الغيرة التي تدمر حياتي
سيدي الطبيب المحترم لا أعلم كيف أبدأ الحكاية ولكن السؤال هل الحب هو السبب أم الأنانية وعدم حب الآخرين هوالسبب في غيرتي المدمرة؟
أنا عمري 27 عاما ومتزوجة من 3 سنوات. زوجي إنسان رائع بكل معنى الكلمة عندما تقدم للزواج مني كان أهلي مترددين في القبول بسبب أنه كان في بلاد الغربة ل 10 سنوات مضت، ولا أحد يعلم عن أخلاقه شيء لكني أحببته وقررت أن أقبل... وتم الزواج وكانت الأمور سمن على عسل كما يقولون و بدأت أحسد نفسي على هذا الإنسان الذي لا تكفي الكلمات لتصفه.. وهو يحبني بشدة وأنا كذلك أكثر فأكثر..
وتبدأ الحكاية عندما تمر الأيام ولم يحصل ما يتمناه أي زوجين وهو الأطفال.. حيث أنني أعاني من مشكلة تؤثر على الإنجاب.. لكنها لا تمنع، وقبل الزواج استشرت الطبيب لكي لا أظلم أي شخص معي وأخبرني أن لا أقلق.. وقد بدأ لدي الشعور بالنقص وعدم الثقة يكبر في نفسي فأنا لا أستحق ما لدي..
وقد قمنا بفحوصات كثيرة بينت أنه سليم 100 بالمائة والسبب مني أنا، وكبر لدي الإحساس بالذنب، هذا الشخص الرائع سوف يظلم معي.. وطلبت منه أن يتزوج لكنه أخبرني أن الأمور بيد الله، وأنه ليس مستعجل.. مما زاد الطين بلة فأنا لا أستطيع أن أرد له الجميل لأنه أراد أن يتحمل وينتظر شيئا ربما لن يتحقق وقد كبر في نظري كثيرا..
وبدأت رحلة العلاج مع إحساس فظيع بالنقص.. أنا لا أملك الأمومة، وهو إن انتظر فكم من الوقت سنة اثنين.. 10 طيب وبعد ذلك.. سوف يتزوج وأبقى وحيدة..
لا أريد لا أريد... أخاف الوحدة أخافها جدا، طول عمري كنت أشعر بالوحدة، ولدي الآن شخص يملأ حياتي لا أريد خسرانه... لا أريد لا أريد... ومرت الأيام والأمور بيننا ممتازة وفعلا حسدت نفسي، فبعد سنتين تقريبا من الزواج الكامل كما يقولون اضطررت للسفر إلى بلدي لمرض والدي الحبيب ورحيله رحمه الله.. ووالله عند وفاته عزيت نفسي وقلت الحمد لله أن أبي اطمأن علي مع شخص أنا سعيدة معه..
وعندما رجعت كنت في قمة الشوق لزوجي وحبيبي وكذلك هو.. إلى أن جاء ذلك اليوم المشؤوم عندما طلب مني أن أبحث عن أوراق تهمه، وهناك شاهدت مجموعة صور له أيام الجامعة والشباب مع فتاة في السيارة، في البحر، في البيت، في السفر، وقد صدمت صدمة العمر، وبقيت أبكي لأسبوع قبل أن أخبره وطلبت منه أن يتخلص من الصور للأبد وهكذا فعل.
وظننت أن الأمور انتهت عند هذا الحد وبدأت بالنسيان، فنحن نعيش في بلد أوربي وهذه الأمور والصداقات تحدث، إلى أن جاءت رسالة على هاتفه المحمول في لحظة كنت أمسكه فيها وإذ هي رسالة من هذه الفتاة تسأله متى سنذهب إلى المطعم الفلاني الذي أخبرتني عنه... عندما سألته من أين هذه الرسالة أخبرني أنها من فتاة أخرى أنا أعرفها، لكني شككت بالموضوع وتأكدت أنها من الفتاة إياها، هذه المرة واجهته مباشرة دون أن أنتظر فأنكر الموضوع تماما..
المهم نتيجة لأني كنت متأكدة من أن الرقم يعود لها فقد سكت وقمت بمراقبة هاتفه.. وتبين أنه كان يتكلم معها إضافة للرسائل لكن بين فترة وأخرى وواجهته فقال لا شيء مهم بيننا فقط سلام.. طلبت منه أن يقطع العلاقة..وانتهت الأمور عند هذا الحد.. بعد فترة قصيرة نسيت الموضوع أو تناسيته..
