لا أحب نفسي..!!!
جزاكم الله ألف خير على موقعكم المتميز....، وأشكر فريق العمل الرائع على كل المجهودات التي تقدمونها من أجل راحتنا.... وأخص بالذكر هنا... د. وائل... ولا أدري إن كان يصح أن أقول أنني أحبك في الله؟؟؟
وفعلا أرتاح لك..ولحلولك الرائعة.. وأرجوك.. ممكن أنت اللي ترد علي.. لو سمحت؟؟ لأن هذا شرف لي...
مشكلتي سيدي... جعلتني أكره نفسي.. وأجعل من حولي يكرهونني..!!!
أنا جدا حزينة لهذا.. وخاصة أنني أعاني من هذه المشكلة منذ أكثر من 3 أعوام.. والآن فقط اكتشفت أنني أعاني منها... أعاني من ضعف الثقة بالنفس.. رغم أن شخصيتي جدا رائعة... ومرحة...وأحب كل الناس.. ولكن... أنا لا أشعر بهذا... كل من يقابلني.. يحبني.. ولكني لا أحب نفسي:(لا أدري كيف.. ولكن هذا شعوري.. لا أصدق أنني أنا..!.!!!! فقط أنظر لغيري.. وخاصة عندما أذهب إلى الجامعة.. أرى البنات من حولي.. وإلى ما عندهن.. من ذكاء... وأفكر فيهن أكثر من تفكيري بنفسي..!!! مع أنني ذكية..وأحب طلب العلم.. لكني لا أشعر بهذا..!!!
أعلم أن التعبير يخونني الآن.. وقد لا تصل فكرتي إليك سيدي.. ولكني.... لا أحب نفسي... أعاتبها كثيرا إذا قصَّرت بشيء.. لا زلت أذكر تلك الكوابيس التي رأيتها في منامي... أذكر جمال تلك الفتاة.....، وذكاء هذه..وكم هذه مرحة..!!! مع أنني جميلة..ومرحة..وذكية..!!!!
ولا زلت أذكر.. الشعور الذي ينتابني بعد الذهاب لأي حفلة.. أكون أحلى واحدة بين كل الفتيات.. ولكني أنظر إليهن.. وأقول..: لبسها حلو.. وشكلها حلو.. وأنسى نفسي.. ثم أعود إلى البيت..وأنا مكتئبة..!!!! مع أن الجميع يخبرونني أنني جميلة..وووو
لا أحب أن يكون تفكيري سطحي لهذه الدرجة..ولكني بالحق أسعى إلى تغييره..!!!
أظن أن سبب المشكلة هو أن والدتي لم تكن تهتم فيني في طفولتي.وحتى الآن.. يعني..كانت تلبسني لبسا لا أحبه..وليس جميلا..!!! وكنت أظهر بمنظر ليس أنيقا.. أما الآن...فلبسي جميل.. ولكني لا أشعر بالثقة بالنفس.. أبدا..!!! حتى أنني صادقت واحد..وهو أحبني..وأخبرني أنني جميلة...ولم أصدقه..!!!
يحزنني أنني أقول هذا... وفلسطين تحت الحصار..والعراق تعاني ..ودارفور تحت أعين العدو.. يتحتم علي أن أشعر بهمِّ أمتي.. وبهمِّ أخوتي.. وأنا أكتب لكم أنني أعاني من فقدان الثقة..!!! يا حسرتى علي نفسي..!!!
إنني فقط أريد أن أنظر لنفسي... وإلى نعم ربي التي أنعمها علي... وأكف عن النظر لغيري وأن أضع هدفي أمامي.. وأحمل هم ديني وأمتي.. لكن.. أريد الطريقة.
أريد التحفيز منك سيدي.. أريد أن أكف عن التفكير بسطحية..!!!
لا زلت أذكر... أنني مرة.. شعرت أنني قريبة من ربي.. وأحب ديني.. وعندما شعر الجميع من حولي أنني جدا مؤثرة.. ورائعة في القول.. ونصحوني بإلقاء المحاضرات.. لم أصدقهم... وقلت لنفسي: لن أتحدث عن الدين.. لأنني لا أعرف.. ولن أستطيع... تخيل سيدي؟؟!؟!؟!؟
يعني حالتي يرثى لها... وهذه الصفة.. ستضيع مستقبلي... وراح أروح فيها..!!!
الله يخليك.. ساعدني...وأزل الهم اللي بداخلي... وامسح الدموع من على وجنتي.. لأنني أعاني..!!!
