السلام عليكم،
أنا شاب متفوق تخرجت في جامعة في بلدي ثم حصلت على منحة إلى أوروبا، ورفضتها في البداية لعدة أسباب منها أنني كنت محبطا؛ لأن نتائج بحوثي في الماجستير لم يستفد منها أحد في بلدي، رغم أنها قد نشرت في المجلات العالمية المتخصصة، وتلقيت عليها مدحا متواصلا من جهات علمية معتبرة في الولايات المتحدة والصين، وإسرائيل للأسف.
ولكنني رددت عليهم جميعا بالرفض قائلا بأنني شخص ملتزم دينيا، ولا يمكنني أن أعمل معكم، وأترك إفادة بلدي، وعلى ذلك قضيت أربع سنوات في إنجاز هذه النتائج، ولم أتزوج خلال هذه الفترة، ولم أفعل شيئا آخر غير البحث العلمي، ثم انتهى بي المطاف إلى أن تصبح أبحاثي بين دفتي كتاب على رف يعلوه التراب في ركن من مكتبة الجامعة.
وأستاذي قال لي بأن الاستفادة العلمية الوحيدة من هذه الأبحاث أن تباع أوراقها بالكيلو لتستخدم في تغليف أو لف شطائر الفول أو الطعمية، كما يقول المصريون.. وعلاوة على هذه النتيجة البحثية المؤلمة فإنني اكتسبت كراهية وعداوة زملائي بسبب نجاحي، وبسبب تمسكي بالدين، فقد كنت مثلا أرفض تقاضي أموال على ساعات العمل؛ لأننا في الحقيقة كنا نتقاضى أموالا زهيدة جدا على عمل هو إلى الهزل أقرب منه إلى الجد، وحاولت إنشاء شركة خاصة لتنفيذ أفكاري، ولكنني فشلت لأن السوق له معادلات أخرى، لا أستطيع التعامل معها.. وغادرت بلدي إلى أوروبا في حالة من الإحباط الشديد، وأنا أتساءل، هل هم حقا مسلمون. وتزوجت امرأة مسلمة حقا، والحمد لله قبل أن أسافر وفي أوروبا كانت صدمتي مضاعفة؛ فالنظام هناك على أعلى مستوى من ناحية إمكانيات الإنجاز العلمي والبحثي، والناس في أخلاقهم أقرب إلى طبع وعادات الإسلام، من المسلمين في بلدانهم في سلوكهم الاجتماعي وعلاقاتهم في العمل.
وقد أنهيت العام الأول من منحة دراستي للدكتوراة، وهم يطلبون مني البقاء لاستكمال أبحاثي، ومستعدون لدفع تكاليف معيشتي وإقامتي، ومستعدون لدفع الأموال التي يطلبها بلدي مضاعفة مقابل بقائي واستكمال أبحاثي هناك، ومستعدون لتوفير وظيفة لي بجانب الدارسة والبحث في إحدى الشركات لتطبيق ما وصلت إليه من نتائج البحث في بلدي ثم عندهم، والمرتب الذي سأتقاضاه من هذه الوظيفة يغطي كل ما أريد من تكاليف وزيادة.
وبسؤال من حولي ممن أثق بهم من إخواني المسلمين تنوعت الآراء، فهناك من نصحني بالبقاء؛ لأنني لن أفيد أحدا في بلدي بأبحاثي وسأعود مرة أخرى إلى الإحباط والعداوات والصراعات التافهة في الجامعة، بينما يمكن أن أصبح اسما كبيرا في تخصصي إذا بقيت هنا في أوروبا.