سافرت بعدها لبلدي لمده 15 يوم، وقد اشتقت لزوجي كثيرا، وعندما عدت في اليوم الثاني كنت مريضة جدا فأخبرني أنه يجب أن يذهب لأصدقائه للتحدث في موضوع هام، المهم بعد فترة كنت أتصفح الكمبيوتر ووجدت مجموعة صور لفتاة لا أعلمها ليست القديمة، وإنما زميلة عمل وليست صور سيئة، وإنما صور عادية مع مناظر طبيعية، وقد تضايقت كثيرا في الحقيقة جن جنوني ما الذي يحدث لماذا هذا كله..وسكت وبدأت أراقب الوضع.. عندما يعود من عمله وبعد الطعام يجلس على جهازه ليبدأ العمل ولديه الانترنت والماسنجر يتحدث مع رقاقه.. وعندما أقترب منه يكون قد أقفل صفحة المحادثة...
المهم وجدت أيضا مجموعة صور له مع رفاقه ومنهم الفتاة نفسها وبتاريخ اليوم الذي تركني فيه وطبعا المكان للرقص والفتاة تحاول أن يجعله يرقص وجن جنوني..
طبعا هي تعمل معه وكانوا مجموعة، وواجهته فورا واستعدت الماضي والفتاة الأخرى، ولم أستطع التوقف فمهما شرح لي موقفه أسكت ثم أعود بعد فترة وأبدأ بالأسئلة والاتهامات، وهو يحاول أن يشرح ثم أخبرني أنني لدي عقدة نقص بسبب مشكلتي الطبية وأنا أبحث عن مشكلة فيه لكي أقول له أنظر أنت أيضا لست كاملا، واستمريت على هذا المنوال مع كلا الفتاتين، إذا اتصلت واحدة به أو بعثت رسالة أبدأ بالتحقيقات التي لا تنتهي والأسئلة والاتهامات، أصبحت أراقب هاتفه والإيميلات وأنا أحتقر نفسي بشدة، لكن الأمر خرج عن سيطرتي عندما تكلمه فتاة أسال من وماذا..
قمت بعمل مشكلة كبيرة، عندما كان هناك مشكلة في عمله، والمسكين أخذني معه وهناك كانت فتاة تعمل لا تملك من الجمال شيء قبيحة جدا لكنها ترتدي ملابس كاشفة عن كل شيء، وكانت نظراتها غريبة تماما وتتحدث كأنها تعرفه من زمن وجننت وتشاجرت معه قال لي ما ذنبي.. وفكرت واعتذرت منه فما ذنبه إذا كانت ترتدي هكذا وربما هي تتحدث بهذه الطريقة مع كل الناس ..
أما المشكلة الأخيرة فقد حدثت عندما اتصلت والدة الفتاة القديمة تسأله عن أخباره وكأنها تعرف تماما ما نفعل وتريد منه أن يذهب للمطار ليستقبل ابنتها، وقد جننت ما الذي بينك وبينها لكي تطلب هذا الطلب أجابني أنني على علاقة جيدة بأهلها لأنهم يفيدوني بعملي.. على الرغم من كونه قد أنكر تماما وجود أي اتصالات بينهم من عدة شهور وعندما وصلت الفتاة اتصلت به تخبره أنها جلبت هدية لي..وطلبت منه أن أراها.. فقال حسنا .. لأثبت لك أنه لا يوجد شيء بيننا...
المهم بقيت 3 أيام لا آكل ولا أنام من شده القهر، وعندما أراه أبدأ الأسئلة والاتهامات ولماذا وكيف...الخ.. ولا أريدك أن تكلمها بعد اليوم وما إلى ذلك... لم يعد لدي الثقة.. أعطيته إياها مرتين ولكنه تجاهل ما يفعل واستمر يكذب علي.
في اليوم الأخير حيث طلبت منه الاتصال بها للقاء كنت أريد أن أعرف من هي وقد رفض، فاتصلت بها أنا وأعطيته الهاتف ليتحدث وأخذنا موعدا للقاء وجن جنونه.. وفجأة صرت أنا السبب وأنا مريضة وسوف أدمر كل شيء.. وفعلا أحسست بذلك وبدأ ضميري يؤنبني.. هل ما فعلته صحيح أم أنني فقدت زوجي وحبيبي نهائيا...
