أحس بإحباط شديد لبعدي وزوجي عن الدين، أحس وكأن شيئاً يقف بيني وبين الاستمرار في الصلاة.... الوحدة قاتلة هنا في الغربة، وأفكر أحياناً في أن أترك هذه الحياة، ولكن إلى أين؟!
المترددون على المسجد هنا لا يغفرون لي عدم ارتدائي للحجاب، ولا يغفرون لي غياب زوجي.
والسلام عليكم
11/8/2025
رد المستشار
الأخت الكريمة، نحن نستقبل الأسئلة بالعربية والإنجليزية والفرنسية، وبعض الإخوة والإخوة يصرون على الكتابة باللهجة العربية الدارجة ببلادهم، ولكن بأحرف لاتينية!! ويضيفون غموضاً إلى غموض حين يختصرون مشكلتهم لتصبح مثل الأحاجي والألغاز، وتصبح مهمتنا أولاً أن نفك شفرة السؤال ونفهمه.
أرجو أن تستخدمي الفرنسية في المرة القادمة - إن لم يكن لديك إمكانية الكتابة بالعربية - وأرجو من جميع الإخوة والإخوة الكف عن كتابة العربية بأحرف لاتينية.
كما فهمت من سؤالك المختصر: أنك تعيشين في ألمانيا وحدك، وزوجك لا يعيش معك... فأين هو؟! وأنك لا ترتدين الحجاب، وفي الوقت ذاته تشعرين بالبعد عن الدين... فكيف يمكن استيعاب هذا التناقض؟! إما أنك تريدين الدين، وبالتالي تستسلمين لأوامره، وتكفّي عن نواهيه، وإما أنك لا تهتمين به فلا يلفت نظرك أو يهز ضميرك رفض الآخرين لمظاهر عدم اكتراثك بالدين.
ويرتبط بهذا اندماجك في الدوائر الاجتماعية التي حولك، فهذا الاندماج يحتاج إلى مراعاة قوانين وتقاليد هذه الدوائر مهما كانت، والإنسان الذي يريد الحرية الكاملة دون تدخل من أحد عليه أن يعيش في فضاء من البشر؛ لأن أية علاقة متبادلة تقتضي بذل جهد في التفاهم والتقابل، وعليه فأنت تصنعين وحدتك إذا كنت تريدين أن يقيم الناس معك علاقة بشروطك أنت.
مرة أخرى هناك مساحات كثيرة غامضة في القصة فهل تزيدننا وضوحاً؟
واقرئي أيضًا:
معها بغربتها... أفكار لعبور ليل الأحزان
فضفضة مغتربة: صناعة الحياة وهموم الغربة
تحديات المهجر: اغترب تتجدد، وتتعلم، وتنضج.