عذاب في عذاب
بسم الله الرحمن الرحيم، السادة الأفاضل مؤسسي ذلك الموقع العظيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من سيادتكم أن تتسع صدوركم لسماع مشكلتي وأن يرد علي بعد إذن الجميع الأستاذ الدكتور/وائل أبو هندي
تبدأ مشكلتي يا سيدي منذ أن كنت طفلا في السادسة من عمري حيث كنا أسرة مكونة من أب طيب حنون وأم ليس لها مثيل في العطاء وأخوتي أربع صبيان وبنت وترتيبي هو الرابع، حدث في مدينتها وقتها حادثة سرقة طفل من المدينة وقد انتابني وقتها خوف شديد من أن أسرق مثله وأخدت أفكر في تلك الفكرة المخيفة حوالي شهرين .
وفي سن السابعة عشر ابتدأت أحس بأوجاع في جسمي كله ولكن بشكل متفاوت مرة في الصد ومرة أخري مغص ومرة ألم في العظام وأصبحت أتردد علي كل عيادات الأطباء في شتي المجالات لمدة خمس سنوات والنتيجة هي أنني سليم معاف جسديا وفي سن الثانية والعشرين اختفى الألم وحل محله الوساوس اللعينة في الذات الإلهية وما شكل خالقنا ومن خلقه، وكثير من تلك الأفكار كثيرا ما قرأتها في مشاكل القراء ورغم تعيني في وظيفة حساسة في الدولة إلا أن تلك الأفكار لم تتركني بل زادت حتى أصبحت أفكر في نفسي وأقول من أنا ومم أتكون وأنظر لنفسي في المرأة وأقول من هذا الشخص وتعبت.
وذهبت إلي دكتور نفسي وقال أنني مصاب بوسواس قهري ووصف لي سبرام20 ودبريبان وزولام وبوسبار وبعد الاستمرار علي العلاج ستة أشهر شفيت تماما ولكن بعد سنتين وفي شهر رمضان الماضي وقد أصبحت ملتزما دينيا هاجمتني الوساوس الدينية مرة أخري بلا رحمة وزادت جدا وبالتدريج بدأت أفكر في (من أنا وكيف أحيا ولماذا وهل هذا العالم الذي أحيي في واقعي أم خيال) واستمر ذلك حتى أصبحت غير قادر علي التعرف على نفسي وأصبحت ملازم الفراش ولا آكل .
وذهبت للطبيب مرة أخرى ووصف لي نفس العلاج السابق بالإضافة إلي فافرين50 يوميا ولكنني أتحسن ببطء شديد ولم تعد تأتيني الوساوس الدينية ولكن تفكيري في نفسي وعدم القدرة علي التعرف علي نفسي ما زال مستمرا وهو شعور مؤلم جدا جدا يا سيدي رغم أنني مواظب علي العلاج منذ شهرين تقريبا.
وقد فكرت كثيرا في عامل الوراثة حيث أن أبي توفي بمرض الزهايمر وأن عمي مصاب باكتئاب مزمن منذ حوالي عشرين عاما وكذلك ابنة عمي ولكنه اكتئاب فقط بدون وساوس.
وأخيرا ماذا أفعل؟؟
قد أصبحت تعيسا في حياتي إذا كانت حياة
09/12/2005
رد المستشار
الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، أحيانا يا أخي لا يستجيب مريض الوسواس القهري لمجرد العلاج العقاري بأي من مجموعة الم.ا.س.ا، وإن استجاب فكثيرا ما تكون استجابة مؤقتة خاصة عندما يكون الحِمْل الو راثي المرضي (كما في حالتك) ثقيلا عافاك الله وأصلحك، والحل في ذلك هو ألا يكتفي لا الطبيب النفسي ولا مريض الوسواس القهري بالعلاج العقاري دون تدعيمه وتكميله بـــ العلاج المعرفي السلوكي، واقرأ عن ذلك في نطاق الوسواس القهري
واقرأ أيضًا :
طبيب نفسي أم طبيب كيميائي
الوسواس القهري: أنواعه وأعراضه وحكمه الشرعي م
العلاج المعرفي للاكتئاب
إناث وذكور : هل أنا مجنون؟
اختلال الإنية في نطاق الوسواس القهري
وكثيرا ما يكون الاكتئاب المصاحب للوسواس القهري معيقا للعملية العلاجية برمتها، وأنت والعلم عند الله ربما تكون حاملا لبعض التأثيرات الجينية الظاهرة على عمك، وأحسب أنك الآن قد تكونُ مكتئبا اكتئابا شديد كما يستشف من قولك (ماذا أفعل وقد أصبحت تعيسا في حياتي إذا كانت حياة) وما قبله، وبالمناسب فإن العلاقة بين الاكتئاب والوسواس القهري أعمق من أن تحسبها منفية لكون عمك يعاني من اكتئاب فقط دون وساوس.
احزم أمرك يا أخي أعانك الله وابحث عن علاج لاكتئابك الذي يبدو لي مقاوما للعلاج ربما ولو حتى بالصدمات الكهربية، خاصة إذا كنت أنت من حادثني في الهاتف النقال وفهمت من صوته أنه شديد الاكتئاب شديد الحياء، واعلم أن الله سبحانه لم يخلق داء إلا وله دواء في الأرض عند من يرزقه الله بالتوفيق في علاج حالة كحالتك، والتي أشعر أنها إن شاء الله ستستسلم للعلاج المتكامل بحيث يكونُ من بين نتائجها أن تتغير طريقتك أو طرقك في التفكير والسقوط في حبائل الأفكار الاجترارية Obsessive Ruminations ،ثم حبائل الاكتئاب من طول العذاب، أي أن عليك بعد أن يكتب لك الله الخلاص من اكتئابك أن تتم العلاج المعرفي لتكون أقدر على مقاومة الوساوس والاكتئاب، وأهلا وسهلا بك دائما فتابعنا بأخبارك.