الحياة والحب الضائع..!؟
السلام عليكم آسفة لأن رسالتي طويلة جدا مشكلتي أعاني منها منذ زمن بعيد فلقد نشأت وحيدة ليس لي أخوة وكنت أقيم مع والدي في إحدى الدول العربية كنت فتاه مدللة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني ولقد عدت إلى القاهرة مع والدتي وأنا في التاسعة من عمري.
ولقد عاد والدي بعد عودتي أنا وأمي بعام وانفصل والدي عن والدتي فور رجوعه لأسباب تافهة من وجهة نظري ومن وجهة نظر كل من حولي، وبعد ذلك بشهور معدودة تزوجت والدتي تحت ضغط جدتي وخالاتي حتى أنها من كثرة الضغط عليها أصيبت باكتئاب.
وبعد زواجها أخذني والدي رغما عن أنفي ولقد عشت أسود أيام حياتي مع والدي وجدتي فلقد كانت تعاملني كالخادمة ولا تطعمني مما يأكلون فكانت وجبتي الأساسية البطاطس المسلوقة والعسل الأسود ومصروفي المدرسي وأنا فى الصف الأول الإعدادي خمسة وعشرون قرشا آخذ منها عشرة قروش ويأخذون مني الباقي بالإجبار لكي يدخروه ليوم زواجي.
مع العلم أن عائلة والدي أغنياء وبسبب هذه الأشياء وعدم المراقبة علىّ علمني زملائي كيف أسرق الحلوى وشيء في شيء أصبحت لا أسرق الحلوى فقط وإنما أسرق الفاكهة لأني كنت محرومة من كل شئ وأصبحت آخذ المال لكي اشتري متطلبات المنزل وأذهب إلى البائع وأطلب منه الشيء أسهيه وأمشى دون أن أدفع الفلوس.
في اقل من عام تعلمت كل شيء سيئ وعلى الجانب الآخر كانت والدتي تحاول أن تنفصل عن زوجها حتى تأخذني مرة أخرى وبالفعل طلقت والدتي وأخذتني لكي أقيم معها من جديد وكانت والدتي تتابعني فى كل شيء واكتشفت للأسف كل ما تعلمته عند والدي وحاولت إصلاحي وبالفعل عدت إلى قواعدي التي تعلمتها من والدتي.
وفجأة أصيبت والدتي بالمرض اللعين بعد عودتي لها بثلاثة أشهر ودخلت المستشفى وذقت المرار مع زوجة خالي رجعت مرة أخرى إلى العمل كالخادمة فكنت أذهب إلى المدرسة وبعد عودتي أذهب إلى شراء متطلبات المنزل وأعود لكي أطبخ الطعام وأنظف المنزل وأغسل الغسيل فلم يكن عندنا وقتها غسالة أوتوماتك.
أربعة أشهر أخرى من العذاب والضياع كان كل ما يدور في ذهني أفرغه على الأوراق وعندما رأت خالاتي هذه الأوراق اتهموني بقلة الأدب وكانوا يطلقوا علىّ اسم (صايعة) كان كل ذنبي أني نقلت أفكاري من رأسي إلى الأوراق وأبعدوا عني بناتهم حتى لا أفسد بناتهم.
مرت الأيام وخرجت أمي من المستشفى ودفعت مال كثير للمدرسين حتى ينجحوني لأني لم يكن عندي وقت للمذاكرة انتهى العام الدراسي ونجحت بخمسين بالمائة وكانت معجزة في كل هذه الفوضى أحببت قريب لأمي وعندما قرأت خالاتي في أوراقي أني أحب هذا الشخص شوهوا صورتي أمامه وأمام عائلته حتى لا يرتبط بي ويرتبط بإحدى بناتهم
قررت أن أبتعد عن هذا الشاب حتى لا أحبط ولكن كيف وهو أمامي دائما فقررت أن أعود لكي أعيش مع والدي سوف تتهمونني بالجنون ولكنى كنت قد نسيت كل ما ذقته على يد جدتي وما إن ذهبت حتى تذكرت كل شيء ولم أكمل عند والدي عام إلا وكنت ألملم ملابسي وأعود لوالدتي .
مرت الأيام وترك خالي وزوجته الشقة وانتقلوا لكي يقيموا في منزل ليستقلوا بحياتهم فيه ابتدأت الأيام تضحك لي من جديد وعندما كنت فى إجازة نصف العام فى الصف الأول الثانوي توفت جدتي وحزنت عليها كثيرا أصبحت أنا ووالدتي نقيم بمفردنا فى المنزل.
