إخواني الأعزاء في موقع مجانين، أنا رجل متزوج حديثا منذ 9 أشهر من بنت عمي كانت تربطنا علاقة حب قديمة قبل الزواج، وبعد أن تزوجتها ولله الحمد انتابني شعور بالغيرة قاتل سبب لي جملة من المشاكل والخلافات مع زوجتي وصلت إلى ضرب زوجتي ضربا مبرحا من قبَلي.
فمثلا عندما نخرج أقول لها لا تضعي "مكياج" ولا تتزيني كي لا يراك أحد هؤلاء الشباب الذين يبحثون عن الفتيات وهم من ذوي الخلق السيء، ويظل بالي طوال وقت خروجنا من البيت مشغولا بمسألة واحدة وهي هل شاهد أحد زوجتي أم لا؟ هل تعرض لها أم لا؟ وماذا كان رد فعل زوجتي تجاه ذلك، وأحيانا تصل بي العصبية إلى ضرب زوجتي وأحيانا أراقب هاتفها وأراقب تحركاتها.
أنا لا أقول إنني لا أثق بزوجتي، على العكس أنا أثق بها ولكن الغيرة قتلتني و"أيقظت" أقضت مضجعي حتى إنني في الآونة الأخيرة قمت بمراجعة طبيب القلب حيث انتابني ألم قوي من وراء عصبيتي الزائدة تجاه زوجتي ونفسي والبيت وتجاه كل شيء.
أرجوكم جدوا لي حلا فإن حياتي أصبحت جحيما لا يطاق.
جزاكم الله الخير والسلام عليكم
07/06/2022
رد المستشار
أهلا بك على موقع مجانين للصحة النفسية يا "حامد"
لنفكّر قليلا معا، أنت تثق بزوجتك لكنك تغار عليها بشكل لا منطقي أيضا، فهناك تناقض بين قناعتك وبين شعورك وسلوكك الذي يطيع ذاك الشعور؟
كيف يمكن تفسير هذا؟ خصوصا أنّ حالة الشك وإطاعته لدرجة ضرب زوجتك والتضييق عليها في كل شيء وتحميلها مسؤولية نظرات الغير في الشارع، وتأثير ذلك على حياتك ونفسيتك.. مما يجعلها اضطرابا وليس مجرد خواطر ونزاعات عابرة...
بما أنّك في حالة إنكار وضيق مما تفعله، فأنت بعيد عن شك فصامي، وهذا جيد، والتشخيص الأقرب لوضعك هو وسواس قهري.. لم تخبرنا هل لديك سوابق مع الوساوس، بأنواعها (كفريّة، نظافة، تحقق بشكل مبالغ فيه من إقفال الباب...)
أوّل خطوة يجب أن تتخذها وهي أن تؤمن بأنّ ضرب زوجتك لمجرد شعور مزعج عندك شيء محرّم وخطّ أحمر، فلو جاءت هي لتفعل مثلك في أي شعور مزعج، سواء ضرب أو صراخ أو شجار، فلن تستطيع أن تتقبّلها بعد ذلك، فأنقذ زواج وعلاقتك بها بكفّ الأذى عنها بدَل تفريغه بضربك لها، فهذه الوساوس لا علاقة لها بحقيقتها أو بما تفعله هي، بل بضيق تسببه تلك الأفكار وتحب أن تطيعك بشكل أعمى فيها وإلا غضبت وتوترت وصرت جلاّدا لتخفّض من توتّرك... الفكرة هنا في عدم طاعة تلك الوساوس، فهي مجرد وساوس، ولن تنتهي بمجرد: لا تلبسي كذا، ولا تضعي كذا، ولا تبتسمي لفلان، ولا تتحدثي مع البائع... هذه مجرد تجليات وستجد دائما خاطرة توسوس لك بأنها تتجاوز حدود الرجولة والفحولة عندك وتهينك بأي شيء صغير تفعله أو لباس تلبسه.
الفكرة المركزية هنا هي تجــــــاهل الوسواس وعدم تحليله أو محاولة عقلنته، هو فكرة غير منطقية ولو توترت فلا تقم بسلوك اتجاه زوجتك من أجل "إطاعة" تلك الواسوس... فلا تبحث في هاتفها، ولا تتجسس عليها لأنها آلية معروفة عند المسوسين، التحقق من "حقيقة الفكرة الوسواسية" بفعل سلوكات قهرية، فحتى لو راقبت هاتفها ولم تجد شيئا، غدا ستقول أن الوضع تغير وربما شيء جديد حصل فتبحث مجددا في هاتفها، وتعتقد بأنك تقوم بشيء منطقيّ تماما، لكنّه في الحقيقة مجرد محاولة للانعتاق من ضيق نفسيّ شديد تفرضه الفكرة الوسواسية التي تقول "هناك خطر، هناك احتمالية أن تخفي زوجتك عنك شيئا" فتذهب أنت مسرعا لأنك لا تستطيع أن تتجاهل الفكرة أو تقاومها، للبحث في هاتف الزوجة والتجسس عليها، ومن هنا لو (فرَضا) وضعت زوجتك قفلا على الهاتف وقالت لك أن تعرف أني لا أقوم بشيء وأنني امرأة فاضلة لذلك لن أدعك تهينني كلّ مرة بالبحث في هاتفي، فيُجنّ جنوك وتضربها وتكسّر هاتفها، لا لأنك محق وأنها كاذبة، ببساطة لأنّك لن تجد كيف تريح تلك الفكرة الوسواسية التي تقول لك "ابحث، فتّش، تجسّس واعطني جوابا مريحا الآن"!!
لذا فخطوة التجاهل والاقتناع بأن تلك الوساوس مجرد هراء خطوة ضرورية ومهمة، التجاهل وكفّ سلوكك المؤذي جدا، واعتبر شعور الضيق شيئا خاصا بك يجب أن تعالجه مع نفسك، يجب أن تتعامل معه دون إدخال حلقة أضعف (زوجتك) للتنفيس عنه ... أما عن طبيب القلب الذي زرته، ما ذاك إلا عرض لحالتك النفسية، وينبغي أن تزور طبيبا نفسانيا في أقرب وقت ليعطيك دواء مضادا للوسواس، تتّبعه بانتظام فسيعينك على تقليل التوتر والضيق بشكل كبير جدا، لتكون أكثر قدرة على ضبط تصرفاتك وإصلاح علاقتك بزوجتك.
وتذكر أنّ لامنطقية تلك الوساوس وتناقضها مع قناعتك وثقتك في زوجتك هي حجّة عليك بتغيير سلوكك، وعدم اتباع "الهوى" (وهي تلك الخواطر السلبية التي تنتابك بشكل قسريّ)
وإليك بعض الروابط عن تعريف الوسواس القهري، وبعض الحالات المشابهة، اقرأها:
ما هو الوسواس القهري
ما هو اضطراب الوسواس القهري
وهام الخيانة الزوجية: وسواس أو وهام الغيرة!
علاج الوسواس القهري
علاج الوسواس بالعقار فقط لا يكفي
ويتبع>>>: غيرتي تقتلني وتشعل مضجعي! م. مستشار