السلام عليكم
أولا أحب أن أعبر عن مدي سعادتي لمساعداتك لينا وأشكر كل فرد في هذا الموقع
في البداية أنا شاب عندي 17سنة وهتكلم بخصوص موضوع الحب تحت سن العشرين واللي فهمته أنا كل الكلام كان تحذير من الحب في مرحلة المراهقة
بس أنا دلوقت بحب واحدة ده أمر واقع (أنا عاوز أعرف هو الحب ده محكوم عليه بالفشل)؟؟ والله ممكن يتم بالزواج في النهاية
وأرجو الإجابة بكل صراحة مع العلم أنا وهي عارفين إن المشاكل في المستقبل كتير وكبيرة
وشكرا.
6/4/2006
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أشكر تقديرك لمحاولة مساعدتنا لفتيان وفتيات المسلمين, وأدعو الله أن يجعل كلماتنا في ميزان حسناتنا يوم الدين كما أسأل الله القدير أن ينفعك ومن هم مثلك بها.
أود أن أبدأ كلامي بتوضيح أن هدفنا ليس التحذير من الحب بل التحذير من الألم, نسعى لنجنب البراعم المشرقة والمشاعر الندية الإصابة بأي ألم قد يترك فيها ندوب وأثار تسبب لها المعاناة على المدى البعيد أو تفقدها الثقة في نفسها أو في الآخرين بينما هي في غنى عنها, أي تجنيبكم معاناة لا لزوم لها وذلك من خلال توعيتكم بمسئوليتكم عن أنفسكم وعن غيركم, فأنت تعلم أن داخل الإنسان غريزة أساسية تدفعه للحفاظ على نفسه وتجنبيها الألم بدون ضرورة, وتوضيح أهمية وقيمة المشاعر فهي ليست بالشيء الرخيص الذي يراق بأي شكل وفي أي مكان دون اعتبار لقيمته, هل تترك أموالك دون رعاية منك في مكان عام أو تترك باب البيت دون قفل؟ نحن نفتح الأبواب عندما نريد ولمن يستحق وهذا حال البيوت المكونة من حجارة واسمنت وتتصف بالمتانة فما يكون الحال مع القلوب وما نعرف عنها من رقة وحساسية وأهمية؟؟.
تقول أن حبك أمر واقع وهذا أمر رائع لأنه يعني أنك في موقع المسئولية, فأنت تعرف أن الماضي انتهى ولا نستطيع أن نعود إليه لنغير ما كان فيه, والمستقبل يدخل أغلبه في حيز الغيب والذي لا يعلمه إلا الله (ما عدا ما نخطط لنكون عليه في المستقبل ونعمل في الحاضر على الإعداد له) لذا فان قدرة الإنسان على العمل والتغيير لا تكون في الحقيقة إلا فيما هو واقع.
ما هو الحب؟ ولماذا نحب؟ وماذا نحب؟ وما الهدف منه؟ أسئلة يجب أن تجيب عليها بينك وبين نفسك بمنتهى الأمانة(ويا ليت بقلم وعلى ورقة), وستعطيك إجابتك ما يطمئنك ويدلك على أفضل وسيلة للتعامل، أي بني(وهي للتقريب والتحبب) سأتناول معك بعض الأفكار عن الحب حول لماذا يحب الناس, والتي قد تساعدك في حزم أمرك واتخاذ القرار المناسب بإذن الله.
يرى البعض أن الحب كلمة لتجميل الرغبة الحسية التي زرعها الله في نفوس البشر كامتحان وكنعمة, فهل هذا هو ما يدفعك للارتباط بفتاتك؟ إذا كان الجواب نعم فأنت تعرف أن الانسياق وراء هذه الرغبة حتى بمجرد التفكير يؤدي لارتكاب الذنوب التي نحن بغنى عنها, وهو أمر ينهى عنه الدين ولا يسمح به إلا في إطار الزواج, ولا تترك الشيطان يزين لك ما حرم الله من خلال قولك مثلا لا أنا مش زي غيري أنا نيتي أتجوز, إذن انتظر حتى تتزوج.