17/9/2004
رد المستشار
صديقتي؛
من الواضح أن المشكلة تكمن في أنك دائما تقارنين بينك وبين أي فتاة أخرى... وإذا ما لم تفوقيها في كل شيء فتحكمين على نفسك حكما سلبيا وتقولين لنفسك شيئا سلبيا عن نفسك... وهذا يذكرك بسلبياتك فتقولين لنفسك المزيد من الكلام السلبي المنتقد المعنف.. وهكذا
أصبحت هذه عادة فكرية هدامة... ولكن مثلما كونتها يمكنك أن تكوِّني عكسها أو ما هو إيجابي وبناء، مثلا عند مقارنة نفسك بأخريات يجب أن تذكري نفسك مرارا وتكرارا: "أنا أكثر من البعض في أشياء وأقل من البعض الآخر في أشياء"
إنك ولا شك أكثر ذكاء من واحدة، وأكثر جمالا من أخرى، وأكثر ثقة من ثالثة، وهكذا وفي كل المجالات... والعكس أيضا صحيح، فهناك من يفقنك في شيء أو في آخر... يجب تقبل هذه الحقيقة والتي لا يمكن الفرار منها أو تغييرها.... هذا هو الحال مع الجميع.
للأسف إن 80% من حوارنا الداخلي حوار سلبي ونتركه يخرب فينا بدون وعى كامل منا بما يحدث... والبداية كانت من فكرة سلبية أو غير منطقية عن أنفسنا ومكاننا في العالم كوناها وصدقناها ودعمناها إلى أن أصبحت النظارة التي نرى من خلالها أنفسنا والعالم... وبالتالي فإن الموضوع يتفاقم لأننا أيضا نعمم الفكرة ونؤول خبراتنا بشكل يؤيد الفكرة ويزيد إيماننا بها.
لماذا تدعين ما حدث للطفلة وما أولته الطفلة بعقليتها وخبراتها المحدودة يتحكم في الشابة الآن؟؟
ماذا تريدين من الحياة؟؟ وما الذي يمنعك؟؟؟ هل هذا عائق حقيقي؟ في أي حالة هو حقيقي وفي أي الأوقات تحديدا؟ ما الذي بيدي الآن والذي أستطيع أن أفعله كخطوة بسيطة (ولا مانع من أن تكون غير معتادة أو غريبة) جدا نحو الهدف؟.... ما هي الصورة التي تريدين أن تكوني عليها؟ أتعرفين أحدا فيه هذه الصفات كلها؟؟ ما الذي يمكنك أن تفعليه حتى تماثلي هذه الصورة؟
الثقة بالنفس تكمن في أن نعرف ما نريد ونحصل على المعلومات اللازمة عنه ثم نسعى لتنمية مهارات عدة وأخذ خطوات عديدة (ناجحة وفاشلة) في طريقنا نحو الهدف.. يجب أيضا أن نتعامل مع أمورنا المعلقة وأخذ قرارات وخطوات فيها... حينها يمكن لنا أن نركز على ما نريد ونجمع من المعلومات والخبرات ما يؤهلنا لتقييم المواقف تقييما جيدا وأخذ خطوات معقولة، بعضها ينجح وبعضها يفشل.. ثم ندرس النجاح والفشل ونعدل المسار إلى أن نصل إلى ما نريد.. إنها إرادة ورغبة تطوير الذات بطريقة تدريجية ودائمة.
ليس هناك من سبيل آخر لتنمية الثقة بالنفس... الثقة بالنفس ليست شيء نحن مولودون به أو يعطيه لنا الآخرون... إنها مسألة شخصية بحتة... فأنا أختار ما إذا كنت سوف أثق في نفسي أو أنمى هذه الثقة أم لا... وأنت أيضا يمكنك أن تختاري... اختاري ما يتواءم مع هدفك من نفسك واختبري دوافعك في هذا.
تريدين أن تحملي هم الأمة... لماذا؟؟
وكيف وأنت تعانين مما تعانى منه الأمة (والبشرية عموما) وإلى أقصى درجة: الحوار الداخلي السلبي وتصديقه والإذعان له.... التقدير الذاتي السيئ وقتل الثقة بالنفس مع سبق الإصرار والترصد والتفنن فيهما.... أمر مضحك ومبكي!
تريدين أن تكفى عن التفكير بسطحية... ولكن ما الذي يمنعك من التفكير الذي تريدينه أو ما هو عميق وذو معنى وقيمة؟ ما هي الأفكار التي تركزين عليها بدلا من هذا؟؟
أرجو المتابعة معنا
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
*ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك أخي الأستاذ علاء مرسي غير إحالتك إلى عددٍ من العناوين من على مجانين، ففيها ما يفيدك إن شاء الله:
كيف تنمي ثقتك بنفسك ؟
عدم الثقة بالنفس: تأقلمٌ أم قلق واكتئاب؟
الاكتئاب والتركيز أم عدم الثقة بالنفس أيهم أولاً؟
التقلب الانفعالي: بين السواء والمرض
الحب والجد .. هل يجتمعان؟
اختيار مجال العمل.. السهل الممتنع !
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين، فتابعينا بأخبارك.