لا تبدو الحياة كما كانت بالنسبة لي!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أبلغ ٢١ عاماً، منذ حوالي ٥ أشهر بدأت أشعر بأن كل شيء تغير من حولي، لم أكن على ما يرام قبلها ولكن خلال تلك الأشهر ساءت حالتي أكثر.
من الصباح وحتى المغرب حين أتناول شيئاً أشعر بالتعب وتزداد ضربات قلبي كثيراً، وحينما يأتي الليل أخاف ولا أعلم لماذا؟! ولكن أشعر بأنني سأصاب بنوبة هلع أو كأن تنفسي سينقطع، مع أنني أخاف من دخول الليل إلا أنني أفضل إطفاء الأضواء لأنها أصبحت تزعجني مع أنني كنت معتادة على النوم في الضوء وأخاف من الظلام ولكنها الآن تزعجني أثناء الليل، لا أتناول الطعام إلا قليلاً بمقدار وجبة واحدة في اليوم أو أقل، وقد تزداد شهيتي أثناء الليل كثيراً حين أكون في مزاج جيد.
أصبحت أشعر بأنني غريبة عن نفسي وعن كل شيء، كل شيء يبدو غريباً، أشعر أنني موجودة وفي ذات الوقت لست كذلك، كأنني أحلم ولكنني مستيقظة، لم يعد يثير اهتمامي شيء، ولم أعد أقوم بشيء، طوال الوقت أكون مستلقية على سريري ومُمسكة بهاتفي، أريد أن أضيع الوقت فحسب، أشعر بأن لا شيء يستحق الاهتمام بعد الآن، أقول بأنني سأموت في النهاية فلماذا أفعل كذا وكذا، أعلم تماماً بأنه تفكير خاطئ ولكن لا أعلم لما أفكر بتلك الطريقة، لم أعد أقوم بأعمالي ولا أجد متعة بها وأصاب بالملل بسرعة، أحيانا أصبح على ما يرام ولكنني أعود ثانية، تقريباً لمرة من عشرة أصبح في مزاج جيد وأحب كل شيء ولكنني ما ألبث أن أعود ثانية لما أصبحت عليه، أصبحت أشعر بآلام كثيرة في جسدي وضربات قلبي تكون سريعة كثيراً.
أحياناً أستيقظ من النوم وتعتريني رغبة في البكاء وأبكي كثيراً وأشعر بحزن كبير، وأحياناً تأتيني رغبة بالصراخ، رغبة قوية بأن أصرخ وأشعر بأنني سأُجنُّ، كنت أجرح نفسي من قبل..... والآن حينما أغضب جداً فقط أقوم بجرح نفسي.
منذ مُدة حُرقت من الزيت بالخطأ ولم أستطع النوم طوال الليل من الألم، عندما أتذكر ذلك الوقت أشعر أنني أريد إعادة ذلك ثانيةً، جعلني الألم أشعر بأنني على قيد الحياة وأنني موجودة فعلاً.
لم أعد أستطيع التفاعل مع الناس ولا أجد متعة في الحديث، أفعل كل شيء بتعب، تُراودني فكرة الانتحار أحياناً ولكنني خائفة، سئمت من كل شيء وفي الوقت ذاته لا يمكنني القيام بذلك.
بالنسبة للمنزل، فعلاقتي مع عائلتي على ما يرام، أمي وإخوتي، ولكن مع والدي نتشاجر كثيراً وأحياناً كثيرة أكرهُه، فهو يتشاجر مع أمي كثيراً، وحتى معنا، ولا يسمح لأحد أن يناقشه في شيء، يرى نفسه أنه يعلم كل شيء ونحن حفنة من الأغبياء وهذا يجلعني أبغضه كثيراً، لأنه أيضاً أضاع سنوات من حياتي وحياة اخوتي فأنا لم أدخل الجامعة حتى الآن، وكانت أيامنا كلها متشابهة تبعث على الضجر، ومشكلات أخرى كثيرة...
أفكر كثيراً في الموت وأُصبح خائفة، أُصاب بالخوف حين أمشي في الشارع أو حين أخرج إلى الشرفة وأشعر بالاختناق، لم أعد أستطيع النوم جيداً، يجب أن يمضي الوقت حتى الساعة الثانية أو الثالثة صباحاً حتى أتمكن من النوم.
فما الذي يحدث لي؟
كنت أتناول منذ عدة سنوات دواء إنتابرو واشتريته مؤخراً ثانيةً ولكن لم آخذه بعد لأنني لا أستطيع تذكر الجرعة التي كنت آخذها ولكن أتذكر أنني كنت أقسمها لنصفين فأحضرت ١٠ملغم، فهل لا بأس إن تناولته وهل سيساعدني؟
علماً بأنني أعاني من فقر الدم.
ولكم الشكر
1/3/2020
رد المستشار
الابنة العزيزة
شكرا لثقتك ومشاركتك مشاعرك وظروفك وأعتذر عن التأخرفي الرد عليك.
أنت تعرضين أعراضا كثيرة ومتنوعة وتحتاج إلى مقابلة طويلة مع متخصص أو متخصصة لاستكشاف خريطة ما تشتكين منه، وفي كل الأحوال فإن ما لديك هو بالضبط ما نحتاج للقبول بوجوده ومن ثم النظر فيه بعمق !!
ومهمة النظر إلى ما لدينا من مشاعر وأفكار وسلوكيات هي مهمة مدارس علاجية كثيرة أتمنى أن أعرف المتاح منها في بلدك
العقاقير الدوائية تساعد بحسب توصية الطبيب الذي يجري المقابلة الإكلينيكية، ولكن التعافي النفساني ليس علاجا دوائيا فقط !!.
وأنت لم تذكري تفصيلا عن فحص طبي ولا تشخيص مبدئي للفاحص ولا أية تفاصيل فيما يخص رحلتك في سبيل التعافي والتي أستأذنك أن نرافقك فيها .. لذلك سننتظر تفاصيلا أكثر فيما يخص رحلتك العلاجية وأية تفصيلات أخرى ترينها مهمة.
تابعينا بأخبارك
ويضيف د. وائل أبو هندي الابنة الفاضلة "Sara" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على الثقة، ليست لدي إضافة على ما تفضل به مجيبك أخي د. أحمد عبد الله إلا أن أعتذر عن تأخر الرد، وأن أنبه أن تهتمي بموضوع فقر الدم بغض النظر عن حالتك المزاجية، ويمكنك أن تستخدمي عقارك القديم بجرعة صغيرة على أن تأخذي موعدا عن طبيبك النفساني لتستأنفي علاجك وتابعي بالتفاصيل مع مجيبك، وأهلا بك دائما على موقعكم مجانين.
ويتبع>>>>>: عواصف الليل والنهار : غموض الصورة الناقصة م