وفي أثناء دراستي الصف الأول الثانوي نسيت الشاب الذي كنت أحبه وتعلقت بمدرس التاريخ في المدرسة كنت في الرابعة عشر من عمري وكان هو في الثامنة والعشرون لم يكن غرضه الحب العذري ولكنه كان يريد أشياء أخرى تفوق طاقتي ولا أقدر على أن أنفذها له فتركته لكي لا أنزلق معه في قاع الهاوية وتركت المدرسة بحجة بعد المسافة بين المنزل والمدرسة وحولت أوراقي إلى ثانوي منازل
وعندما كنت في الصف الثاني الثانوي عرفتني إحدى بنات خالاتي على شاب من المنصورة مكان محل إقامتها لم أحبه وإنما كان يشغل أوقات فراغي القاتلة فلقد كنت أجلس بمفردي في المنزل فترات كبيرة بسبب عمل والدتي فلم يكن والدي ينفق علىّ وتهورت في يوم من الأيام وقررت السفر لهذا الشاب لم أفكر في العواقب التابعة لفعلتي هذه سافرت ولم أوفق في أن أجده وفجأة رأيت خالتي أمامي وصدمت عندما رأتني وأخذتني من يدي واتصلت بأمي وأبي وجاءوا مسرعين إلى المنصورة ليجدوني خالعة حجابي وواضعة مكياج في وجهي ضربني أبي كثيرا واكتشفت أن هذا الشاب كان (عامل وليمة داعي فيها أصدقائه) وكنت أنا من دعا أصدقاءه لكي يسلبوني كل شيء الكرامة والشرف والعرض
انهرت لأيام ونسيت الموضوع سريعا مضت باقي الأيام مثل بعضها الى أن جاء في يوم زرت فيه أبي في إحدى محلاته وذهب ليصلي وعاد وقلب في الأدراج وقال لي باللفظ (طلعي يا بت العشرة جنيه) فتساءلت مندهشة (عشرة جنيه إيه يا بابا) فسبني بألفاظ لا أقدر على نطقها وجرني من يدي إلى داخل المحل وقفل الباب وظل يضربني إلى أن سالت دمائي وحدفني بقفل المحل الثقيل فجرحت وحدفني بسكين فلم يأتي في ووقع على الأرض فانحنى والدي ليلتقطه وأمسك به وغرزه في قدمي اليمنى وقد كان السكين رفيع وحامي ومدبب (آسفة على سرد الموقف بالتفصيل الممل ولكن لكي تعلموا وتروا قمة البشاعة والقهر) وبعد حوالي ثلاث ساعات من الضرب والتعذيب المستمر نظر في دفتر المحل ليجد العشرة جنيهات مقيدة من مصروفات المحل.
وبعد ذلك عرفتني إحدى زميلاتي على شاب به كل مواصفات الرجولة لم أره ولكن كنت أتحدث إليه في التليفون حدثته حوالي خمس مرات ولم أحدثه مرة أخرى ولكن وبعد مرور عامين على آخر اتصال بيننا تذكرته وابتدأت أتحدث إليه مرة أخري وطلب أن يراني فقابلته مرة واحدة ولكني أحببته حبا لم أذق مثله في حياتي ولكن هو لا يفكر فيّ إطلاقا.
ولكن المشكلة تكمن في أني أخبرت أمي أنى أكلم شاب وأنى أحبه ولم أقدر أن أقول لها أنه لا يفكر في إطلاقا وقلت لها أنه يحبني ويرغب في الزواج مني وأمي منتظرة كي يأتي ليخطبني.
أرجو حل سريع لهذه المشكلة وهل أنا مريضة نفسيا حيث كنت أعالج عند طبيب نفسي من اكتئاب عصبي هذه مشكلة ولكن هناك مشكلة أخرى هي أنني أشاهد أفلام جنسية ولقد أدمنتها إدمانا فما الحل.
17/7/2005
رد المستشار
هل رأيت الصحراء..؟؟ رمال كثيفة ممدة..مياه قليلة..مناخ حاد.. وحدة..
فإذا أردنا أن نجددها فإننا نضيف إليها مقدارا ضخما من المخصبات والمياه فتتحول من صحراء قاحلة إلى روضة غناء!!
وهذا هو طريقك يا ابنتي فأنت تستطيعين أن تكوني مثلا رائعا إذا أردت!!
فرغم أن سنوات عمرك القليلة كانت قاحلة قليلة المياه وفيها من الوحدة والحدة ما يكفي إلا أن مثلث النقص والحرمان والظروف القاسية قد يكون نعمة إذا شجَّع وحفز للوصول للعلا... ويكون نقمة إذا كسر الإنسان وجعله يميل وينحدر.... فحياتك سترسمينها من أفكارك.... فلو ساورتك الأفكار السعيدة ستكونين سعيدة ولو تمكنت منك الأفكار الشقية ستكونين شقية.... وإذا خامرتك أفكار مزعجة ستتحولين إلى جبانة خائفة!!
ألا نبيت مرضى إذا غالبنا هاجس المرض؟!!
مصدر ما تعانيه في الحقيقة ليست جدتك أو خالك أو أبيك وأمك بل نفسك فالتجارب التي واجهتها تجارب صعبة بعضها مؤلم وبعضها صادم ولكنها لا تصل بك لدرجة الضياع فأكثر شيء خانك هو "العوج الذهني" الذي واجهتِ به تجاربك والدليل على ذلك عشرات الأمثلة لأناس مروا في حياتهم بتجارب أكثر حدة أكثر ظلمة ولكن كانت أنفسهم وتفكيرهم أقوى فاستطاعوا أن يكونوا أشخاص آخرين فتحولوا من صحراء قاحلة إلى واحة غناء.