والرأي الآخر يقول بأنني هناك أساعد الكفار وأقوي شوكتهم، ومن يساعدهم فهو في الدرك الأسفل من النار مع المنافقين. وأنا متردد، وأريد رأيكم بشكل شامل لحياتي كلها بالمكاسب والخسائر، وهل سيغفر الله لي ويقبل صلواتي؟
وماذا لو ساعدت أناسي مثل الصينيين في أبحاثهم هل هذا صحيح شرعا أم لا؟
وهل هذا يعتبر وقودا لمراكبهم في مهاجمة المسلمين؟
2/4/2023
رد المستشار
الأخ السائل: إذا كانت أهمية السؤال تنبع من حجم القضايا التي يفتحها ويثيرها؛ فسؤالك بهذا المقياس سيكون من أهم الأسئلة التي وصلتنا منذ أن بدأت هذه الصفحة.
ودعني أعتذر لك عن التأخير الذي حدث في ردنا عليك بأن أبسط الحديث لأشبع كل جزئية مما تثيره لعل الأمر يتضح أمامك، وأمام الآلاف ممن يواجهون نفس الحرج الذي تعيشه.
يوما ما كنا نشارك بجناح في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وتروي لي الأخت المسؤولة عن هذا النجاح أن شخصا دخل عليهم هناك وسأل هل يوجد أحد من صفحة استشارات مجانين، فقالت له: لماذا؟ رد الرجل قائلا: لأنني أريد أن أعرف هؤلاء المؤلفين المجهولين العظماء؛ فلديهم القدرة الفذة وغير المسبوقة على كتابة القصص والروايات المثيرة والمحبوكة والحكايات المشوقة والجذابة أكثر من التي نراها في الأفلام والمسلسلات، وبعد ذلك فإن لديهم القدرة على تقديم إجابات مؤثرة على تلك القصص التي أحسنوا صياغتها، ورسم ملامحها وإحكام عقدتها... هل يعتقد أحد منكم أن الرجل كان يهزل؟! أبدا لكن المسكين لم يستوعب عقله أن كل القصص التي ننشرها على صفحتنا هي واقعية وحقيقية، وبدلا من أن يتحمل صدمة معرفة بعض ما في الواقع أسعفه تفكيره بهذه الحيلة النفسية بالاعتقاد أن قصصنا هي من صنع خيالنا الخصب، وهو شرف لا ندعيه، إنما واقعنا هو أشد بؤسا من أخصب خيال.
نكأت جراحا كثيرة يا أخي الكريم، ولا أدري والله بأي جرح أبدأ.. غير أنني ينبغي أن أشيد بإخلاصك وصمودك الذي ما زلت تتساءل معه: هل أنا على صواب أم خطأ؛ لأن الكثيرين، تعبوا أو كفوا عن هذا التساؤل لأسباب أخرى غير التعب، والمراجعة فضيلة غائبة.
ودعني أولا أحاول فك بعض الالتباسات الشائعة التي وقعت أنت فيها كما يقع فيها الكثيرون:
ما هو الإسلام؟! سؤال غريب بعض الشيء.
الإسلام يا أخي عقيدة عندما تستقر على نحو صحيح في القلب، وتتجلى مقتضياتها في العقل والسلوك في الفرد والمجتمع فإنها تصنع نهضة يغنيني التاريخ عن وصفها... وتجلياتها في العقل والسلوك وأنظمة تسيير الحياة تأتي عبر مجموعة من القوانين والسنن والشروط التي فهمها أعداؤنا ونقلوها عنا عبر مرحلة معينة من التاريخ ، ولهذا الفهم والنقل يدينون لنا بأسباب تقدمهم ولسنا مسؤولين عن أي فساد لديهم؛ لأن مصدره تجليات من معتقدهم الفاسد الضال عن الله أو الكون أو دور الإنسان في الحياة .
إذن هم تختلط فيهم التجليات العملية لإيماننا مع تجليات أخرى لكفرهم فهم خليط بين مقتضيات إيمان صحيح يبني نهضة بقوانين واضحة وبين انعكاسات انحراف يوارث تخبطا في تنظيم العلاقة بين الإنسان وربه، وعلاقته بالآخرين خارج نطاق العمل؛ لأن نطاق العمل محكوم بقوانين صارمة.. فمثلا سلوك الباحث في الجامعة أو الطبيب في المستشفى أو المحاسب في البنك تجاه زملائه وضع في الحسبان عند تقييمه، وتحديد مستقبله: هل يستمر أم يبحثون عن غيره هل يترقى أم يبقى في محله؟!
