تشاؤم أم إشارات؟
السلام عليكم. لا أعرف من أين أبدأ أو كيف أعالج هذا الأمر. عقلي عالق. لديّ نوع غريب من التشاؤم أو الخوف يدفعني لفعل أشياء غريبة جدًا. ليس ضارًا جسديًا، بل نفسيًا وماليًا. لديّ فكرة غريبة ومزعجة. على سبيل المثال، كنت أشاهد محتوى غير لائق على الكمبيوتر، وانكشف كابل الإنترنت.
لا أعرف إن كان قد حدث بالفعل أم لا، لكن راودتني أفكار بأن شيئًا ما قد طار وهبط على الكابل، وأنني لا أستطيع استخدام الإنترنت في عملي. على الرغم من مقاومتي لهذه الفكرة، إلا أنها مستمرة، وأخشى أن يكون هذا تشاؤمًا، وأنا أعلم أن التشاؤم محرم. لكن حدثت بعض الأمور، مثل تعطل اتصال الإنترنت أو انقطاعه تمامًا. اضطررتُ إلى الاستعانة بشخص لإصلاحه، وأخبرني عقلي أن هذه علامة. حدث هذا بعد يومين مما حدث.
قبل ذلك ببضعة أسابيع، تعطل جهازي أيضًا بعد أن شاهدتُ محتوى غير لائق، ودُمّرت الشاشة تمامًا. سواء كان يعمل أم لا، أصبحتُ أخشى استخدام الإنترنت بسبب هذه الأفكار، ولا أعرف ماذا أفعل. هل أواجه وأقاوم، أم أجد حلًا آخر؟ لا أعرف. هل هذا تشاؤم أم خرافة أم ماذا؟ هل هذه رسائل وإشارات؟ أخشى استخدام الإنترنت أو الكمبيوتر لأنه سيؤثر على عملي أو مالي.
آمل أن تتفهموا مشكلتي وتجدوا لي حلًا. حدث أمر آخر مؤخرًا. كنتُ أضغط على شيء ما في حسابي على فيسبوك، ونقرتُ على مجموعة مسلسلات تُدعى "اقبض على اللص". فجأة، راودتني أفكار غريبة دفعتني لمغادرة المجموعة، مع أنها لم تكن بها أي مشكلة. لكن الآن، يحتوي الحساب على أشياء مهمة جدًا، وقد بذلتُ جهدًا كبيرًا فيه.
لكن خطر ببالي أمرٌ ما يدفعني لحذف الحساب. حتى أنني فكرتُ بنقل الأشياء إليه، لكنه أخبرني أنها ملوثة.
لا أعرف ما هي هذه الأفكار أو كيف أرويها.
19/11/2025
رد المستشار
أهلا وسهلا بحضرتك وشافاك الله وعافاك ونرجو أن نكون عونا لك وشكرًا لأنك كتبت بطلاقة ووضحت أمثلتك.
الاحتمال الأبرز أن لديك اضطراب الوسواس القهري OCD نمط أفكار قهرية Obsessions مع تجنّب سلوكي، (وساوس دينية/أخلاقية) مع مزيج من أفكار التلوث/النجاسة والتفكير السحري.
(لماذا هذا التشخيص) لأن لديك أفكار ملحة ومتكررة ومزعجة (مثال: فكرة أن النجاسة طارت على السلك بعد مشاهدة محتوى غير أخلاقي) وهذه أفكار تطفلية لا تريدها وتسبب قلقًا.
أنك تحاول مقاومة هذه الأفكار وتدرك أنها غير منطقية أحيانًا (برغم مقاومة هذه الفكرة إلا أنها ملحة) مع وجود وعي باللا عقلانية يدل على بصيرة (مما يبعدك عن الاضطرابات الذهانية).
ظهرت سلوكيات تجنّب وتأثير وظيفي: تخاف تستخدم الإنترنت أو الكمبيوتر ويؤثر ذلك على شغلك وأموالك وهذا يطابق معيار الضرر/التأثير الوظيفي في DSM.
وجود ارتباطات سابقة (حدثت أعطال بعد تعرضك لمحتوى) يسهّل تكوّن معنى سحري (؟؟ تفكير إشاري).
