الأمراض النفسية أكثر من حقيقية! مشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلي شكر لموقع مجانين الأكثر من رائع ولكل العاملين عليه و للدكتور وائل أبو هندي وبارك الله فيكم لاهتمامكم فكل مشورة أقرؤها ألمس عناية الدكتور المستشار فكأني أراه يحتضن المشكلة ويربت عليها بلطف بما منه الله عليه من حلول فجزاكم الله خيرا وفرج عنكم كرب يوم القيامة كما فرجتم كرب إخوانكم في الدنيا
وبعد إذنكم أود الرد على الأخت بقايا إنسان
كيف حالك ...............
بعد أن قرأت رسالتك رجعت إلى البداية مجددا لأرى بياناتك مرة أخرى
تعرفين ما الذي كان يهمني منها، ديانتك وحمدت الله على هذه النعمة فأنت مسلمة إذن لديك الكثير الكثير من النعم والأبواب المشرقة التي لا تحتاج أكثر من طرقة لفتحها .......
ممكن أني لا أستطيع أن أشارك في حل مشكلتك مع أهلك وأصلا أنت لم تذكري التفاصيل ولكن وددت أن أكتب لك عن ما مر بي..
لقد مررت بابتلاءات منذ أن كنت بعمرك الآن وأصغر حتى كسرت عودي الفتي ودقت عظامي وطحنتها بأحلى أيام صباي طبعا لم تكن ابتلاءاتي الأساسية من أسرتي ولكن كانت الابتلاءات الفرعية، ولكي تري وأنا صبية صغيرة لم أجد يدا من أهلي تمد لي بل كنت أرى الوجوه قد أشيحت عني بعض منها يشفق لحالي فقط والبعض الآخر همساته كانت كالملح يوضع على الجرح فيحرقه سامحهم الله وسامح من كان السبب في ابتلاءاتي
والحمد لله .....
وكما قلت لك أريد أن أعطيك جرعه شفاء لا علاج فالعلاج ممكن يصيب أو يخيب وله آثار سلبية _.. الدعاء فإن الله عز وجل يستحي أن يرد يدي عبده صفرا والله والله ما خاب من لجأ إليه
وسامحي اهلك...
وأريدك أن تعرفي شيئا أنا لهذه الساعة ولم تزل الابتلاءات بعض فروعها زال والبعض الآخر تعمق أكثر ولكن شيئا فيني تغير هو:
نظرتي للأمور....... .... فتغيرت معها الصورة كليا...
احتسبي الأجر........ وتخيلي أنك تمشين في المنطقة ويرمي عليك الأطفال الحجارة حتى تدمين ويعيرونك بالجنون ويطردونك شر طردة من المنطقة ويقاطعونك ويسبونك ما شعورك من هذه الإهانة؟
يحاربك أهلك وقومك......... وقد ابتلي بها أطهر الخلق حبيبنا المصطفى عليه الصلاة والسلام الصادق الأمين وما يحمل من أخلاق لم تجتمع بإنسان آخر إلا به ومع هذا لم يصبح بقايا إنسان.........
وبالنسبة لما جاء في رسالتك:
(فقط جاوبوني على سؤالي الآن بخصوص المرض والنفسية لأن بعض المجانين هنا يقولون أن هذا جن وأن الحديث يقول (أنه ركضة من الشيطان)) وأنا لا أصدق هذه الترهات.
يا أختي لا يصح أن تقولي ترهات فهذا حديث الصادق الصدوق والجن موجود ولا أقصد من كلامي هذا أن مرضك بسببه...
ويقول الله تعالى في سورة البقرة: "الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس"
فرج الله عنك وعن كل مبتلى وجزاكم الله خيرا وإذا كان في الإمكان أن أرسل رسالة خاصة للدكتور وائل أبو هندي لمناقشة أمر إذا يسمح بلغوني على الإيميل من فضلكم وأعتذر للإطالة
5/1/2005
رد المستشار
الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك وشكرا على مشاركتك، وإطرائك ودعواتك للموقع والمستشارين، جعل الله لك مثل دعائك لنا، ويزيد، صحيح أن أهم نقاط القوة لدى صاحبة المشكلة هو كونها مسلمة، فهذا يجعل أمرها كله خير، وقد ورد في الحديث الصحيح أن سيد الخلق صلى الله عليه وسلم قد قرر قضية وحسم أمرا في باب المصائب والبلايا وفي باب المنح والعطايا فقال "عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له"، صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام، إذن فكونها مسلمة يعني أن أمامها كثيرا من أبواب الخير يحتاج الواحد منها إلى طرقة فقط.
