بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده تعالى كثيرا كما أنعم كثيرا، ونصلي ونسلم على البشير النذير المبعوث رحمة للعالمين والداعي إلى الصراط المستقيم إمام الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله الصادق الأمين، صلاة الله وسلامه عليه، صلاة وسلاما دائمين متلازمين من يومنا هذا إلى يوم الدين،
أما بعد:
بادئ ذي بدء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وطبتم وطابت أوقاتكم وتبوأتم من الجنة منزلا؛ فوالله إني أشهد الله العلي الكبير أني أحبكم في الله، وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم كما جمعنا في هذه الدنيا على محبته أن يجمعنا في الآخرة مع نبيه المصطفى في أعلى عليين، اللهم آمين.
أكتب إليكم وقلبي يعتصر الحرقة والألم على حال المسلمين، والله العظيم أكتب إليكم من قلب صادق وكلمات نابعة من الصميم، أنا شاب وأبلغ من العمر 25 عاما -ربع قرن- أعزب وأكرر هنا أعزب. وبحمد الله لم آت محرما ولا كبيرة قط في حياتي كلها، ولكن ما يسوؤني ويدمي قلبي أني مارست بعض العادات والأشياء التي تطفئ ثورة الشهوة كما يزعمون، ولكني على الرغم من كل هذا ما قطعت فرضا في صلاة وما زلت محافظا عليها ولا أتخيل نفسي إنسانا قاطعا للصلاة.
في الفترة الأخيرة قبل شهرين قررت أن أضع حدا لهذه المضيعة للعمر وأصون الأمانة التي ائتمنني الله عليها -ماء الحياة- فاستخرت الله عز وجل وقررت الإقدام على الزواج -على تخوف وريبة- ولكن من امرأة روسية حرصت كل الحرص على أن تكون فتاة مسلمة ملتزمة. ملتزمة بالحجاب معتزة بدينها في هذا البلد الذي نسأل الله فيه السلامة والمحافظة على ثوابتنا الدينية.
ونعم عثرت على فتاة من تركمانستان إحدى جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، عرفت هذه الفتاة في المدينة التي أدرس فيها بشجاعتها وصلادة لسانها ودفاعها عن حجابها رغم المعارضات حتى من أهلها وأمها بالذات؛ فقررت متوكلا على الله الإحصان والعفاف وتحقيق غاية الزواج التي أشهد الله تعالى أني ما أقدمت على هذا الزواج إلا رجاء أن يخرج الله من صلبي من يوحد الله ولا يشرك به شيئا -وهذه نية خالصة لوجه الله تعالى- وبالفعل تقدمت لخطبتها وبعد أن أخذت وقتها في التفكير والسؤال عني لم أجد أي اعتراض منها ووافقت.
والآن أنا خائف جدا خائف من أن أجد ما أذنبته من ذنوب في أهلي قد ربما تأتي مع الأيام وتكون عاصية لي أو غير مطيعة أو أو أو... ومن هذا القبيل وهذا الشيء يؤرقني كثيرا ويتعبني جدا، كيف أبدأ مع هذه الفتاة الغريبة عني بلسانها وثقافتها وعاداتها وتقاليدها بداية حقيقية نحو بناء أسرة إسلامية 100%؟ نعم إن الحكم بيني وبينها كتاب الله وسنة رسوله، ولكن الحياة تفرض نفسها فأحتاج إلى معاملة وخبرتي قليلة في المواضيع.
أنا أريد أن أربيها تربية صالحة وأنشئها من جديد -كما كان عليه سلفنا الصالح- لتعرف كيف تربي لي أطفالي؛ فتفضلوا عليّ بنصح كيف أكون مع هذه الفتاة وما هو الشيء المطلوب مني في المرحلة القادمة؛ فالزواج ليس إطفاء شهوة أو قضاء حاجة الزواج مسؤولية عمر كامل.
وأستحلفكم بالله أن تدعوا بخالص نية، وأستحلفكم بالله أن تدعوا بخالص نية، وأستحلفكم بالله أن تدعوا بخالص نية، وأستحلفكم بالله أن تدعوا بخالص نية أن يوفقني في كل أعمالي وأن يجعل كل أعمالي خالصة لوجهه الكريم؛ عسى الله أن يرزقني الزوجة الصالحة والذرية الصالحة، وأن يجعل هذه الفتاة وذريتها مقدم خير للإسلام والمسلمين؛ فدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب مستجاب إن شاء الله.
هذا وجزاكم الله ألف خير وإحسان، وبارك الله فيكم وزادكم الله من فضله وكرمه،
وسامحوني على الإطالة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
17/04/2025
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله
نشكر السائل الكريم على حسن ظنه بنا وندعو الله أن نكون عند حسن الظن، لا شك أن الزواج من ثقافات مختلفة يمثل تحديا في بعض الأحيان لاختلاف العادات والتقاليد ولكن الثقافة الإسلامية الجامعة بين الزوجين الملتزمين كثيرا ما تقوم بجسر هذه الفجوة الثقافية عن طريق تعاليم الإسلام الحنيف الصالحة بإذن الله لكل زمان ومكان فعلى السائل أن يستعين بالله ويتوسع في تثقيف نفسه فيما يخص الثقافة التي تنتمي إليها زوجته ويختلط بأهل الدين والالتزام من أهل هذا المجتمع ويقرأ فيما يخص عادات هذا الشعب وعلاقته بالإسلام وكيفية دخول الإسلام فيها ويتعرف على مشايخ هذا المجتمع وعلمائه ويتعرف على أقارب زوجته الملتزمين وغير الملتزمين ويتعرف على عاداتهم وتقاليدهم
بالإضافة إلى التعرف على طباع زوجته نفسها بالطبع ويترفق بها ولا يكلفها ما لا تطيق فيرضى منها بالأساسيات والالتزام بتعاليم الإسلام الجامعة والعامة ولا يفتش عن عيوبها أو مشاكل شخصيتها ويطرد عن ذهنه الوساوس الخاصة بما ارتكبه هو أو هي من ذنوب سابقة فإن الله حيي ستير واسع المغفرة ولا يوجد في شريعة الله عز وجل أن الله يعاقب من فعل ذنبا وتاب عنه بابتلاءات في الدنيا بل الأصل أن يغفر الله الذنوب جميعا حال التوبة والاستغفار، فنسأل الله العفو والمغفرة ونسأله العافية من كل ابتلاء وشر، بارك الله للسائل في زوجته وبارك لها فيه وجمع بينهما في خير إن شاء الله.
واقرأ أيضًا:
زواج الثقافات مشكلة أم حل؟