يعتقد البعض أن الحب يحدث فجأة وهم بالتالي غير مسئولون عنه, هي عبارة تردد بكثرة في القصص والأغاني ولكنها غير صحيحة، فالحب عبارة عن انحياز معرفي, يعني يقول العقل أن هذا الشخص تنطبق عليه الصفات التي أرى أنها جيدة(وهي صفات جسدية ونفسية) ثم يصدر أوامر تقضي بالبقاء قربه وزيادة التعرف عليه ويسمح للمشاعر بقبوله(فالمشاعر تتبع العقل وتقبل ما يقبله العقل وترفض ما يرفضه العقل)، وعليه ينبغي على من يعتقد انه يحب أن يراجع بعقله ما يعجبه في الشخص الذي يعتقد انه يحبه ويتأكد من وجود ما يرغب بوجوده فعلا, وعملية الحكم العقلية هذه لا تحدث فجأة ولكن على مراحل وتستغرق وقت ليس بالقليل( يعني لدينا القدرة والفرصة على وقف هذا الميل لو أحببنا إيقافه).
كما يحب الناس لأن هناك فكرة غير معلنة متفق عليها تفيد أن الحب لديه قدرة غريبة على حل المشكلات بغض النظر عن طبيعتها أو صلابتها(وهي ما تعبر عنه الفكرة الشهيرة بأن الحب يصنع المعجزات) والواقع لا يؤيد هذه الفكرة, وراجع فصص المحبين وكيف عجز الحب عن حل مشكلاتهم مثل روميو وجولييت, وعنتر وعبلة.
تريد الصراحة وأنا بكل تأكيد صريحة وأمينة كمان, لا أستطيع أن أجزم إذا كان ما بينكما سيستمر حتى يصل بكما الأمر إلى الزواج أم لا, فالزواج كما تعرف أكثر من مجرد رغبة في تحقيق شيء, وهناك أمور يجب أن تفكر فيها مع تفكيرك في الزواج مثل هل ستكمل دراستك؟ وكم بقي أمامك من سنوات دراسية؟ وكذلك الأمر لفتاتك التي تحب, من سيتولى الإنفاق على دراستك؟ ما موقف اهلك من اختيارك؟ وما موقف أهل الفتاة من اختيارها؟ منذ متى وأنت تكن لها هذه المشاعر؟
من وجهة نظري أن أمامك ما لا يقل عن خمس سنوات حتى تستطيع أن تضع رغبتك في الارتباط بمن تحب موضع التنفيذ حسب ما تلزمنا به ظروف الحياة, وهو وقت من وجهة نظري الشخصية طويل في القضايا العاطفية, فأنت تعلم أن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء(اللهم ثبت قلوبنا على الإيمان)
وأنت في مرحلة لم تنضج فيها تماما وقد يعرض لك في الفترة القادمة ما يغيرك أو يغير قلب فتاتك, هذا من الواقع. وعليه فإن أي حب لا تكون أمامه فرصة للتحول إلى أمر واقع ومشبع من خلال الزواج هو حب في مهب الريح, بغض النظر عن المرحلة العمرية التي يحدث فيها.
كلمة أخيرة تعلم مبدأ مفيد في الحياة عسى أن ينفعك في موضوع حبك وحياتك العامة وهو قبل أن تمضي في طريق أو تأخذ قرار ضعه في ميزان أحد كفتيه لماذا(ليه أنا بعمل كده, وليه عايز أعمل كده) والكفة الثانية هي إلى أين(القرار دا حيوصلني لغاية فين, إيه الهدف من سلوكي) قد تجد صعوبة في استخدامه في البداية ولكنه مفيد وحساس في تجنب الألم.
واقرأ من على موقعنا مجانين:
فيمَ استعجالك على الحب يا فتى؟
أريد الحب...عن أي حب تتحدث؟
البحث عن الحب والصداقة
إن كان هذا هو الحب فماذا أفعل؟!
صغيرتي يمنعها الحب من الغياب
لعبة الحب: خلط وارتباك مفاهيم
العاطفة والعقل معا في سماء الحب
بعيدا عن الأهل: لقاءات ولمسات يد
ساكن تحتنا: أحبه ويرفضي... مقدمات كارثة
أحبيه لا عيب ولكن ... م
واحدة مقابل ثلاثة: الجميع يلهو ويتسلى
من القاهرة إلي الإسكندرية عن طريق بني سويف
من تعجل شيئا قبل أوانه.. عوقب بحرمانه!
وفي النهاية نتمنى أن تكون قد اقتنعت وعرفت ماذا يجب عليك أن توجه جهدك وطاقتك له الآن وأهلا بك دائما على مجانين فتابعنا بأخبارك.