لكنني برغم ذلك أصادف كثيرا أثناء ممارستي للطب النفسي في بلادنا من صنوف أوجاع البنات مع أهلهن، أصادف ما يجد المرء نفسه مشرفا على البكاء إزاءه وهو يرى حال عقول المسلمين، ولما كانت ابنتنا صاحبة المشكلة لم تذكر لنا التفاصيل بعد، وأنا أعرف أنها كانت صادقة في مشاعرها، وقد لمحتُ في إضافتي إلى وجود إيماءات كثيرة تستلزم التعليق والتحليل إلا أنها لم تتابع بعد، وأرمي بذلك إلى حاجتنا إلى ما هو أكثر من مجرد التحمل، فإذا افترضنا أن مشكلة تلك البنت مع من يدعون أنهم عائلتها كما تصفهم ناتجة عن قصور في فهمهم مثلا لطبيعتها كبنت، أو لظرفها أيا كانت تلك الظروف، فلماذا لا نطلب منها أن تحاول حملهم على تغير نظرتهم للأمور؟ صحيح أن تغيير نظرتها هي للأمور سيفيد كثيرا في مساعدتها على التحمل، لكن ذلك يجبُ أن يقتصر على تحمل ما ليس باليد تغييره، أما أن نطلب منها صبرا على سوء أو قصور فهم الآخرين فلا لأن عليها أن تجاهد لتغيير العقول الراكدة والمفاهيم الكاسدة.
أنا بالطبع لا أدري في أي مكان تعيش ابنتنا خاصة ونحن لا نعرف من أي قطر هي فقد وصفت نفسها بأنها بلا هوية، وهو ما يعني كثيرا كله مؤسف!، فنحن في زمان تحتاج أوطاننا فيه إلى كل منتمٍ لكننا نضع أبناءنا وبناتنا في أوضاع لا يحسدون عليها وجل ما تفعله هو أنها تفقدهم الانتماء، وبينما الفهم الخاطئ لثقافتنا هو الجدير بالرفض وعدم الانتماء إذا بهم يفقدون انتماءهم لأوطانهم مع الأسف، ولن أطيل في تفصيل ذلك منتظرا أن تتابع معنا صاحبة المشكلة بإعطائنا ما يلزم من تفاصيل، وكذلك أين تعيش هي وإلى أي حد يسمح لها بالحركة فهي بعد أن يمن الله عليها بالشفاء مطالبة بأن تبدأ ما تستطيع في الجهاد المدني، من أجل تغيير مفاهيم الناس.
أصل بعد ذلك إلى ما استفزك من قولها تعليقا على ما يبدو أنها لا تعرف أنه حديث صحيح فعن حمنة بنت جحش قالت: (كنت أستحاض حيضة كثيرة شديدة فأتيت النبي استفتيه فقال: إنما هي ركضة من الشيطان، فتحيضي ستة أيام أو سبعة أيام، ثم اغتسلي، فإذا استنقأت فصلي أربعة وعشرين أو ثلاثة وعشرين وصومي وصلي، فإن ذلك يجزئك وكذلك فافعلي كل شهر كما تحيض النساء).صدق صلى الله عليه وسلم، رواه الخمسة ألا النسائي وصححه الترمذي وحسنه البخاري،
وأنا أعرف أن ابنتنا لم تكن تقصد بالترهات إلا ما يقوله أصحاب العقول الضيقة ولو علمت أن بين ما يقولونه أحيانا أحاديث لسيد الخلق لتحرت.
ولن أدخل الآن في نقاش حول الحديث، ومقصد النبي صلى الله عليه سلم بركضة الشيطان، وإنما فقط سأذكر أن كثيرا من حالات الاستحاضة تبقى غير معروفة الأسباب بالكامل برغم التطور الكبير في طرق العلاج، فهناك حالات كثيرة من نزيف الرحم تبقى ناتجة عن خلل الوظيفة Dysfunctional Uterine Bleeding، وكثيرا ما لا يعرف السبب، وهذا ما أذكره من أيام دراستي.
يبقى لي بعد ذلك استخدامك لآية الربا وأنا لا أدري مقصدك هل هو إثبات وجود الشيطان أم إثبات حدوث المس من الشيطان؟ هذا على أي حال أمرٌ ناقشناه كثيرا على مجانين ويمكنك من خلال الروابط التالية أن تعرفي رأينا المتواضع في هذا الأمر وفي علاقة الغيب بالإنسان:
الجن المخفي: التفارق وادعاء العلم بالغيب
الجن المخفي وادعاء العلم بالغيب : مشاركة
الجن الأحمر والزار: التفارق والغيبة والتملك
وغير ذلك الكثير، سعدنا بمشاركتك، وفي انتظار غيرها وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين.