سؤال عن أدوية الاكتئاب
قرأت عن دواء جيني للاكتئاب تم اكتشافه مؤخراً، رجاء إخباري عن هذا الدواء ومدى فعاليته حيث أنني أتعاطى الأدوية الكيماوية مثل باراستيلين، وليبرتان10 منذ أكتر من 20عام ولم تأتي بالنتيجة المرجوة،
وقد عرضت نفسي على أكثر من طبيب نفسي في شتى أنحاء مصر لكن الحالة لم تتطور ولا جديد .
أرجو سرعة الرد والإفادة،
جزاكم الله خيرا.
26/05/2006
رد المستشار
بالنسبة للعلاج الجيني لمرضى الاكتئاب نحن جميعاً في انتظاره أطباءً نفسيين ومرضى، وما هو ببعيد بإذن الله، ولكن الحقيقة أن الجينات المسؤولة عن الاكتئاب لم يتم تحديد موقعها بدقة على الكروموسومات الست والأربعين (المكونة لشفرة الإنسان الوراثية) وبالتالي على الشريط الوراثي "الدي إن آيه DNA" (الحمض النووي الريبي منزوعِ الأكسجين).
ويعتبر هذا التحديد لمواقع الجينات هو الشغل الشاغل لعلماء الوراثة بعد عمل مشروع "الهيومان جينوم (المَجِين البشري)" بنجاح، والذي حدد فقط ترتيب القواعد المُكوِّنة للجينات فقط (مثل السيتوزين والجوانين والأدينين والثيمين ومعهم الفوسفور كرابط)، ولكننا الآن في انتظار تحديد بعض مواقع تلك الجينات المسؤولة ليس فقط عن الاكتئاب ولكن عن الأمراض النفسية الأخرى كالألزهايمر والفصام والوسواس وفرط النشاط الحركي وغيرهم.
وهناك مشكلة حدوث الطفرات المرضية "المسببة للاكتئاب مثلاً"، ومكان تلك الطفرات هو مواقع معينة على الجينات، ومشكلة تلك الطفرات متغيرة بصورة كبيرة؛ فيؤثر فيها ليس فقط الطفرات المرضية الموروثة من الوالدين في الإنسان، ولكن يؤثر فيها أيضاً الظروف المحيطة "البيئية" بالإنسان كالإشعاع والكيماويات والتعرض للضغوط المختلفة وغيرهم.....
وهنا ملحوظة هامة وهي: لو قام علماء الوراثة فرضاً بجمع الأشرطة المزدوجة الدنا "الدي إن آيه"، من كل البشر، من أول آدم عليه السلام ولكل البشر الذين ماتوا والذين هم أحياء يُرزقون حالياً (مليارات من البشر)؛ فلن يتعدى وزنهم جميعاً ثلاثة جرامات!!! تخيل أخي العزيز المساحة الدقيقة التي يعمل فيها علماء الوراثة!!!. فالمعامل العاملة في مجال الوراثة البشرية مكلفة جداً لدرجة أن الدول الغنية نفسها تتعاون فيما بينها عند إجرائهم أبحاثاً وراثية على البشر!!!.
وتخيل معي أنه في شريط الدنا "الدي إن آيه"، والذي يحوي 46 كروموسوماً، وأكثر من مائة ألف جين، وكل جين متكون من ذراعين أو للتبسيط فلنقل لوحتين، أحدهما كبيرة والأخرى صغيرة، وعلى كل منهما مواقع للصفات المختلفة التي يحملها الإنسان في تركيبه. وصدق الله العظيم في قوله: "وفي أنفسكم أفلا تُبصِرون".
أمرنا لله علينا الانتظار حتى يتم العلاج الجيني للاكتئاب؛ وذلك باستبدال الجينات المريضة بقطع غيار من الجينات السليمة والله المستعان.