقدار قامتك بل هي ثقتك في نفسك.
هذه الفئة المستفزة شعرت بأنك لست بالصلابة المطلوبة فقررت أن تتخذك هدفا لسخريتها وهي تعرف أنها تضايقك وأنك لن ترد عليهم حتى لو لم يكونوا مجموعة، وهنا ينبغي لك أن توجه طاقتك وتفكيرك لزيادة ثقتك بنفسك ولتعلم طرق التعامل مع الآخرين من الطيبين والشريرين سواء!!
من أين تأتي فكرتنا عن أنفسنا؟
مبدئيا من ثلاثة مصادر وهي معرفتنا لذاتنا وما يقوله الآخرون لنا وما نحلم أن نكون عليه، وكلما كانت الصورة التي تعكسها هذه المصادر الثلاثة منسجمة كلما كانت فكرتنا عن أنفسنا أفضل وبالتالي ثقتنا في أنفسنا أعلى.
ولنطبق ما سبق على ما ذكرته عن نفسك ففكرتك عن نفسك أنك حساس أمام كلام الناس زيادة عن اللازم أي بمعنى آخر ضعيف، ونضيف لها ما يقوله والدك من أنك جبان وهي الصورة التي يعكسها لك الآخرون عن نفسك, وترى أنك تستطيع أن تحقق على المستوى الدراسي أفضل مما قدمت، أي أنك غير راضٍ عن مستواك وهذا هو الجزء الذي تحلم أن تكون عليه، فهل ترى أن ما تقدمه هذه المصادر يشكل صورة منسجمة أو متكاملة؟؟
بالطبع لا فوالدك لا يساعدك أبدا حين يتهمك بالجبن بدل أن يدلك على كيفية التصرف مع العالم الخارجي، كما أنك لا تساعد نفسك حين تعتقد أنك ضعيف وبعيد جدا عن استخدام قدراتك، فهذه أمور تشتت طاقتك بدل أن توجهها إلى العمل للوصول إلى ما تحب أن تكون عليه, والآن كيف نجعل هذا الكلام مفيدا وعمليا؟؟
يجب أن نبدأ بتصحيح فكرتك عن نفسك بأنك ضعيف وذلك بالتركيز على نقاط القوة عندك، وأنت تعرفها أكثر مني، فاجلب ورقة واكتبها ولا تقلل من قيمة أي صفة إيجابية، وعلى ورقة أخرى أكتب ما ترغب أن تكون عليه ثم قارن بين الورقتين لتعرف ما ينبغي عليك أن تفعله كي تستطيع الوصول إلى ما ترغب فيه، ومن خلال هذه المقارنة ستتعرف على نقاط الضعف الحقيقية لديك، وكلما زاد ما تعرفه عن نفسك من نقاط قوة موجودة بالفعل، وما تستطيع ببعض الجهد والوقت أن تصل إليه كلما زادت ثقتك بنفسك وأصبحت أكثر قدرة على مواجهة من يضايقك في أي مجال.
من الطرق الفعالة التي تزيد الثقة بالنفس هي المعرفة العامة فحاول أن تقرأ في المجالات التي تحبها، وفي كتب السيرة وعبقريات العقاد من أروع ما قرأت شخصيا في الثانوي (لن أخبرك عن أفضل رواية).
بني أنظر في كل نقد يوجه لك دون حساسية فلا أحد كامل، وذلك فقط عندما يكون نقدا موضوعيا، وليس كلاما فارغا من مجموعة تافهة، وانشغل ببناء نفسك ولا تلتفت إلا إلى أهدافك، ولا تخشى من رأي والدك فيك، فهو يظن أنه بكلامه هذا يشجعك ويساعدك كي تكون أصلب مما أنت عليه، وهكذا ترى أن هذه المجموعة ستدفعك لتكون أفضل وأقوى مما أنت عليه بدل أن يعطلوك عن تحقيق أهدافك، وتابعنا بأخبارك.
*ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابن العزيز أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين نقطة كوم وشكرا جزيلاً على ثقتك، ليست لدي إضافةٌ بعد ما تفضلت به الأخت المستشارة الدكتورة حنان طقش، غير تذكيرك بقول الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) صدق الله العظيم (الحجرات: 11 )، فهل تعتقد أن زملاءك يظلمونك؟
الحقيقة أنهم يظلمون أنفسهم بينما تثاب أنت، ولكنك في نفس الوقت تظلم أنت نفسك باستسلامك لمشاعر الإهانة والحزن، حتى تأثر مستوى تحصيلك ودرجاتك بالتالي، كما بينت لك مجيبتك المستشارة الدكتورة حنان طقش، فهلا ذكرت نفسك دائما بتلك الآية الكريمة؟ بقي أن أحيلك إلى ما سيساعدك إن شاء الله في تصحيح فكرتك عن نفسك وبناء الشخصية التي تريد، وذلك من خلال الروابط التالية من على صفحتنا استشارات مجانين:
كيف تنمي ثقتك بنفسك، م
كيف تفهم نفسك؟ مبادئ
كيف تكون نفسك؟
عدم الثقة بالنفس: تأقلمٌ أم قلق واكتئاب؟
كيف أبني ثقتي في نفسي؟
أنا سمين، ويقولون: غبي!!! (مقاييس النجاح)
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين، فتابعنا بالتطورات