السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
مشكلتي تكمن في أني أحب فتاة أكبر مني بسنوات...
والقصة ببساطة أنّ هذه الفتاة مستواها التعليمي أعلى أيضا... وكذلك المادي أعلى قليلا... وحيث إنني للأسف شاب في مقتبل العمر، ومتكفل بمسؤولية، فوظيفتي لا تنتج لي شيئا... والحقّ أني مغرمٌ بها جدا... ولستُ أدري ما الذي يمكنني فعله لحلّ هذا الموضوع... ولا يمكنني الانتظار أكثر حتى لا تفوتني الفتاة...
هي إلى ذلك مصابة بمرضٍ بسيط لم نعرفه، لكنّه يعوقها عن المجهود مما يعني أنها ربما لن تستطيع الاستمرار معي، خصوصا أني صاحب كثير من المتاعب بحكم الظروف التي أتيت فيها وتربيت فيها... فأنا بحاجة لامرأة قوية... ولم أكن لأجرؤ في مشاورتها بهذا الأمر بشكل علني مع إحساسي العالي بأنها مغرمةٌ بي كما أني مغرمٌ بها...
يسرّني أخيرا أن أقول إن حبي لها كان حكما عقليا خالصا لم تتدخل فيه العاطفة ولا الجمال الشخصي، وإنما إعجاب بشخصية مميزة وعاقلة، ومثقفة وموزونة ورائعة...
أتمنى المشورة... كما أتمنى التمويه لحساسية القضية بالنسبة لي.
شكرا...
9/9/2025
رد المستشار
حذار يا صديقي... فأنت في طريقك للخلط بين أمرين، الخلط بينهما سيجعلك تدفع ثمنا باهظا!
ألا وهما الإعجاب والحب، فرغم أن الفارق بينهما يحتاج لمجهر إلكتروني لنميّزهما لكن الفارق بينهما كبير في المشاعر والمسؤوليات.
وها أنت تقول: "يسرّني أخيرا أن أقول إن حبي لها كان حكما عقليا خالصا لم تتدخل فيه العاطفة ولا الجمال الشخصي، وإنما إعجاب بشخصية مميزة وعاقلة ومثقفة وموزونة ورائعة".
فالإعجاب مشاعر عزيزة نمنحها لبشر نراهم "رمزًا"؛ لأنهم يحملون من حلو الخصال ما نهواه، ونرجو أن نحظى به نحن أيضا، وبرغم ما يحملونه من عيوب -لأنهم بشر-فإننا لا نراها ولا نحمّل أنفسنا عناء البحث عنها؛ ولا نتكلف لها أي مسؤولية، فيكفينا وجودهم في حياتنا لنصير سعداء؛ ولأن وجودهم في حياتنا -كرمز- يجعل لها معنى ونظل في كد لذيذ!
أما الحب فهو مشاعر عميقة تتطلب منذ ولادتها تحمل المسؤولية تجاه العلاقة مع الحبيب ومسؤولية تجاه الحبيب ذاته؛ ورغم أن مشاعر الحب قادرة أن تجعلنا نحلق في السماء حتى نكاد نطيح بالسحاب طولا فإنها تردنا إلى الأرض فنرى للحبيب عيوبا نتفاوض فيها مع أنفسنا لنحيا معه عن "رضا" وبها نشتري "قلبه" وما أدراك ثمن شراء القلوب!! إنه الجهد الذي يكاد يتواصل بلا توقف، والعطاء الذي لا تنتظر أمامه مقابل والصبر الجميل والرضا والتقبل والكثير الكثير الذي إذا تحدثت عنه لما كفتني صفحات الموقع!
وحين يحب الرجل امرأة تكبره ويرى فيها العقل والثقافة والاتزان كما تقول فلا بد - وضع تحت لا بد ألف خط- أن يكون لديه ما يعلوها به ليسد هذه الفجوة لتستقيم العلاقة ويحمي الحب من الذبول أو الاندثار.
وحين أحب نبينا الكريم صلوات الله عليه وسلامه أمنا خديجة وتزوجها وكانت تفوقه مالا وخبرة إلا أنه صلوات الله عليه وسلامه كان يعلوها منزلة وثقافة، ويشهد له العدو قبل الصديق بأمانته، وكان محل حب وتقدير واحترام الجميع فكان مهابا ناجحا مبدعا حين تولى تجارتها و... إلخ؛ فمشوارك نحو النضوج واكتمال شخصك، كما تحب أن تراها سيبدأ بإعجابك بها لتكون مثلها لا لتكون زوجها.
واقرأ أيضًا:
إعجاب وليس حبا من طرف واحد
الفرق بين العشق والحب والإعجاب
حب أم إعجاب؟ وماذا أفعل؟؟؟
كيف أعبر عن الإعجاب؟