السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعرض عليكم مشكلة ابنتي الكبرى التي تبلغ من العمر 6 سنوات حيث تعانى منذ ولادتها من القيء المستمر الذي كان يتكرر 3 أو 4 مرات يوميا وتم عرضها على أكثر من طبيب للأطفال دون فائدة.
أحد الأطباء شخص حالتها على أنها لديها عيب خلقي في فم المعدة ومع تقدم عمرها قلت عدد مرات التقيؤ،
ولكني لاحظت أن تقيؤها زاد عند ولادة أختها الثانية، كما أنها لديها قدرة فائقة على التقيؤ عند أي توتر يصيبها أو عند معاقبتها بالضرب
زادت هذه المشكلة مع دخولها للمدرسة وترفض تناول الإفطار بدعوى أنها قرفانة وإذا أكلت أي شيء تتكرر نفس المشكلة طوال الست سنوات حاولنا معا باللين والشدة حتى لا تكرر ذلك حيث أنني أشعر أنها تتعمد ذلك دون فائدة.
أشعر أن مشكلة ابنتي مشكلة نفسية لذلك لجأت لكم، أحب أن أضيف أن أمها تعرضت لضغوط عصبية شديدة أثناء حملها أدت لزيادة الضغط وولادتها قيصريا.
كل ما يقلقني أن ابنتي ضعيفة جدا وكل من يراها يعرف أن عندها أنيميا كما أنها عصبية جدا
علما بأنها تحب تناول بعض الوجبات من المطاعم أجوا إفادتي عن هذه المشكلة
12/11/2004
رد المستشار
أهلاً بك على موقعنا
تعد المشكلات المرتبطة بالأكل شائعة لدى الأطفال وأكثر مشكلات الأكل شيوعاً هي تناول كميات وأنواع من الطعام تؤدي إلى البدانة،
أما قلة الأكل فهي أقل شيوعاًً وإن كانت مشكلة حقيقية. والشكل المتطرف منها هو تجويع النفس وادعاء إباء الطعام.
ومن مشكلات الأكل المنتشرة عادة تفضيل أو رفض أنواع خاصة من الطعام، وصعوبة الإرضاء والتواني أو البطء في الأكل.
ويجب على الأطفال أن يأكلوا المأكولات المغذية، وأن يستمتعوا بالأكل، وأن يأكله بطريقة مقبولة اجتماعياً، وأن يتناولوا أنواعاً متعددة من الطعام. وكل ذلك يحتاج إلى تدريب.
ما يشير إلى أن مشكلتها نفسية أو بها على الأقل جزء نفسي هي أنها تزداد مع التوتر والعقاب وأنها ازدادت بعد ولادة أختها كما أن شهيتها للطعام تتحسن مع الاهتمام بها والخروج للأكل في مطعم.
إن مشكلات الأكل السابقة وغيرها حين تظهر لدى الأطفال فإنها تشير إلى أن كل طفل يعبر عن مشكلاته النفسية بطريقة ذات معنى.
أي أن أعراضه ما هي إلا رسالة موجهة إلى شخص ما (عادة أحد الوالدين أو كليهما) وعليه فهم الرسالة والاستجابة لها.
ولا أستطيع أن أحدد معنى القيء لدى ابنتكم (فقد يكون نوعا من العدوان الموجه لكما أو لأحدكما! وقد يكون نوعا من رفض الذات، وقد يكون رغبة في جذب الانتباه، أو رفضا للضيف الجديد في الأسرة ............)
وقد يكون له معنى آخر وربما عدة معاني مجتمعة!!
بشكل عام هناك بعض الأخطاء التي نرتكبها عند تربية الأبناء دون أن ندري وقد ظهرت في رسالتك منها:
- استخدام أكثر من أسلوب للتخلص من مشكلة التقيؤ. والأفضل استخدام طريقة واحدة والاستمرار عليها ومن أفضل الأساليب العلاجية أسلوب التجاهل.
- عدم إعداد الطفل نفسياً وتهيئته لمواجهة المواقف الجديدة مثل الذهاب إلى المدرسة أو قدوم طفل جديد في الأسرة، وفى الحالة الأخيرة وجدت ابنتك نفسها –خاصة وأنها الأولى في الترتيب- أنها بدأت تفقد الاهتمام والحب الذين اعتاد عليهما، وفى ذلك اقرأ: قلق الانفصال في الطفولة
- استخدام الضرب: فهذا الأسلوب يجب أن يكون في أضيق الحدود، وواضح أنه لم يجدي.
- عادة ما نتجاهل أننا قد نكون أحد أسباب مشكلات أطفالنا، فالأم –من قبل الولادة- عانت من ضغوط شديدة أثرت على عملية الولادة نفسها، ولا أعتقد أن هذه الضغوط قد انتهت بمجرد الولادة بل يبدو أنها استمرت لفترة وربما لا تزال مستمرة إلى الآن، وهذه المشكلات انعكست على الطفلة.
- نهتم اهتمام شديد بصحة الطفل الجسدية ونفعل العكس فيما يخص صحته النفسية.
المشكلة ليست في الطفلة بقدر ما هي في الأم أو على الأرجح في الأسرة كلها، وقد تكون الغربة عن بلدكم أحد الضغوط التي تمر بها الأسرة كلها. لذا فإن العلاج المناسب هو العلاج النفسي الأسري. وإلى أن تذهبوا للعلاج سأقول لكم بعض الإرشادات المفيدة، والتي قد تكون صعبة في البداية لكنها ممكنة:
من المناسب التوقف تماماً عن استخدام الضرب أو العقاب بشتى صوره، والبدء في تجاهل القيء تماماً ولا تظهروا انزعاجكم. وقد يؤدى هذا التجاهل إلى زيادة عدد مرات القيء وهذا أمر طبيعي لأن الطفل حين لا يجد الاهتمام الذي كان ينشده بدأ يفقده فيزيد من تصرفه وكأنه يقول "هم مش واخدين بالهم ولا إيه؟" وبعد أن يتأكد من أنه لا فائدة من جذب الانتباه بهذه الطريقة يتوقف عنها تماماً.
واطلبوا منها أن تساعد في عملية تنظيف المكان وتغيير ملابسها وأصروا على الطلب الأخير. وحين تقل عملية القيء كافئوها بأشياء تحبها بشدة (وتتطلب النقطة الأخيرة أن نسألها عن الأشياء التي تحبها) ومن الضروري ألا تأخذ تلك المكافآت إلا في حالة واحدة فقط وهي التقليل من عملية القيء.
أخيراً اقرأ ما ورد في الردين التالية:
طفل متذمر ولا مبالي
قولون عصبي أم قيء عصبي؟
..................وتابعنا بالأخبار.