ولعلك لم تفهم هذا بعد أو فهمته، ولكن لا تدرك أبعاده، وبدون استطراد فإن النظام الغربي قد استطاع أن يضع معايير مادية، ومقاييس، واختبارات وأساليب محاسبة وتقييم مستمرة وصارمة، ووضع بها الجوانب الاجتماعية والإنسانية؛ فالناس لذلك يعرفون أن الثواب الدنيوي سيصل إليهم إن أحسنوا، والعقاب سيلحقهم إن قصروا.. وعلى قاعدة واضحة من مقاييس وأساليب وأنظمة الثواب والعقاب الصارم الحاسم يقيم الغرب نهضته الحالية من رئاسة الجمهورية إلى نظافة المراحيض.
هذا نظامهم، وأنا هنا لا أمتدحه ولا أذمه، إنما أحاول شرحه وتشريحه، لتفهمه أنت ونفهمه جميعا؛ لأنك تخطئ الخطأ الشائع حين تصفحهم بما وصفهم أحدهم به، بأن لديهم إسلاما بدون مسلمين ولدينا مسلمون بدون إسلام، والأدق أن مسالكهم الجيدة ترتكز على قاعدة استقرار نظام الثواب والعقاب الصارم، وليست مستندة غالبا على قاعدة ابتغاء مرضاة الله أو ثوابه أو اجتناب عقابه.. وبسهولة الآن يمكن أن تدرك أساسا هاما من أسس تخلفنا القاسي : فنحن غافلون عن تفعيل روح ابتغاء مرضاة الله سبحانه، وتحويلها إلى وقود للعمل والنهضة كما كانت دوما في تاريخنا، ونحن أيضا فاسدون فاشلون في وضع نظم أرضية، وقوانين صارمة للثواب والعقاب المادي في مصانعنا وجامعاتنا، وكل مؤسساتنا ناهيك عن النواحي الأخرى من هدر للإمكانيات في المظاهر الفارغة، وسرقة المال العام... إلخ .
إن مبادئ، مثل: المحاسبة، والشفافية، والمشاركة في صنع القرار وتنفيذه، وروح الفريق، وأخلاقيات العمل الجماعي، وروح الفريق وأخلاقيات العمل الجماعي... إلخ من لوازم أي نهضة أو تنمية... كلها معانٍ غائبة عمليًا عن حياتنا، ولا أقل من يتكلم عنها المشايخ ولا غيرهم، والإسلام الذي نعيشه ليس سوى 5% من الحقيقة التي عليها دين الله بأبعاده وآفاقه، وعندما خرج الفقه الإسلامي المعاصر من دورة المياه، وما يتعلق بها من أحكام النجاسة والطهارة والغسل فإنه انطلق إلى قصر الحكم يريد العرش فورًا، وفي طريقه خاض في برك ومستنقعات وأحراش من قبيل كشف وجه المرأة أم تغطيته، ولون ثوبها وطوله... إلخ من القضايا التي أضعنا فيها وقتًا وما زلنا.
ولم ينشغل أحد ـ تقريبًا ـ بالتفكير في أوضاع ملايين الخريجين في بلدان المسلمين ماذا نفعل بهم؟! وآلاف العقول المهاجرة أو الهاربة إلى الغرب تبني أو تساهم في نهضته.. كيف نستفيد منهم؟! نحن مشغولون عن هذه القضايا "التافهة" بأمور أخرى أهم نتهارش (نتقاتل) حولها، ونصرخ من أجلها، وقد يخاصم بعضنا بعضًا حول شؤون هي في دين الله، مثل خيط بسيط في ثوب عظيم، ومن علامات وهن العقل والدين ألا يستطيع المرء تحديد حجم المسألة، وأهميتها، أو تقدير درجة الخطورة والوزن النسبي لكل قضية من القضايا، وأكرر أن المسلمين لن يعرفوا أبدًا شؤون دينهم على نحو صائب إلا إذا عرفوا شؤون دنياهم وعصرهم على نحو عميق، وكلا الفقهين غائب!!
ومن قبيل التبسيط المخل إذن أن نقول بأن الإسلام هناك موجود في سلوكيات الغربيين، وغائب هنا في واقعنا نحن... فهذا كلام غير دقيق، ولا يؤدي التحليل الخاطئ إلا إلى حل خاطئ مهما خلصت النوايا، وكلا الرأيين اللذين انتهى إليهما إخوانك فيه خلل وخطأ شديد... فالقائلون بالبقاء في الغرب على رجاء أن يكون لدينا "أحمد زويل" أو أمثاله لا يقولون لنا أي شيء عن قيمة أن يكون منا ألف "زويل" بينما لا يوجد هيكل عمل أو خطة تنمية تستفيد من هذا الوجود!
والفائدة المحددة الوحيدة التي يمكن أن نجنبها من وجود أمثال هؤلاء تكمن في المساهمة بتحسين صورة العرب والمسلمين في الغرب، وضرب أمثلة ونماذج أنك يمكن أن تكون عربيًا أو مسلمًا، وفي نفس الوقت لا تكون متخلفًا أو دمويًا!
وستبقى هذه الصورة الإيجابية وسط طوفان من صور أخرى سلبية بعضها عن حق ـ فالمسلمون لا يدخرون وسعًا في تشويه صورتهم بأفعال البدائية والتخلف ـ وبعض الصور السلبية الأخرى هي محض زور وبهتان من أناس يحسنون التضليل والكذب على الخلق بالصوت والصورة والمعلومات والتلاعب بأدوات العصر لتحقيق ذلك.
والقائلون بالعودة إلى بلدان المسلمين لا يقولون لنا كيف يمكن أن تكون هذه العودة ذات معنى أو جدوى لإفادة الأمة، ولا يقولون لنا أيضًا كيف نصون هذه الكفاءات التي تكونت وتتكون في التبدد أو السقوط صرعى الاكتئاب النفسي، والمرارة حين يتصورون أن هذا السقوط وهذا الإحباط والإهدار هو ما يرضي الله عنهم... أليس منا رجل رشيد؟
يا أخي، لا العودة ـ دون ترتيب ـ لتصبح ترسًا في آلة معطلة يرضي الله سبحانه ويفيد الأمة، ولا البقاء مجرد ترس في آلة تعمل بكفاءة، ولكنها تنتج نهائيًا لغيرنا، وتزرع وتحصد في غير أرضنا.
والمطلوب بوضوح:
أولاً: فقه سليم يتعامل مع هذه المسائل -وهي جديدة نسبيًا- ويتناول نقد الفقه القديم الذي يتحدث عن العالم بوصفه دار إسلام، ودار كفر، وغيرها من أطروحات فقهائنا العظام في وقتهم، وينظر إلى المستجدات ليستنبط أحكامًا للمسلمين في ظل متغيرات جغرافية وديمغرافية، وسياسية، واجتماعية، وثقافية ترسم صورة أخرى للعالم غير التي عاشها سلفنا الصالح، وبنوا أراءهم عليها.
ولا بد أن نتصارح أن هذا الفقه غائب إلا من اجتهادات متفرقة لا تكفي، فضلا عن الحرب التي تواجه بها هذه الاجتهادات بدلاً من نقدها لتطويرها، ولدينا كتائب بالملايين نذورا أنفسهم لحراسة التخلف مخافة أن نهرب منه أو يهرب منا، وبعضهم من أشد الناس إخلاصًا وحماسة، ولا يفتقد عالم المسلمين إلى النوايا الحسنة، ولكن إلى غياب العقل والبصيرة المؤمنة التي ترى بنور الله كما تردد ألفاظ ذكره.
