مساء الخير
سأحاول تنظيم كلماتي قدر الإمكان، لذا آمل أن تتحملوني حتى النهاية. أنهيت المدرسة الثانوية عام ٢٠٢٢، وللأسف لم تكن نتيجة الثانوية العامة جيدة أو كما توقعت على الإطلاق، ودخلت كلية لم تكن هدفي أو في بالي. لم أكن أعرف عنها شيئًا حرفيًا... قضيت السنتين الأولى والثانية أحاول فهم ما أفعله والنجاح في المواد فقط، وبالفعل نجحت ودخلت السنة الثالثة. بدأت أدرك أن أمامي عامان قبل التخرج، وما زلت لا أعرف شيئًا.
لم أحاول لأنني كنت خائفًة، وكنت إن حاولت بالفعل، غالبا أجلس وأنظر إلى شيء ما وأشعر بصعوبته لدرجة أنني أريد البكاء قبل أن أحاول. ازداد الخوف بشكل هستيري، وازداد أكثر بعد أن بدأت أشعر بالضغط وأن هناك عامين فقط متبقيان عليّ ويجب أن أبدأ. حاولت أن أضع مشاعري جانبًا وأبحث عن مسار أو أي شيء حتى وجدت أن الكلية ليست صعبة للغاية، إنها تحتاج فقط إلى الصبر والوقت، والخوف بداخلي جعلني أشعر أنني لن أنجح.
انتهى عامي الثالث وأنا أدخل حاليًا عامي الرابع وما زلت مشتتةً ولم أفعل شيئًا وأشعر بالسوء لأن عائلتي تراني بطريقة جيدة لا أرى نفسي فيها وأنا مندهش من أن الكثير من الناس في الجامعة يرونني ذكيةً وناجحةً لمجرد أنني أساعدهم وأظهر وأتحدث كثيرًا، لذلك لا يأخذون هذه الفكرة مني، لكن الحقيقة هي أنني لا شيء على الإطلاق.
أحيانًا أقول إن الحل سيكون في وجود مشرف مثلا، لتوجيهي، لكنني ما زلت أقول إن المشكلة فيّ وأنا من لا تلتزم لأنني يتغلب عليّ الخوف والشعور بالتأخر أو الفشل أو أنني أدرس وحدي، لذلك لا أعرف ما إذا كنت أفعل الصواب أم الخطأ، لذلك أتوقف ولا أعرف كيف يُفترض بي أن أتصرف. بعد كل هذا، أخشى البقاء حيث أنا، وأندم أمام عينيّ على أنني لم أعرف كيف أتجاوز ذاتي وأفعل شيئًا لنفسي ولمستقبلي.
أحيانًا، بعد كل هذا، أرى أنني سأنجح رغم عدم وجود أي مؤشرات على ذلك.
أريد أن أعرف: ماذا أحتاج لأستمر بهدوء ودون تشتت وقلق؟
31/08/2025
رد المستشار
صديقتي
تتحدثين عن الفشل والضياع والحيرة والتشتت ومع ذلك تنجحين وتتقدمين في كليتك.
الصواب والخطأ تحددهما مرجعية ما.... في الأديان والفلسفات، الصواب والخطأ تحددهما المبادئ والمنطق والمنفعة العامة والخاصة.... في الدراسة، الصواب والخطأ تحددهما مرجعية علمية توجد في الكتب والدراسات والبحوث وفي معلومات الأساتذة والمعلمين... يمكنك القراءة وسؤال الأساتذة لكي تساعدي نفسك في تحديد ما تحتاجين وتحديد أهدافك العلمية.
من ناحية أخرى، يجب أن تسألي نفسك: ما هي الكلية التي كنت أريدها بدلا من هذه؟ لماذا؟
ما هو المجال الذي تحبينه؟ لماذا؟
ما وجه الشبه بين هذا وبين كليتك الحالية؟
كيف يمكنك تطبيق ما تدرسينه الآن ولكن في المجال الذي كنت تريدينه قبل الثانوية العامة؟
كيف يمكنك تطبيق ما تدرسينه الآن في مجال مربح ومفيد لك وللآخرين؟
كيف يمكنك دراسة هذا المجال الآخر بعد التخرج؟
كيف يمكنك العمل في شيء شبيه به؟
من المستحيل أن نصيب ولا نخطئ في كل شيء وفي كل وقت.... معرفة الصواب تقتضي معرقة الخطأ.... خوفك من الخطأ شيء جيد ولكن بحدود ولا ينبغي أن يشل حركتك.... تجربتك وتجربة الآخرين سوف تقودك إلى الصواب ولكن أحيانا يتحتم علينا أن نقدم على خطوة بمعلومات كافية ولكن غير كاملة وأن نتحرى الصدق والدقة ثم ننتظر النتيجة لمعرفة ما إذا كنا على صواب أم لا.
لا تخافي من الفشل
تقبلي أن الفشل هو معلومة تخبرك بأنك ما زلت لم تصلي إلى هدفك بعد.... ليس هذا بالشيء المخيف.... عليك تصحيح الخطأ والمسار ثم المحاولة مرة أخرى ومرات إلى أن تصلي إلى هدفك.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
واقرئي أيضًا:
كيف نواجه الإحباط؟
في الدراسة.. نحن من نقرر الفشل
فشل دراسي وتوتُّر اجتماعي! لا مرض نفساني
الضائع وسط الصور: من أنا، وماذا أريد؟!
الفشل فقط حين نقرر الفشل!
الفشل فقط حين تكف عن المحاولة!