الهروب من الكمال..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
أنا أحمد أتمنى أن أكون صديقاً للموقع وقد رأيت فيه ما يجعلني أتمنى ذلك وهذا لما فيه من مشاركة وبحث ومحاولة تطوير وتحسين في سلوك وتصرفات وانطباعات المجتمع عن كثير من المواضيع..... فبارك الله فيكم وهدانا وإياكم للصالح والفائدة في الدنيا والآخرة، أما عن ما أعانيه وهو أقل من أن أسميه معاناة ولكنه يشغل بالي كثيرا،
أنا كنت محط الأنظار من صغري فقد كنت أكبر أخوتي ومحط اهتمام أبي وأمي وكانا يهتمان بي كثيرا خاصاً أمي فهي مدرسة فكانت تضع في كل خبرتها من تربية وتعليم لتجعل مني شيئاً.... وقد كبرت على ذلك وكنت دائما موضع المنافسة أو العروس الخشب اللي المفروض أنها ما بتغلطش وأن لو الناس كلها غلطت هي لأ.. ولازم تكون قدوة حسنة لأخواتها وجيرانها وأقاربها...
الكلام ده وأنا صغير وفضل معايا لما كبرت ودخلت المدرسة اللي والدي هو كمان مدرس فيها وكان برضه لازم أكون واخد بالي لأن الحاجة اللي هأعملها هايكون عارفها في ساعتها.
يمكن مع الوقت أنا أخدت علي كده وبقيت أحس أنها حاجة طبيعية فيا مقدرش مأعملهاش وده طبعاً كان ليه مقابل أكيد كل أب أو أم لما بيشوفوني أو بيتحكي عني قدامهم بأكون زى اللي واخد وسام شرفي وبنول احترام وتقدير كل اللي حوليا أو معظمهم بالذات من الكبار، أما الصغيرين فكان منهن اللي بيغير مني أو اللي بيكرهني عشان أهله ويقعدوا يقارنوه بيا بس أنا برضه كان بيبقي نفسي أعمل كل حاجة.....
فضلت كده لحد ما دخلت الكلية وده بعد ما بقي الموضوع في دمي أني أكون في "الفاترينا" وكمان اللي ساعد على كده أني دخلت اتحاد الطلبة وده خلاني برضه لازم أكون واخد بالي من حاجات كتير...
بقي صعب عليا أعمل حاجات أو أخطاء أنا عارف أنها أخطاء بس نفسي أعملها من باب التجريب زى التعرف على البنات بغرض الروشنة أو التسلية، بس ما كنتش بعمل أي حاجة بذات لأني بخاف أن ده يؤثر علي المكان اللي أنا بقيت فيه، بس أنا بقيت ألاقي النت المهرب الوحيد اللي بيخليني أتكلم براحتي مع الناس بدون ما يعرفوني بس برضه مقيد،
يا ريت أعرف إيه رأيكم في الموضوع مع إني شايف أنه أقل من أنه يكون موضوع اهتمامكم لكن أتمني الرد وبارك الله فيكم....
أتمني إرسال الرد علي الإيميل
26/8/2004
رد المستشار
هل تصدق أن مشكلتك مشكلة عميقة جدا وأكثر مما تخيلتها واتهمتها زورا بأنها ليست ذا شأن كبير!!
فأكثر الناس يا أخي الكريم يعيشون في نفوس الناس أكثر مما يعيشون في نفوسهم داخلهم فلا يتحدثون أو يتصرفون أو يأخذون أو يعطون إلا لأن الناس هكذا يريدون!!
يرحم الله الأستاذ المنفلوطي حينما قال أن الإنسان لو علم أنه سيصبح في يوم من الأيام وحيدا فلا يجد أذننا تسمعه أو عينا تنظر لشكله أو لسانا يخاطبه ويردد ذكره، لَفَضَّلَ الموت على الحياة لا لشيء إلا لأنه سيجد آذان الملائكة وعيون الحور فيطيب العيش فيها!!
فنحن لا نحيا حياة حقيقية فيها –نكون أنفسنا وفيها نتعلم من أخطاءنا وفيها نحب أنفسنا كما نحن مع محاولات التصويب المستمرة لنكون أفضل لأنفسنا......
ولذا ليست هناك إجابة عن سبب عدم إصلاح أمتنا رغم هذا الكم من المفكرين والكتاب إلا أنهم يقعون في نفس المشكلة!!! فهم يكتبن ويتحدثون عما يجب أن يكون ويبذلون كل مجهودهم في كتابات وغيرها، ليبهروا مثلا اللغويين أو يستحسنهم آخرون!!
وكأنهم فارس الحرب كل يوم يمتطي جواده، وفي يده سيفه ويذهب به إلي الحداد ليحدَّ من سنِّه أو ليصقله أو ليرصعه بالغالي والنفيس من صاحب محل المجوهرات، وما تراه أبدا مرة واحدة في ساحة القتال!!
وأعود إليك فأقول شخصيا فأقول لك أنك فعلا تربيت على المفروض والمنبغي ولكنك بالفعل أيضا أصبحت كذلك وأحببته، وجنيت الكثير من ثمره فأنا أعتقد أنك سمعت المثل المصري المشهور "يجعل في ظهر العالم فاسد" فرغم كل الكاميرات المصوبة تجاهك في كل حركاتك وتصرفاتك إلا أنك إذا كنت لا تريد حقا ذلك لما رضخت له وكنت ستلقي بكل ذلك عرض الحائط أو على الأقل كنت ستجعل لك طرقا في الخفاء!!
فلا تفرق كثيرا في جزئية أنه كان مفروضا عليك لأنه لم يكن مفروضا عليك إلا في وقت يسير في بداية حياتك والدليل أنك عندما تكون وحدك مع نفسك على النت لا تقبل على خيانة أخلاقك وخصالك!!، وما تتحسر عليه من باب التجريب صدقني هو باب للمشاكل والعذاب وعدم الراحة وعدم الشعور بالأمان وإلا لما كان موقع مجانين!!
فاحمد الله ولا تلقي بالا كثيرا للتحسر، ولكن حتى يخفف وطأة ذلك الإحساس حاول أن تغير اتجاه البوصلة قليلا فبدلا من أن تشير إلى ما أريد أن يقوله الناس عني، اجعلها تشير إلى ما ينفع الناس مع استخدام نفس مقوماتك وتصرفاتك وسلوكك وحينها ستجد بداخلك سعادة لم تذق طعمها من قبل!!!
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الابن العزيز أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به مجيبتك الأستاذة أميرة بدران، غير الإشارة أولا إلى الحماية النفسية التي تمثلها معاناتك فتلك الرغبة في تكسير القواعد والانفلات ولو قليلا إنما تحول بينك وبين السقوط في وسوسة الكمالية التي ستعرف معناها بعد قليل، وأما ما أحذرك منه فهو الرياء، ولتفهم ذلك تابع الروابط التالية وكلها من على موقعنا مجانين ففيها ما يفيدك:
الكمالية والإتقان بين السواء والمرض
الكمالية والإتقان بين السواء والمرض متابعة
الكمالية والتخزين القهري : هل هو إدمان ؟
هل أنت شخصيةٌ قسرية ؟
وسواس الرياء في المسلمين
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين، فتابعنا بأخبارك.