ذهبنا للقاء الذي لم يتجاوز ربع ساعة وكانت هي وأختها، ومن تكون أختها: الفتاة التي لم تعجبني نظراتها في العمل، وكانت الفتاة ترتدي ملابس فاضحة بشكل غريب هي وأختها .. وندمت على أنني نزلت لهذا المستوى.. لم نتحدث كثيرا ومشينا فورا.. وأحسست أنني بدأت أبعد عنه..فعلا. هل أخطأت؟ لقد اعتذرت منه ووعدته أنني لن أفتح فمي بعد الآن.. طلبت منه أن يقطع العلاقة لم يقل شيئا.
أعيش على أعصابي إذا اتصلت به هل سيكلمها أم أنه سيفعل ما طلبت منه... هل أنا مخطئة؟
هل أنا حقا مريضة نفسيا؟؟ أنقذوني لا أريد أن أفقد حياتي وحبيبي؟ ماذا أفعل؟؟ ماذا أفعل؟؟
هل هناك علاج لغيرتي التي بدأت تتحول لحالة مرضية... أنا لا أزال أراقب هاتفه لا أعلم إذا حدثها أم لا.. إنه من النوع الذي يجامل وغير ممكن أن يقول لا لأحد.
فقط لي
26/08/2005
رد المستشار
إنما الغيب كتـابٌ صانَـهُُ عن عيون الخلق رب العالميـن
ليس يبدو منه للناس سوى صفحة الحاضر حينا بعد حين!!
فلم تصرين في شئون حياتك على سباق الأحداث؟ فسباقك للأحداث يضعك في موقف ضعف وتهور أنت في غنى عنه فإذا تحدثنا عن أمر الإنجاب
فما زال عمر زواجك ثلاث سنوات... ألم تسمعي أو تشاهدي خبرات آخرين حول العلاج فعندما تتحدث المرأة عن طريق علاج أشعرها بإحساس شديد بالنقص كما تقولين فنحن نتحدث على الأقل عن 10 سنوات من العلاج فأين أنت من ذلك؟
ألم تبرق عيناك أو يعقد لسانك من أقدار الله حول الإنجاب !!
ألم تقابلي أعدادا غفيرة من النساء اللائي ظللن صابرات محتسبات بصبر جميل ليتوجن بجوائز السماء التي لن يكون لها مثيل!!
لأسألك سؤالين الأول: هل تحبين زوجك أم تمتلكينه فإذا كنت تحبينه فسيدفعك حبك لإسعاده وقد يكون شكل الإسعاد في منحه حق الإنجاب من أخرى حتى وإن كان مؤلما!!
قد يكون شكل الإسعاد أن تعطيه مساحة من الحرية المقبولة في تعاملاته بل ومشاركته فيها مشاركة مبصرة فليس كل ما بين الرجل والمرأة مساحة شر وإذا كنت تمتلكينه فستظلين في حلبة المعركة وستظل المطاردة في كل همسة وكل مكالمة وكل تصرف حتى تتحقق لك خسارة مزدوجة حيث لن تظفري بزوجك وكذلك لن تنجي بمستقبلك!
ولن يفيدك فقدك لرشدك إذا هددتك أزمة!!
ولكن أطلب منك المرونة وليست المرونة بمعنى الاستسلام ولكن المرونة التي تجعل العاصفة تمر فتتغلبين عليها بعد أن تكون حدتها قد انكسرت!!
ليعلو صوت الحكمة والعقل فوق أي صوت يطالب بالصراخ والحلول السريعة وعليك أن تقيسي ماذا ستكسبين أو ماذا ستخسرين لتقرري ما ستفعلين وإذا أردت عدة نقاط للمساعدة فأذكر لك بعضا منها على أن توجهيها لنفسك قبل زوجك.
