بارك الله فيكم على هذا الجهد المبارك...
أنا شاب عمري عشرون سنة أدرس في أستراليا، والغربة حقيقة تقتلني أتيت هنا قبل ثلاث سنوات، وأريد أن أحكي قصتي، وأريد أن يساعدني أحد، فأنا في الحقيقة لست فرحا بالحياة في هذه اللحظة.
عندما أتيت هنا لدراسة الهندسة كان هدفي فقط الحصول على الشهادة، أي كنت جديا، فقد كنت محافظا على الصلاة وقراءة القرآن وحفظه أيضا، كانت حولي فتن كثيرة ولكنني كنت أتجاهلها؛ لأن نيتي كانت الدراسة فقط.
ولكن وبعد مرور سنتين قابلت فتاة أعجبت بها وهي أعجبت بي، فقط بدأنا المواعدة والخروج مع بعض حتى صارحتها بمشاعري فقالت لي إنها معجبة بي أيضا، وشيئا فشيئا بدأت علاقتنا تتطور، فقد بدأنا نتبادل القبل وما إلى ذلك، حتى جاء يوم وأتت إلى شقتي حتى وقت متأخر، فقالت لي: إن الوقت متأخر فسألتها أن تنام في شقتي وتذهب غدًا، فقد كنت أثق فيها؛ لأنها مسلمة عربية، وقلت لها أن تنام في غرفتي، وأنا أنام في غرفة الجلوس فرفضت وقالت لي أن أنام جنبها، وللأسف وقعت في الزنا وما زلت أتألم إلى الآن.
وما زادني دهشة أنها لم تكن أول مرة بالنسبة لها فقد كانت لها تجربة مع شخص آخر، وبعد ذلك زاد حبي لها كثيرا وشدتني لها كثيرا خصوصا أنني عاشرتها، ولكن شعور الندم كان يأكلني وللأسف بعد مرور الوقت ابتعدت من الله، وكان الزنا عندي مثل اللعبة والعياذ بالله حتى أتى رمضان وأيقظني من السبات فاستغفرت كثيرا وتبت وكنت أبكي كل يوم، ولكن ما زلت أشعر أن الله غاضب مني، وأنا أشعر بالخزي عند الصلاة.
مرت الأيام وقالت لي الفتاة إن المشاعر التي كانت لصديقها القديم قد عادت، وإنها تحبه الآن ولكنها ما زالت تحبني، في هذه اللحظة جن جنوني فقد كنت أنوي الزواج بالفتاة، وكنت أريد أن أستر عليها وأحسن أخلاقها، والآن هي تركتني وذهبت معه وأنا أعيش في جحيم.
الفتاة التي كنت أريد أن أتزوجها ذهبت خاصة أنها الوحيدة التي عاشرتها وأغرمت بها، ولم أعد قادرا على فعل شيء، لا آكل، ولا أدرس، ولا أمارس الرياضة مثل ذي قبل.
إنني محبط جدا، الآن كل ما أفعله هو الصلاة والصبر، وأسأل الله أن يصبرني، ولكن الألم الذي في داخلي لم يذهب، لا أعرف ماذا أفعل، هل الفتاة مناسبة لي أم ماذا؟، هل لي أن أصارحها بمشاعري مرة أخرى خاصة أنها ما زالت تقول لي إنها تحبني؟ أم هو حب أعمى؟،
يوجد الكثير من التساؤلات ولم أجد لها حلولا،
أسأل الله أن يدخلنا في رحمته، وشكرا.
04/07/2025
رد المستشار
يا ولدي...
كثيرا ما أتعجب من قدرة الإنسان على خداع نفسه والكذب عليها، وما زال الناس يدهشونني بأفكارهم وابتكاراتهم في الضحك على أنفسهم.
أي حب هذا الذي تحبه لك أو لصديقها القديم؟ هي لا تحبك ولا تريدك، ولن تتزوجك لا أنت ولا هو.
يا ولدي أريدك أن ترى الصورة التي نقلتها لي عما حدث في بيتك، إنسانة أتت حتى بيتك وظلت معك حتى وقت متأخر، طبعا قصة أن الوقت متأخر وخايف عليها تعود وحدها إلى حيث تعيش أحد مواقف "الضحك على الذقون"، فالناس تتحرك في كل الأوقات في الطرقات، ولا شيء يعوقها، وما الذي يخيفك عليها في الطريق أكثر من شاب قد يعاشرها أو ربما يسرقها؟ وماذا فعلت أنت؟!
طلبت منها أن تبيت ولم تجرؤ أن تدعوها لفراشك، ولكنها هي من دعتك، وطبعا كان من الطبيعي أن تستكملوا الليلة بالزنا، فهل تصورت أن شابا وفتاة في فراش واحد ولن يلتحما؟ إلا إذا كانا من المرضى.
يا ولدي... هي فتاة أوروبية وإن كانت من أصول عربية، هي تحيا كما يحيون بلا أي وازع ولا أي رادع من دين أو أخلاق، وأنت كما يبدو ما زال لديك رصيد من دين ومن أخلاق، فما زلت تتحسر على ذنبك وخطيئتك، ما زلت تصلي وتطلب من الله العون والصبر.
يا ولدي... أنت جد صغير، ولقد لعبت على كل أوتار مشاعرك، وخانت براءتك وعذريتك، هي التي انتهكت عذريتك الجسدية والفكرية؛ ولذلك كان لها كل هذا الأثر على نفسك، فهي أول تجربة، وأول مشاعر، وأول رغبة، وأول لهفة، وأول علاقة حميمة حقيقية في أحضان أنثى، ولذلك تركت كل هذا الآلام عند ذهابها.
يا ولدي... استغفر لذنبك واحمد الله أن أنقذك منها، والتفت إلى دروسك، واحصل على شهادتك، ثم تزوج من فتاة عفيفة طاهرة، تعفك وتعينك، وتشاركك حياتك، وتكون أما لأولادك فتحسن تربيتهم، وتنشئهم على تعاليم الدين ومبادئ الشرف والعفة.
فتاة تكون أنت أول من يمسها، وليست متاعا مشاعا لكل من تهواه ولو لأيام قليلة.
واقرأ أيضًا:
العرب في الغرب: أحبها فهل أتزوجها؟!
الأعزب في الغربة: الحرام متاح!
شبابنا في الغرب والعزوف عن الزواج!