السلام عليكم
لو كنتُ محبوبًا من عائلتي في صغري، لما حدث لي هذا؟ لقد تربيت على يد والدين صالحين، عمومًا، ولكن كانت هناك بعض العيوب، خاصةً مع غياب لغة الحب الواضحة في المنزل. عندما كنتُ أحصل على درجة جيدة أو أفعل شيئًا جيدًا، كانوا ينعتونني بالذكي. عدا ذلك، كان الأمر طبيعيًا. أعني، الإنسان موجود في المنزل، يُقدّم له الطعام، ويأكل، ويشرب، ويرتدي ملابسه، وهم يعتبرون ذلك حبًا. وهكذا، أصبحتُ شابًا يسعى دائمًا إلى أن يكون محبوبًا وأن يُقال له كلام جميل من الخارج، ليعزز ثقته بنفسه، وأن يكون محبوبًا لذاته، لا لفعله.
في أول علاقة لي كنتُ طفلًا صغيرًا لا أفهم شيئًا، وكنتُ شخصًا سيئًا. تحدثتُ معها لاحقًا واعتذرتُ لها عن تهوري، وآمل أن تسامحني. بعد ذلك، بقيتُ على علاقة عاطفية مع فتاة جميلة لمدة عام، وعندما اعترفتُ لها، أخبرتني أنها... لم تكن تنظر إليّ إلا كأخ. بعد ذلك، دخلتُ في علاقة، لكن اتضح أنها لم تكن مناسبة، وعندما اكتشفنا ذلك افترقنا دون مشاكل.
كان هذا قبل حوالي 3 سنين، والآن ساءت حالتي. مررتُ بثلاث محاولات للخطبة، ورُفضتُ فيها جميعًا. التقيتُ بإنسانة، أقل ما يُقال عنها أنها من أفضل الفتيات اللواتي قابلتهن في حياتي. قالت لي: "لديك كل ما أريده، لكن ليس أنت. لا أعرف السبب. أنا آسفة." وجدتُ شخصًا على تويتر أرسل رسالةً إلى صديقةٍ له يُخبرها أنه يريد رقم والدها ليتقدم لخطبتها. جربتُ هذا فحظرتني في كل مكان. جربتُ الصالونات ومع ذلك رفضت. إذًا، ما المشكلة؟ هل أنا سيئٌ حقًا؟ ألا أستحق أن أحب لنفسي وقد كانت عائلتي على حق؟
حتى الآن، أخشى أن تقبل بي فتاةٌ لمجرد أنني فرصةٌ جيدة، فالحمد لله لديّ وظيفةٌ وراتبٌ جيدٌ جدًا، وصلت ثقتي بنفسي إلى أدنى مستوياتها وسدت الدنيا في وجهي فأخذتُ إجازةً لمدة أسبوعٍ من عملي لأُفكر في الأمر. ثم حبستُ نفسي في غرفتي وجلستُ أبكي لمدة أسبوع، أفكر أنني لستُ كافياً ولن أكون كافياً لأحدٍ أبدًا.
أتخيل نفسي بعد عشر سنواتٍ مع من سأتزوجها. وهي فجأة تخبرني أنها التقت بشخصٍ ما في العمل أو في مكانٍ ما، وأنها أحبته وانجذبت إليه، وتريد أن تتركني وتذهب إليه....
وكأن لا ذرة ثقة في نفسي أمتلكها.
18/8/2025
رد المستشار
أهلا بك "مهندس أحمد"
شكواك ليست غريبة وتبدو متكررة وتحدث خاصة في هذه السن ونحن مقبلون على مرحلة جديدة في حياتنا تسمى مرحلة الألفة وفيها يتم التوجه نحو علاقة عاطفية تنتهي ببناء أسرة، وربما فاتك شيء مهم وهو أن الارتباط قرار قد يتخذ وبنفذ بسهولة ويسر وقد يطول ويأخذ محاولات كثيرة مع بعض الأشخاص لأسباب عديدة لا أهمية للخوص فيها ولست بحاجة للتفكير فيها لأن هناك ما هو أهم من هذا التحليل الزائد.
إحساسك بالقدرة على الارتباط من بعض التجارب المحدودة، نعم 3 أو 4 محاولات تعد متوسط محدودة فربما يصل البعض لعشرة وعشرين دون أن يشعر بهذه الصعوبة التي تشعر بها، والارتباط له أسباب يكاد يكون أغلبها في البحث والسؤال وانتظار القدر والصدفة عبر فترة زمنية وليس في لحظة، بينما تحليل بعض التجارب لن يجعلك تتحرك وتطلب من المقربين والأصدقاء ترشيح أحد،
وإذا كنت تريد الارتباط من شخص تعرفه فلابد أن تنتظر الظروف التي تجعلك تراه في وقت ما، فهل التحليل الزائد الذ انخرط فيه سيساع\ك على الانتظار؟ سيجعلك ترى التجارب السابقة المحدودة مقبولة أو عادية؟ أم سيصل بك لأفكار سيئة عن نفسك؟ وعن ثقتك بنفسك؟ وفي الأخير اتخذت قرارا بإجازة أسبوع فقط لتفكر؟ فهل وصلت لشيء؟ هل تحتاج وقت أكثر؟! لقد أصبحت متاحا أكثر لعملية التحليل الذهني لما فات ومخاوفك زادت لما هو قادم، فكيف تشعر بالثقة؟
لذلك أكمل حياتك وعملك، وخد بالأسباب في التعرف أو الوصول لترشيحات مناسبة لك من المقربين ومن يعرفوك ومن تلك الأسباب الانتظار وتحمل الوقت، وعدم التحليل فيما فات كثيرا، وإذا أردت أن تعاود التفكير فيمكنك بعد الوصول لعشرين محاولة ارتباط جادة. فما رأيك؟
واقرأ أيضا:
اختيار شريك الحياة: كيف أجد المناسب؟
غياب الخبرة.. والبحث عن حورية البحر المفقودة
عند الاختيار.. فتش عن التكافؤ وتجاهل الانبهار
أبحث عن شريك يشبهني.. نحن لا نتزوج أنفسنا