وجود أفكار متعلقة بالحذف/تطهير حساب فيسبوك ورغبة قوية في حذف أو نقل المحتوى وهي تشبه طقوس التطهير/التعويض.
الأعراض ليست نتيجة مادة أو مرض طبي فلا يوجد في رسالتك ما يشير إلي تعاطي دواء/مخدر أو مرض عصبي يسبب ذلك (لكن طبّيًا يجب التأكد).
إذًا المعطيات تدعم تشخيص OCD (بدرجة احتمال عالية).
ويجب التأكد من عدم وجود معتقدات شبهة تحول الوساوس إلى هذاءات من خلال طبيب نفساني وهذا أقل احتمال لأنك تحاول المقاومة ولديك وعي.
كما يجب التأكد من عدم وجود اضطراب القلق العام أو الاضطراب الاكتئابي مصاحبين.
وفي حالة إذا كانت هناك نوبات غريبة أو فقد ذاكرة أو تأثير عصبي، تحتاج الي فحص طبّي.
لو حاولنا مناقشة العوامل المحتملة المسببة والمُحافِزة (بيولوجية، نفسية، اجتماعية) سنجد
تشوهات معرفية: (تخيّل الفكرة كأنها فعل/إشارة)، عدم تحمل الشك، تضخيم المسؤولية الشخصية.
التعلم الشرطي: حدوث عطل حقيقي بعد مشاهدة محتوى قد ربطت ذهنياً الحدث بالفكرة (تفكير سحري قد يكون متعلم من البيئة أو الأسرة).
وجود تعزيز تجنبى وهو تعزيز سلبي للفكرة : كل مرة تتجنب الإنترنت يقل القلق مؤقتًا فيُقوّي السلوك ويستمر.
عوامل دينية/ثقافية: الحساسية الأخلاقية والدينية للمحتوى يشعرك بالتلوث أو الذنب بشدة.
ضغط وظيفي/استعمال مكثف للتقنية: يزيد من فرص تعارض العمل مع الخوف ويعزز القلق.
شخصية/سمات كمالية /perfectionism أو حساسية للخطأ تزيد احتمالية الوساوس.
استراتيجيات فورية عملية
1. تسمية هذا وسواس كلما جاءت الفكرة قُل لنفسك بصوت هادي: هذه فكرة وسواسية بدل الانخراط فيها. التسمية تقلل قوة الفكرة.
2. لا تطبّق الطقوس (لا تحذف/لا تنقل فورًا كتهدئة) فالتجاوز عن الطقس يزيد شفاء المدى الطويل. حذف الحساب قد يكون حلًا دائمًا لكن تأكد أنه فعل عقلاني وليس طقسًا لتخفيف القلق.
3. تأجيل/تأخير السلوك: عندما تأتي الفكرة، أخّر التصرف 30-60 دقيقة. غالبًا يقلّ شدة الوسواس مع الوقت. (مهم: هذا ليس تجنّب دائم بل مهارة مؤقتة لضيق).
4. تقنيات تنفّس وتهدئة: تنفّس بعمق 4-4-6 أثناء لحظات القلق، وممارسة grounding (مثلاً أسماء 5 أشياء تراها، 4 تسمعها، 3 تحسها).
5. حماية العمل: أنشئ روتين عمل واضح (مثلاً جلسة عمل قصيرة 25 دقيقة ثم استراحة) لتقليل الفراغ الذي يضخم الوساوس.
6. قلّل البحث عن الطمأنة: لا تسأل ناس كتير أو لا تقرأ تعليقات كثيرة عن المشكلة لأنها تقوّي القلق مؤقتًا.
7. الاستعانة بطبيب نفساني بهدف وضع خطة علاجية شاملة التقييم الشامل وتقدير شدة الحالة واستبعاد العوامل الطبية مع جلسات علاج نفساني عميق .
تابعنا
واقرئي أيضًا:
التفكير السحري: حسابات نجسة وأخرى مشؤومة!
ويتبع>>>>>>: خلطة وسواس قهري وتشاؤم وتفكير سحري م