مساء الخير عليكم
أنا آنسة ٢٦ عامًا، من المفترض أن أكون شخصًا جيدًا ومحترمًا. أرتدي ملابس أنيقة، وأعامل الجميع باحترام، ولا أتجاوز حدودي مع أي شخص. لكن لسبب ما، يريد الرجال الذين أقابلهم في حياتي دائمًا شيئًا مختلفًا مني. لا يريدون التحدث معي أو التعرف عليّ، حتى لو كانت هذه نيتهم في البداية. تتغير الأمور، ويبدؤون في تجاوز حدودهم معي عند التحدث.
لن أنكر أنني شاركت في أشياء كهذه معهم، لكنني أفعل ذلك لأنني أريدهم حقًا أن يحبوني. ربما يفعلون ذلك لأنه من الطبيعي أن ينجذب المرء إلى من يحب، أليس كذلك؟ أعلم أن هذا خطأ، وأن الاحترام هو أهم شيء، وأن من يحب شخصًا ما بصدق، لن يفكر أبدًا في تجاوز حدوده معها عند التحدث.
لكن لماذا يحدث هذا معي؟ لماذا يتجاوزون حدودهم معي؟ أسمح لهم بفعل ذلك لأننا وصلنا إلى مرحلة أصبحنا فيها قريبين جدًا من بعضنا البعض. ثم انهار الأمر تمامًا، وشعرتُ بالذنب يخنقني من الداخل، لا أطيق هذا الشعور، لا أطيق الألم الذي أشعر به عندما يتركونني ويرحلون، بعد هذه الأشياء، مع أنني كنتُ أحبهم بصدق، لا أعرف.
هل دمّرتُ نفسي للأبد وأصبحتُ مستهلكة؟ لا تصل المواضيع أبدًا إلى أي شيء مادي حقيقي، كل شيء مجرد حديث مع أشخاص لا علاقة لهم ببعضهم البعض، فلا "سمعة" لهم، وأن الناس يعرفون أنني فتاة "سيئة"، لكن لديّ دائمًا شعور بأن الأمر قد انتهى... أنا لستُ جيدة... لقد دمرتُ حياتي... سمحتُ للناس بتجاوز الحدود معي...
الله غاضب مني، ولهذا السبب تحدث لي هذه الدوامة دائمًا... لا أستحق شخصًا جيدًا لأنني لستُ شخصًا جيدًا، والناس الطيبون للناس الطيبين.
أتمنى أن تردّ دون كلام جارح، فأنا أعلم أن الأفعال نفسها خاطئة.
26/10/2025
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
الأخطاء والتجارب لا تٌعرف شخصية الإنسان. السلوك الذي تندمين عليه هو جزء من تاريخك وتجربتك، لكنه لا يقلل من قيمتك واحترام الآخرين لك.
ما يحدث معك قد يكون سببه جذب النوع الخاطئ من الناس حيث إن بعض الرجال يبحثون عن علاقات سطحية أو استغلالية مع استجابة سريعة لأي تقرب عاطفي. الرغبة في إرضاء الآخر يتم تفسيرها خطأً على أنها دعوة للتجاوز.
تذكري أيضاً أن الشعور بالوحدة أو الرغبة في قبول وحب سريع يدفعان إلى اتخاذ خطوات قد تُؤذي لاحقًا. عموماً ثقافتنا أو محيطنا يُقلّص المسؤولية عن سلوك الرجال ويُلقي العبء على النساء.
تواصل ذلك بعد الندم مصدره الخوف من الوحدة، والرغبة في إبقاء علاقة قريبة. هذه دوافع بشرية طبيعية وليست عيبًا أخلاقيًا لكنها تحتاج وعيًا لتغيير مسارها.
توقفي عن إلقاء الحكم القاسي على نفسك، وكوني لطيفة مع ذاتك. كذلك ضعي الحدود الواضحة لنفسك ولابد من الامتناع عن أي محادثات مسائية خاصة، ولا مشاركة صور حميمة، لا لقاءات في أماكن معزولة مبكرًا. تعلمي النطق بكلمة كلا والتعبير عن عدم ارتياحك لأي سلوك أو كلام.
تحدثي مع صديقة موثوقة أو معالج نفساني. العلاج القصير الموجه يساعد على تغيير الأنماط وتقوية الحدود. تصرفات الماضي قابلة للتفسير والتغيير، وليس لها حكم نهائي على مستقبلك.
إذا كنتِ تشعرين بالذنب دينيًا، فالسعي للتوبة الصادقة والعمل على تغيير السلوك أفضل من الاستسلام للتأنيب. الرحمة مع النفس جزء من التوبة الحقيقية.
تذكري أن الرجال الذين يحترمون حدودك ويظهرون التزامًا ثابتًا عبر الوقت هم الأقدر على علاقة حب طويلة الأمد.
وفقك الله.