ثانيًا: نحتاج إلى شبكة علمية بحثية لا تعادي الحكومات، ولا تكون جزءًا من نسيحبها البيروقراطي المتهرئ القاتل، تنطلق على قاعدة الجهد الأهلي، وتكون في جانب منها جسرًا بين من يريد أن يبحث بجدية في الداخل الإسلامي، ومن يعمل بالفعل في الخارج الغربي، الذي ألفت النظر بالمناسبة أنه لم يعد غربيًا صرفًا في ظل الهجرة الواسعة إليه من بلدان الجنوب، واتساع قاعدة من لديهم ثقافات أخرى غير معادية للإسلام، وغير استعمارية، كما ثقافة الغرب القديم الذي خاض معنًا معارك تحت شعارات الصليب وحملات الغزو.
الغرب الآن مختلف، ساذج من يظن أنه قد صار صديقًا، وأشد منه سذاجة من يظن أنه ما زال يعادينا بالأساليب القديمة: التراكيب تغيرت والأساليب تغيرت، ونحن عن هذا ذاهلون لأننا مشغولون ـ لم نزل ـ بلون ثوب المرأة وطوله، وفقه دورة المياه أو تكفير الحاكم.
المهم... ستلاقي هذه الشبكة صعوبات عملية ولوجستية، ولكنها يمكن أن تبدأ وتستقر تدريجيًا إذا آمنَّا جميعًا ـ وخاصة أمثالك ـ بأهميتها... وعند ذلك لا يكون البقاء في الداخل إحباطًا وهزلا، ولا الوجود في الخارج إثمًا أو محض وجاهة اجتماعية أو مغنما شخصيا، ولكن جزءا من ترتيب يتكامل مع جهد آخر في الداخل الإسلامي.
ثالثًا: وفي سياق هذه الأفكار والاجتهادات أرى أن المعيار في التعامل مع الآخرين، لا يكون على أساس ما يقولون عن عقيدتهم.
فالشيوعية لم تعد الأساس العقائدي للصين، ولا المسيحية هي عقيدة الغرب الأوروبي الآن، إنما البراجماتية، والنفعية والعلم الهادي والتقدم أو الازدهار الاقتصادي ورفع معدلات التنمية هي مكونات عقيدة أغلبية الناس في عالم اليوم، بعيدًا عن الشعارات الرنانة، والطقوس الفلكورية التي يمارسها هؤلاء وأولئك أحيانًا، وفي إطار هذه العقيدة النفعية يصبح التفاهم أسهل بكثير، والحسابات أوضح.
وعلى هذا الأساس فأنا أرى أن التقارب مع الصين وغيرها "من النمور الأسيوية" أكثر نفعًا لعالم المسلمين من أوروبا وأمريكا لأسباب كثيرة أقتصر هنا على ذكر أحدها، وهو أن مساحة التعاون مع هؤلاء يمكن أن تتسع وتتعمق لتصل إلى آفاق تدريبنا وتمليكنا مفاتيح وأسرار التكنولوجيا لننقلها بأصولها، أو نبدع على غرارها أو بتطورها تجربتنا الخاصة... أما النموذج الغربي فيحتكر، ولا يعطينا ـ إذا أعطانا ـ غير صندوق مغلق يحتفظ هو بأسراره، ونكون نحن مجرد تابع جاهل بالأسرار والشفرات، وعالة عليهم في التطوير والتحديث، بل وحتى الصيانة أحيانًا.
أخي الكريم، بمثل هذا الأفق الواسع والتناول العميق ينبغي أن نتدارس قضايانا ونعيش إسلامنا، وبمثل هذا الجهد يمكن أن نقف بين يدي الله سبحانه: معذرة إليه، وأداءً للأمانة، وشكرًا للنعمة.. هو أنعم علينا بالإسلام، وألهمنا الإيمان وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة، وبهذا الكدح في سبيل أن تكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى ينبغي أن نقابله يوم العرض لعله يقبل صلاتي وصلاتك، وعملي وعملك، ويغفر لنا أجمعين.