السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
أود استشارتكم في المسألة الآتية: لي أخت أرملة تعيش في بيت العائلة الكبير، أي مع والدي في منزله في شقة منفصلة، أستطيع أن أقول أنها سيدة بقدر ما هي طيبة فهي أيضا شبه أمية وساذجة، وقليلة الفكر والحيلة إلى حد ما، أظن أنها بسبب سذاجتها وتدليلها لأبنائها بشكل غير مناسب لم تستطع لا ابنتها الأولى ولا الثانية متابعة الدراسة.
كلما زرت الوالدين صرت ألاحظ أن الطفل الثالث لأختي بدأ يأخذ نفس المنحى، سمعت أنه بدأ يدخن، وكان قد رسب في دراسته هذه السنة.. سنه 15سنة، وصارت له "شلة" من أصدقاء السوء، وسمتهم المشتركة التدخين، والانقطاع عن الدراسة، حاولت أن أتكلم معه بشكل خفيف؛ لأني أعلم حساسية أختي من جهة، وطبيعة المرحلة العمرية التي يجتازها، ففهمت أنه متذمر من وضعهم المادي، وأن الأولاد الآخرين يستطيعون النجاح في دراستهم بسبب الدروس الخصوصية.
اقترحت عليه أمام أختي وأبي -الذي هو جده طبعا- أن أتكلف بجميع حاجياته من ملبس، وكتب، ودروس خاصة إن احتاج ابتداء من بداية السنة الدراسية، على أن يتوقف عن إمضاء معظم الوقت خارج البيت، وأن تمر مساعدتي المادية له عبر أبي، وأن ما عليه إلا أن يتشاور مع جده فيما يريد، وأن يعرض عليه كل مرة ما يحتاجه، لم تتحمس أختي ولا ابنها للاقتراح وقالت إنها لا تحتاج ولن تأخذ أي مساعدة، وإنه كفى من تسليط الضوء على ابنها، فالأطفال الآخرون أسوأ منه.
أضيف لسيادتكم أن إمكانياتي المادية تسمح لي بمد يد المساعدة بسخاء، لكن انشغالاتي لا تمكنني من المتابعة للأمر نهائيا؛ لهذا اقترحت تكليف الوالد الذي يتميز بالحكمة والبصيرة، إضافة لتفرغه وقربه.. وأعلم أن أختي وابنها يريدان في قرارة نفسيهما مني أن أعطيهما المساعدة دون علم أو تدخل أيا كان (يقع هذا مرات عديدة، فتعطي ابنها النقود بسخاء فيندفع أكثر نحو شلته وسلوكياته السلبية).
ما رأيكم؟
وأخيرا.. تقبلوا مني أجمل الشكر والامتنان.
23/11/2022
رد المستشار
مرحبا بكم مهندس "كامل"
وتحياتي لكم ولشعوركم بالمسؤولية النبيل تجاه أختك وأبنائها، تلك مشكلة جزء مهم منها ليس تحت تحكمك وسيطرتك كي تكون مؤثرا فيه، وهنا تكمن صعوبة الحل، فإذا كانت الأم مواردها المادية قليلة ولها نفس طموحة في أبنائها وتتقبل المساعدة بصدر رحب وبدون توتر أو مقاومة سيكون الأمر أيسر، لكن تكمن المشكلة في عدم وعيها وقلة دافعيتها لتحسين وبناء أبنائها، ومع ذلك فشعور المسؤولية والتفكير لم يتوقف عندك في مقاومتها لاقتراحاتك، وإنما تسألنا فيما العمل؟ وهذا محل تقدير لدينا عندما ننظر إليك كإنسان مسؤول.
أولا- كن مستمرا في التواجد بفاعلية في حياتها ولو قليلا، ربما يأتي الوقت الذي تدرك فيه أهمية ما تقوله وأحداث الحياة كثيرة وستتوالى فلا تلومها على عدم تجاوبها مما ذكرت وفقط قدم لها المساعدة التي تحتاجها مهما كان الظرف والحدث. فمن المهم ألا تشعرها بأن لديها مشكلة بقدر ما تشعرها أنك تحبها وتحب أبنائها كما هم، وتعطيها الأمل فيهم حتى ولو تركوا التعليم.
ثانيا- فكرة تفويض الجد لتولي الأمر فهذا جيد، وتحويل جزء من المساعدات لتكون نقود وجزء آخر تسدد مباشرة من الجد في أنشطة مثل الدروس واشتراك النادي والملبس والاحتياجات المهمة أيضا فكرة جيدة.
ثالثا- حاول تفهم نفسية أختك وحساسيتها خاصة وأن ردها في رفض المساعدات رغم احتياجها ربما يعبر عن شعورها بأنك مدير ويصدر أوامر وينتقد ما يراه، فكل إنسان قد يكون له معاييره في الحياة فمعاييرك في أولادك غير معاييرها وتوقعاتها، ودورك فقط أن تبصرها بمميزات ابنها لما يهتم أكثر، يذاكر، يتمرن رياضيا، وهكذا، كذلك زيارتك لهم ودعوتك لهم ليزوروك، كل هذه أمور تجعلك رسالتك تصل لهم بحب أكثر وعاطفة.
أكرر شكري لهذا الجهد وحاول تقديم ما يمكن تقديمه وتأكد أن حضورك ونصحك وعطاءك لن يضيع، مهما اعتقدت أن استجابة أختك ضعيفة.
تحياتي