الإكراه على ما يجب أن يكون وما ينبغي أن يحدث لا يكون إنسانا فاضلا ذا خلق ولكن ببعض الحرية تنمو مشاعر المسئولية.فهل تستطيعين؟
.زوجك عاش لفترة غير قصيرة في بلد غربي ومع ذلك اختارك أنت وعندما تزوج لم يرَ سواك ورغم وجود الانسان الشرقي بداخله إلا أن وجوده هناك لابد وأن يؤثر فيه على الأقل في سير العلاقات الاجتماعية والتي قد لا نهضمها ولكنها طبيعة الأمور التي تتكرر فنألفها ونعتاد عليها فهل تعيين؟
.التغيير الحقيقي لا يتكون فجأة -إلا ما ندر- ولا يولد كذلك صلبا وإنما على مكث وتؤده وعلى مراحل فهل ستصبرين؟
.الطباع السيئة أو التصرفات السيئة _للأسف_ تتميز بالإلحاح الشديد على صاحبها وتحاول جذبه بين الحين والحين لذا لن يوقف شرها الحلول المؤقتة السريعة فالحد منها لا يحتاج إلى مسكنات وإنما إلى وقت فهل ستصبرين؟
عند حدوث مشكلة لابد أن نعي أن سببها جميع أطرافها لذا أسألك السؤال الثاني: بكم ساهمت أنت في حدوث تلك المشكلة فلا يكفي أن تطمئن المرأة نفسها بأنها غير مقصرة فقد لا يكون التقصير واضح لعله يأخذ شكل مطلب له لا تقدرين أنت أهميته أو تخيل منك انه لا يهتم لأمر كثيرا رغم انه يمثل له الكثير فلتتفقدي بخفة وحكمة سبب ما يفعله هل للتسلية أم هو بحث عن أشياء لا يجدها في إطار حياته معك فقد يكون سبب ذلك صفات شخصية أو شكلية أو فكرية أو أسلوب ممارسة الحياة فالأمر يحتاج منك لمراجعه فهل ستراجعين؟
.لا تلجئي أبدا للتجسس عليه فالتجسس سيزيد الأمر تعقيدا ورغبة منه في الاستمرار ولكن سيضيف إليه فن الخفاء عليك فمرحلة البحث عن رضاك والخوف أحيانا من معرفتك مرحله في صالحك لا تفقديها فشعوره المستمر بالمراقبة والشك سيجعله بعد حين يتعامل معك تحت شعار هكذا أنا فاقبلي أو لا تقبلي فهل ستقبلين؟
..كل ما ذكرته يشحذ لديه الإحساس بالمسئولية تجاه حياتكما معا أنك بذلك تمدين جسور الثقة بينكما من جديد خاصة وأنه لا يطمع بها أو يتخيل أنه سيحصل عليها منك أنت فيجعل لديه شعور بالجميل والتقدير فيكف من ذاته عما يضايقك ولو بعد حين.
أخيرا إذا وجدت ما أشرت عليك به لا تستطيعيه فأنت حرة تماما في اختيارك ولو أدى بك ذلك إلى اختيار الانفصال فترى ماذا ستختارين؟
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لديَّ إضافةٌ بعد ما تفضلت به مجيبتك الأستاذة أميرة بدران، والتي عادت لمجانين بعد غياب نتمنى ألا يتكررَ إلا لخير من مجانين، فقط أود إحالتك إلى بعض الروابط على موقعنا مجانين وفيها إن شاء الله ما يفيدك، فانقري العناوين التالية:
الغيرة والشك والنكد الزواجي
صديقتنا غاضبة...الشك والغيرة..متابعة
الغيرة : ماضي الرجل والثقة بالنفس
وهام الخيانة الزوجية : وسواس أو وهام الغيرة !
الغيرة والاكتئاب
التعلق والغيرة وحب التملك والشك , هل لها من حل ؟؟
في علاج الغيرة : تهذيب مفاهيم
واقرئي أيضًا سلسلة راجعة عشان أفضفض على مجانين
حياتي كلها مصائب: هل في الغيب؟
مصائب حياتي السخط، ووسواس الأمومة م
وسواس الأمومة المتأخرة : م. ومشاركة
راجعة عشان أفضفض!! على مجانين م
مصائب حياتي السخط، ووسواس الأمومة م1
راجعة عشان أفضفض!! على مجانين م3
راجعة عشان أفضفض!! على مجانين م4
راجعة عشان أفضفض.. م5
راجعة عشان أفضفض م6
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين، فتابعينا وشاركينا.