السلام عليكم؛
أنا أعاني من مشكلة غريبة عائش فيها من عدة سنوات. لم أكن أعرف ما هي إلى أن عرفت أخيرا إنها حالة متقدمة من التفكير بعقلية الضحية أو victim mentality تفكيري طوال الوقت منصب على التفكير بأشياء تنزل من نفسي وتقلل من قيمتي، دائما أنشق عن نفسي لأراقب نفسي حتى أرى الأخطاء التي أعملها، ودائما أراقب الناس وأفكر في إنهم ينتقدونني ويتكلمون علي سلبيا عندما ألتقي بهم، دائما أقارن بيني وبين الآخرين، عندي إحساس بالعدوانية.
أصبح هذا التفكير مسيطرا علي تماما لدرجة إني أصبحت إنطوائيا، لا أخرج إلا مضطرا، وقد تمر أيام بدون أن أخرج من البيت حتى لا يأتي هذا التفكير بعقلية الضحية أمام الناس لأن شكلي وصوتي يتغيران إلى شخصية الضحية عندما أخرج وأتفاعل مع الناس، مما يجعل الناس تستغرب تصرفاتي مما يزيد من معاناتي.
هل ممكن تساعدوني؟
كيف من الممكن أن أتغلب على هذا الانشقاق ومراقبة النفس والتوقف عن التفكير بعقلية الضحية وأبدأ أن أعيش مثلي مثل باقي الناس؟
15/09/2006
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
أولاً ألاحظ ثقافتك النفسية العالية جداً، وهي سلاح ذو حدين، لأنك تشخص وتصدق التشخيص، تقرأ الأعراض، ربما بحثاً عن علاج أو معرفة، لكنك دون أن تدري، أو علك تدري وربما تستمتع إلى حد التلذذ بالألم والاستغراق في الأعراض، تقع في شرك الأعراض، التعريفات و(تعيش الدور) دور الضحية، المريض، الشاكي المتألم، الباحث عن حل، المعذّب... ما أدراك أنت أنها حالة متقدمة أو بسيطة، ومن أخبرك أصلاً أنها التفكير بعقلية الضحية؟؟؟
إن تفكيرك المنصب على ما يُنزل بنفسك ويحط من قدرك ما هو إلا نوع من الأفكار المُبالغ فيها Over Valued Ideas ، كذلك أريد أن أعرف أي تاريخ صَدْمي Traumatic، وكذلك تاريخك الأسري، علاقتك بأهلك، وبوالديك خصيصاً، ومدرسيك، وهل تعرضت لقهر أو ذل من أي نوع من أي أحد.
الجزء الثاني من سؤالك، أو تشخيصك لنفسك هو ما تُسميه (انشقاقك) عن نفسك، تراقب الآخرين،تفكر أنهم ينتقدونك، ويتحدثون عنك بالسلب، (هذه مشاعر اضطهادية تعطي انطباعاً بالبارانوياً، بمعنى الحساسية المفرطة، والتمحور حول الذات) أما إحساسك بالعدوانية فهو في رأيي من خلال كلماتك، يعني ضعفاً داخلياً، احساس قاس بالخوف من الآخر، وعدم ثقة بالنفس.
هل تريد أن تعيش مثل بقية الناس...؟ إذن افهم نفسك، ابحث عن محلل نفسي، لا مجرد مُعالج أو طبيب نفسي، اكشف عوراتك وعيوبك، واجهها، منطقها، عقلنها، فتش في تاريخك، وفي كيانك، عن الثغرات التي تغذي كل هذا العذاب، وتُكون كل هذا التصور. أكتب لي مرةً أخرى، بمزيد من التفاصيل، احكِ لي ماذا تقرأ، وماذا تشاهد من أفلام، وماذا تسمع من موسيقى.