تبقى مساحة إرادتك فهي الفرس الفائز الوحيد!! فلتراهني عليه
فكلما قويت إرادتك كلما اتضح ملمح في شخصك من جديدولتساعدي نفسك بتذكرك تلك النقاط.
(1) هناك أمثلة ناجحة في حياتها رغم مرورها بظروف أقسى هل تعرفين منها أحد؟
(2) لا تنسي لحظات فشلك أو شعورك بالمهانة أو الخوف فتذكرك لها سيكون دافع لك لئلا تكرريها
(3) لا تبك على فائت فلو استطاعت أيدي البشر أن تخرق الماضي لتتمكن من حوادثه المقدرة لتغير ما تكرهه لجيشنا الجيوش ولفزعنا جميعا لننهل مما قلت أنصبتنا منه ولكنه مستحيل فكرسي جهودك لغدك الذي بكل يقين سيكون أفضل من أمسك إذا أردت ذلك
(4)لا للبدائل الواهية المضللة فمهما بلغ احتياجك للماء فإن هذا ليس مبررا أنك كلما رأيت كأسا يملأه سائل حسبته ماء فلعله سم زعاف يشبه الماء فليست كل دقه يدقها القلب حبا وليس كل شاب يمر في طريق هو الحبيب الموعود!!
(5) عندما تنسين شابا وتبدئين مع آخر فهذا ليس حبا فألف باء الحب الحقيقي هو المقاومة والتمسك بالحبيب رغم تقصيره في حقك ورغم عيوبه البشرية فالحب والدفء والحنان لا نبحث عنه فمن يبحث عنه غالبا لا يجده!! بل ويجعلك لتصديق الوهم أقرب
(6)هدنة وهدوء فلا تضيعي سنوات عمرك الجميلة في لهاث وراء سراب أو اجترار أحزان وانظري لحياتك من جديد في كل جوانبها نفسك.. تفكيرك.. أصدقائك.. دراستك.. اهتماماتك.. ستجدين الكثير والكثير والذي فيه سيكون سر تغيير حياتك
(7)لعل هناك إنسانا يختبئ وراء زحام أحداث حياتك تستطيعين أن تتخذيه صديقا مخلصا وفيا لك يكون بجانبك في لحظات احتياجك لمن يسمعك أو يفكر معك ولك.... فهذا الشخص يحتاج منك لبحث (لعلها أمك)
(8)أنت قوية وستكونين أفضل وأبسط دليل على قوتك كان في صراحتك ورغبتك في تغيير حياتك وعدم رضاك عنها.
*ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الابنة العزيزة أهلا بك على مجانين حتى ولو سميت نفسك الكاذبة الضائعة، أشكرك على إفادتك التي تبين قدرتك الأدبية الرائعة في الوصف والتشويق، كذلك أعجبني اختيارك للعنوان "الحياة والحب الضائع"، فقد ربطت الحياة بعزيز يضيع وهكذا الحياة فعلا إذا غاب عنها الإيمان......، ثم هل تعتبرين ما أطلقته من رصاصات متتالية في آخر الإفادة إذ قفزت من ماما التي تنتظرُ عريسا لك تعرفين أنه ليس عريسا لكنك تنوين الاستمرار معه، ثم تقولن:(كنت أعالج عند طبيب نفسي من اكتئاب عصبي هذه مشكلة ولكن هناك مشكلة أخرى هي أنني أشاهد أفلام جنسية ولقد أدمنتها إدمانا فما الحل)، وطبعا تعبير اكتئاب عصبي Neurotic Depression هو التعبير الذي قاله لك طبيبك غالبا ليصف اكتئابا خفيفا مزمنا هو غالبا عسر المزاج Dysthymia، ثم بعد ذلك أنا مدمنة أفلام جنسية ما الحل؟
الحقيقة أن مشكلةً تكمنُ في المفاهيم لديك لمستها الأستاذة أميرة بدران في ردها عليك ولم تسمها، كذلك لن أسميها أنا... لكن أقول فقط أنها خلل معرفي جعلك ترتبكين في اختياراتك، وإصلاح هذا الخلل هو دور الطبيب النفسي المعالج الذي أنصحك بزيارته، وفقط سأضع لك بعض الروابط التي ستفيدك من على مجانين، فانقري ما يلي من عناوين:
مدمن جنس: خيوط الشبكة ، ومفاتيح الإنقاذ
المشاهد الجنسية أم التجارب الجنسية؟
الحلم البين بيني! والشخصية الحدية
الشخصية البينية (الحدية): هل هذا هو النموذج ؟
أسرنا البائسة..هل من نهاية لعذابات الأحبة
من القاهرة إلي الإسكندرية عن طريق بني سويف
ونحن في انتظار متابعتك على مجانين، لكن من فضلك ادخلي المرة القادمة من بوابة استشارات مجانين، حتى لا نتأخر عليك.