مساء الخير
أنا آنسة سني 26 سنة مشكلتي باختصار أني أكره نفسي! لديّ انخفاض في تقدير الذات وشعور بالدونية. لا أشعر أنني امرأة أو أنيقة، ولا أملك أي صفات أنثوية. لديّ أطقم أسنان، وتبدو أسناني غريبة. أكره الابتسام والتحدث. عندما أتحدث مع شخص ما عن قرب، لا أحب الابتسام حتى لا تظهر أسناني. لديّ بروز طفيف في الأسنان، وهو ملحوظ جداً في الصور وعندما أتحدث.
أكره الخروج لأنني لا أريد أن أصور نفسي وأرى كم أنا قبيحة، وأنني غير جميلة أو جذابة. لم أعد أحب لقاء الناس أو الذهاب إلى التجمعات الاجتماعية لأنني أشعر أنني قبيحة. عندما أرى نفسي في صورة، أقارن نفسي ببنات أخريات يبدين جميلات وجذابات في الصور، سواء كان ذلك بسبب وضعية جسمهن أو مظهرهن. هل أنا ببساطة غير جذابة في الصور، وهل عليّ أن أتقبل هذا؟
أريد أن أشعر أنني أنيقة. أريد أن أشعر بأنوثتي وأن أشعر بجمالي. أريد أن أهتم بمظهري وجسمي وأسلوبي. لديّ إعجاب برجل زميل في العمل، وأحياناً أشعر أنه يحبني أيضاً، وأنتظر أن يخبرني بذلك. لكنني أقول لنفسي أنني لا أستحق ذلك، أو أنني لا أستحق علاقة أو زواج أو أن أعيش حياتي كأي فتاة أخرى. إنه يستحق أفضل مني.
لم أعد أرى نفسي في زواج أو بيت أو أسرة. لا أستطيع أن أتخيل نفسي بفستان زفاف؛ أشعر أنه ليس لي. لماذا لا أحب الرجال؟ في العلاقة الوحيدة التي كنت فيها، تركني من أجل فتاة أخرى، وهما ما زالا مع بعض منذ انفصالنا. جربت مواقع المواعدة؛ التقيت بثلاثة أشخاص. رفضني الأول في اليوم التالي لأنني كنت أتحدث عن حقوق المرأة وإرجاء الإنجاب بعد الزواج. بدا الثاني جيداً، وتبادلنا طلبات صداقة على فيسبوك وتحدثنا لبضعة أيام لنحدد موعداً آخر، ثم اختفى ولم يعد يرد أبداً، حتى دون تفسير.
لا توجد حظوظ، ولم يقل أحد شيئاً. لماذا يحدث هذا لي؟ أليس من حقي أن أشعر بأنني امرأة جميلة، وأن أرى نفسي جذابة في نظر شريكي؟ لقد وصلت إلى أدنى مستويات الكراهية الذاتية والشعور بالانحطاط والضعف. أشعر أنني إنسانة عادية، لا شيء مميز فيَّ.
عليّ أن أخطو الخطوة التالية وأكمل دراستي العليا في الخارج، لكنني لا أفعل شيئًا. لا أدرس اللغة ولا أُحاول حتى. أذهب إلى العمل وأعود إلى المنزل كل يوم، ثم أنام، وهكذا. إنها روتين يومي ممل. لا أفعل شيئًا لتحسين مستقبلي أو حياتي المهنية. أشعر بالتعب الشديد. لا أريد أن أكون إنسانة عادية، بل أريد أن أكون مميزة في كل شيء.
في العام الماضي، سافرتُ إلى الخارج لحضور مؤتمر، وكانت من أروع لحظات حياتي.
أما هذا العام، فكان مليئًا بالملل، ولم أحقق فيه أي شيء، إنه كابوس حقيقي!
29/10/2025
رد المستشار
شكرا على مراسلتك الموقع.
إذا كانت أفكارك عن نفسك تقترب من الاكتئاب أو فقدان معنى الحياة من تعب شديد، انسحاب، فقدان الدافع، فعليك بمراجعة طبيب نفساني للحصول على تقييم ودعم فوري. هذا لا يقلل من شجاعتك، بل يساعدك على النهوض.
مهمتك الأولى إيقاع يومي منتظم. صباحًا: اغسلي وجهك، رطبي بشرتك، ولبس قطعة واحدة تجعلك تشعرين أفضل حتى تغيير بسيط يؤثر على المزاج. أما أمام المرآة، جربي ابتسامة صغيرة لمدة دقيقتين يوميًا. ركّزي على الشعور لا على المظهر الابتسامة تُحسّن كيمياء الدماغ وتزيد الثقة. التقطي صورة لنفسك يوميًا بزوايا مختلفة وحاولي قبول اختلافاتك. مع الوقت ستتعلمين أي زوايا تناسبك أكثر وتخففين المقارنة بالآخرين. استشيري طبيب أسنان حيث إن بروز خفيف قد يُحلّ بتقويم بسيط أو في حالات معينة بتجميل بسيط للأسنان.
لا بد إعادة بناء التقدير الذاتي عمليًا ونصيحة هذه الأيام اكتبي خمسة أشياء تم عملها هذا الأسبوع، حتى لو كانت بسيطة. إعادة التركيز على الإنجازات اليومية تقوّي الشعور بالقيمة.
خصّصي وقتًا أسبوعيًا لنشاط يُشعرك بالتميز وحضور المؤتمر العام الماضي دليل أنك تستمتعين بالاكتشاف؛ أعيدي خلق لحظات مماثلة بانتظام.
توقفي عن المقارنة التدميرية: جماليات الصور لا تعكس القيمة الحقيقية للشخص. ما يجذب الشريك غالبًا هو الثقة، الطيبة، ووضوح القيم. كوني واضحة مع نفسك حول ما تريدين من علاقة. الرجل الذي يقدّر قيمك سيقدّر ما أنتِ عليه الآن، لا نسخة مثالية في صور.
اجعلي هدف الدراسة خطوة بخطوة: حددي موعدًا لمراجعة شروط القبول، سجلّي في دورة لغة لمدة أربعة أسابيع، والتزمي بها. تحدثي مع نفسك بلطف كما تتحدثين إلى صديقة تحبك.
وفقك الله
واقرئي أيضًا:
أكره شكلي!
أكره شكلي جدا