وسواس قهري
المشكلة ليست بي أنا شخصيا المشكلة في ابنتي البالغة سبع سنوات ونصف وهي منذ سنة أو أكثر بدأت تكره أن ترى مؤخرة أخاها الذي يصغرها بثلاث سنوات.
في بداية الأمر بدأنا أنا وباقي إخوانها وأبيها نضحك على هذا التصرف وزاد الأمر حتى أصبحت تمسح يديها كلما شاهدته وهو لاحظ هذا الأمر وبدأ يزيد من كرهها لهذا الأمر لأن هذا يزيد من نفورها له وتزيد الحالة عندها وتخف
وهذه الأيام رجعت الحالة عندها لدرجة أنها لا تريد أن تراه أمامها أو تخرج من المكان الذي يتواجد به وإن أرغمتها على الجلوس بجانبه على طاولة الطعام أو في السيارة تجمع يديها وتنحني بطريقة مثيرة للانتباه لدرجة أنني أوبخها أحيانا لأنني لا أتحمل منظرها وهي هكذا، وزاد الطين بلة أن أخيها يسألني لماذا أختي لا تحبني مع العلم أنها تحبه جدا وتسميه خوختي الصغيرة وتقبله من رأسه ومن الأمام حتى لاتشاهد مؤخرته وتلعب معه وهي مبتعدة عنه
أرجوكم لاتقولوا لي أذهبي لطبيب نفسي لأن هذا صعب جدا أريد منكم كيف أتصرف معها وهي بهذه الحالة
وجزاكم الله خيرآ
21/4/2005
رد المستشار
السلام عليكم
ماذا أقول لك يا أختي ترين أن المشكلة ليست بك ولكنها تخص ابنتك وأنا أخالفك الرأي فأنت صاحبة المشكلة الحقيقية فمن الواضح كما أسميت مشاركتك تعرفين أن ما تعاني منه ابنتك في الأغلب هو الوسواس القهري ولكنك ترفضين الذهاب بها إلى الطبيب النفسي وهو الحل الصحيح لهذه المشكلة، وهذا يذكرني بحالة قالت لا تقولوا توقفي عن التعلق بها حتى لا أكرهكم أنتم!!
عندما بدأت في قراءة المشكلة ظننت أنها حالة من الخوف المتعلم أو القلق المعمم نتيجة خبرة ما حدثت مع الطفلة ولكن عندما تقولين أن الحالة تطورت إلى تبني عادات مثل مسح الطفلة ليديها المتكرر فإن هذا يبعد بلا شك حالة التعلم الشرطي وهو شكل التعلم الأساسي لدى الأطفال في العمر الذي ظهرت فيه مشكلة ابنتك أي في السادسة فحتى السادسة يتعلم الأطفال من خلال الارتباط الشرطي أي أنهم يربطون مصير ًا ما باستجابة محددة دون ارتباط حقيقي بينهما ولكن يحدث هذا نتيجة التعلم فظننت أن ابنتك قد تعلمت النفور من مؤخرة أخيها في المرحلة التي بدأت أنت فيها تدريب الأخ الصغير على ضبط الإخراج، ولكن يا أختي تفاقم الحالة كما تصفين إلى تبني الطفلة لعادات متكررة يدخل المشكلة في نطاق الوسواس القهري، والذي يزيده لدى الأطفال عدم انتباه الأهل له في البداية أو اتخاذه مادة للسخرية والتندر (والسخرية من أفعال وأقوال الأطفال من أسوأ ما نقدمه لأطفالنا مهما كان) أو استخدام الشدة مع الطفل كي يكف عن أفعاله والتي هو فعلا لا يملك السيطرة عليها، واقرئي من على موقعنا:
الوسواس القهري في الأطفال
كيف تتعامل الأسرةُ مع المريض بالوسواس القهري
بداية يجب أن تدركي حجم معاناة ابنتك وأن تجاهل المشكلة لن يؤدي لحلها، يستطيع الطبيب أن يقرر إذا كانت الحالة ستستجيب للعلاج المعرفي والسلوكي أم أنها أيضا بحاجة لمعالجة دوائية، كما يجب أن تعرفي أن تأخرك في وصول المساعدة الطبية لطفلتك قد يزيد من مشكلاتك كما لاحظت من استياء الصغير الذي بدأ يدرك نفور أخته منه، حرمانك طفلتك من المساعدة الطبية يدخل ضمن ما يعرف psychological abuse أي الإساءة النفسية للطفل من خلال ما يمسى neglect mental health وهو حرمان الطفل مما يحتاجه من خدمات نفسية مختصة.
أختي في الله تذكري أن ابنتك أمانة في عنقك ولست حرة التصرف بها فمن رزقك سيسألك عن عملك، ولا تلقي بالا لما للمرض النفسي من سمعة سيئة بين الجهلة من الناس ومعالجة أي أمر في بداياته تكون سهلة في العادة، وتذكري أن الدنيا دار امتحان واعتبري هذا جزءا من امتحانك، استخيري ربك ليهديك إلى طبيب صالح يخشى الله ويسخره الله ليأخذ بيدكم في هذه المشكلة، مع دعائي بأن يعينك الله وتابعينا بأخبارك.