ظنون المراهقة ، خيانة أم !!! علامات النضج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
جزاكم الله خيرا على المجهود العظيم الذي تبذلونه. فأنا بدأت متابعتكم منذ فترة قصيرة، وكنت أقرأ ردودكم على مشاكل الإخوة والإخوة، وكنت معجبا جدا بردّكم على هذه المشاكل، ولكنني بعد أن قرأت مشكلة الأخت التي بعنوان:
ظنون المراهقة ، خيانة أم!!! علامات النضج صُدمت بردكم. نعم للأسف صُدمت بهذا الرد!! فكيف تعتبرون إنسانة في العشرين من العمر في فترة المراهقة مع أن كل كلامها موزون ومعقول؟!!
ما أقصده أني من حوالي سنة اكتشفت حاجة قتلتني؛ لقد اكتشفت أن والدي –الذي هو كثير السفر- متزوج امرأة أخرى، وهي أجنبية، وغير مسلمة. وكنت في ذلك الوقت أبحث عن شخص أتكلم معه؛ فلم أجد هذا الشخص حتى وجدتني أخبر إخوتي الصبيان فقط، ولقد اتفقنا معا على أن نواجهه.... فكان من الصعب –بل من المستحيل- أن نترك الأمر هكذا، ووجدت نفسي أيضا أخبر بنات عمي اللاتي أثق بهن.... فكان الأمر بالنسبة لي فاجعة، وأنتم بكل بساطة تقولون لهذه الأخت: "اتركي الأمر، وانسيه"؟!!.... فأنا أدرك تماما مدى حزن هذه الفتاة... أيضا لو سألتموني: كيف عرفت أن والدي متزوج؟ أقول لكم: في مرة جاءه فاكس، وأنا تعودت أن أرى الفاكسات التي تصله، وخاصة أن معظم الفاكسات الواردة هي فاكسات شغل، ووجدتني أقرأ في هذا الفاكس كلمات غريبة خليعة، لم أكن أتخيل في يوم من الأيام أنها تمسّ والدي، وخاصة أنه قدوة لنا ولغيرنا من كل المحيطين بنا!!
أنا كنت ساعتها أمشي أكلم نفسي من الذي عرفته؛ فما بالكم بهذه الفتاة؟! وبعد أن واجهناه وعدنا أنه سينهي هذا الموضوع، ولكنه عتب علينا أننا قرأنا أوراقه الشخصية، وأنتم هنا تسمونها "تجسسا"، وتعتبون على هذه الفتاة أنها تتجسس على أمها، وهي في موقف أسوأ منّى بكثير؛ حيث إنها خيانة، ومن جانب الأم وليس الأب!!.... طبعا هناك فرق كبير جدا إذا كان من طرف الأم، وليس الأب؛ حيث إن الرجل ممكن أن يطلب من زوجته أن تسامحه وتوافق الزوجة نظرا لظروف الأولاد.
أما الرجل فلا يمكن أن يسامح زوجته ولو بعد 100 سنة. فكون أننا نتجسس فهذا نابع من ويل المصيبة!! فلو حدث واكتشف والد الفتاة الأمر لانتهى كل شيء. فكيف تريدون منها أن تترك هذا الأمر وتنساه؟!! مع العلم أن أبي الآن في الولايات المتحدة وكان من المقرر أن يأتي منذ فترة طويلة، وبالرغم من الذي يحدث هناك بعد حادث 11 سبتمبر والمشاكل التي تحدث للعرب هناك فإنه لم يرجع بعد... هذا السبب، وسبب آخر –لا أريد ذكره- يجعلني مقتنعا تماما أنه لا يزال متزوجا.
أعتذر عن الإطالة،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
14/8/2025
رد المستشار
الأخ الكريم، أهلاً بك صديقًا جديدًا للصفحة، ولعلك لاحظت في إجابتنا السابقة أننا نشجع المشاركات المستندة إلى خبرات واقعية؛ لأنها تثري معرفتنا وتجارب وخبرات زوار الموقع.
ولو أنك أعدت قراءة إجابتنا التي تشير إليها "على مهل"، وكذلك مشاركتك التي أرسلت بها لوجدت أن خبرتك تتطابق في نتائجها النهائية مع ما ذهبنا إليه، رغم أنك ترى عدم واقعية أو فعالية إجابتنا!!
فنحن –أولاً- لم نتجاهل مشاعر الفتاة صاحبة السؤال الأصلي، ولم نتصور أن نسيانها لمثل هذه الأفكار هو شيء هين سواء صحت أو كانت مجرد ظنون، ولم نطلب منها بالتالي أن تنساها أو تعتبرها كأن لم تكن، ولكننا تحاورنا معها عن الأسلوب الأمثل في التصرف حيالها.
وثانيًا: فإن ما تصفه أنت بويل المصيبة لا يبرر التجسس بحال، والحياة الخاصة لكل إنسان هي مساحة مقدسة لا ينبغي أن يعلمها إلا الله سبحانه، وهو يحاسب عليها إن خيرًا فخير، أو غير ذلك فإن شاء غفر لمن تاب وأصلح، وإن شاء عاقب القاسية قلوبهم.
أما التجسس وتتبع العورات فلا يرضاه الله بين الناس؛ فما بالك فيما يخص العلاقة بين الأبناء والآباء. مع ملاحظة أن والدك وضعه مختلف، فهو متزوج، ولذلك تجرأت زوجته بإرسال الكلمات "الخليعة" على الفاكس والكمبيوتر، ولقد أصبحت هذه الكلمات كذلك؛ لأنك قرأتها، وهتكت خصوصيتها، وإلا فمثل هذه الكلمات متداول بين الزوج وزوجته، وبخاصة إذا كانت أجنبية؛ فهذا جزء من ثقافتها لا ترى غضاضة في التعبير عنه دون زواج؛ فما بالك وهي متزوجة؟!!
وثالثًا: فإن اتهامات الفتاة لأمها ينقصها اليقين الأكيد، والدليل الدامغ، ولا يتسنى الحصول عليه إلا بالتجسس المرفوض؛ فهل نتغاضى عن حرمة التلصص لنصل إلى دليل؟! وماذا سنفعل به بعد أن نصل إليه؟! هل ستواجه به أمها، أم ستُعلم به والدها؟!! وما هي عواقب الاستمرار في هذا السبيل الشائك؟!!
إن خبرتك -وهذا هو حجر الزجداة– تقول: "إن من يريد شيئًا يفعله، وبخاصة إذا كان بالغًا عاقلاً راشدًا، أبًا أو أمًا، وليس من مهمة الابن أو الابنة فحص أو متابعة أخلاق والديه، أو إرشادهم إلى الصواب، أو تقويم أخطائهم".
صحيح أن مقام القدوة يُصاب في مقتل إذا تأكدت ظنون السوء، ولكن الحكمة في المعالجة تلتمس عدم إصلاح الخطأ بخطأ، اللهم إلا إذا كان الهدف هو محض تفريغ شحنة الغضب التي تنطلق في صدر من يُبتلى بشيء من هذا في والديْه؛ فهل هذا التفريغ شيء صحي ندعو إليه أو نتبناه بغض النظر عن عواقبه، وقد دلّت خبرتك أنه لا طائل يُذكر من ورائه؟!!