عندما نختار الانهيار ماذا بعد؟
اختيار شريكة الحياة
بسم الله الرحمن الرحيم، أنا صاحب مشكلة عندما نختار الانهيار ماذا بعد؟ أشكركم على ردكم على مشكلتي، أنا شاب عمري 19 سنة وسأحاول الارتباط بفتاتي إن شاء الله، فتاتي تملك الكثير من الصفات الحسنة من الدين والخلق وجمال الصوت والدم الخفيف وحلوة العشرة وحسن الطباع وتقارب التفكير وتقارب المستوى الاجتماعي بيننا وإعجابها بشكلي (بعكس غيرها) والأهم هو محبتها لي بصراحة أنا لم أرى إنسانة تمتلك أخلاقا عالية مثل فتاتي وخاصة في هذه الزمن، كما ترون ففيها كل الصفات الرئيسية التي أريدها إلا أنني لم أرى شكلها إلى الآن!!
فالمرات التي رأيتها فيها كانت منقبة بالإضافة إلى أنها ليست نحيفة، عندما أتقدم لخطبتها قد تعجبني وقد لا تعجبني، فلنفترض أنها لم تعجبني، وهذه هي المشكلة التي تؤرقني، أنا لن أطلب منكم أن تختاروا لي بالزواج منها أو لا؟
فهذا الاختيار أنا من سيقوم به، أنا أريد منكم فقط النصيحة وأن تخبروني أبعاد الاختيار النفسية على الزوج بناءا على خبرتكم وعلى اطلاعكم على مشاكل تشبه مشكلتي، أحيانا أقول سأتزوجها وأهم شيء الدين لأن حبيبي محمد قال اظفر بالذات الدين، ولكن أحيانا أخرى أقول انه أيضا قال إذا نظر إليها أسرته، أخاف أن أتزوجها ثم يذهب حبها من قلبي وأظلمها، وأخاف أن أبعد عنها فتتعذب بسببي وأظلمها أيضا.
لو لم أحبها وأقبلت على الزواج لاخترت الجمال والدين لكي ارتاح، ولكنني في وضع لا رجع منه وحصل ما قد حصل، البعض يقول أنه مهما كانت المرأة جميلة فبعد عدة سنين ستصبح امرأة عادية بسبب الاعتياد عليها، والبعض يقول إذا لم تكن المرأة جميلة لن تستطيع الحفاظ على حبها، كل ذلك أقاويل من الناس ولا أدري عن مدى صحتها. لجأت إليكم لأني أريد أن أبني اختياري على كلام علمي دقيق مبني على خبرات وتجارب، أكرر أني لا أطلب منكم الاختيار بدلا عني في جميع أسئلتي التالية أفترض أن الزوجة تمتلك الدين والخلق:
هل تركيبة الرجل النفسية تسمح له بمحبة من لا يرضى بشكلها؟ أم أن الرجل لا يستطيع محبة من لا يرضى بشكلها؟ وهل هناك تجربة حقيقية نجحت؟
هل صحيح أنه مهما كانت المرأة جميلة فبعد سنوات قليلة ستصبح امرأة عادية في نظر الزوج؟؟
أنا مشوش التفكير فقد رأيت بيوتا لم تقم على الدين ولكن المحبة موجودة بين الزوجين، ورأيت بيوتا الزوج والزوجة متدينون ولكن لا توجد محبة بينهم.
أرجو منكم الرد على مشكلتي وذكر أي نصائح قد تنفعني..
29/09/2006
رد المستشار
الآن تتراجع متخفيا وراء طلب الطريقة العلمية الدقيقة التي توضح التبعات النفسية للاختيار -ليس للاختيار نفسه فأنت الذي ستختار- ومن قبل تراجعت حين لم تنفذ قرار الانفصال أو الانتظار حتى يحين الوقت المناسب.فحين نتحدث عن البشر لابد وأن نعي أن البشر مختلفون في طريقة التفكير... في وجهات النظر... في إحساسهم بالأمور.... وكذلك في رؤيتهم وعشقهم للمحبوب فكيف نتفق إذن على الجمال!
فالمحب يرى محبوبه جميلا يرى كل شيء فيه جميل حتى وإن لم يره الآخرون هكذا، فالجمال يكون في عينيك التي ترى وليس فيمن ترى، ولقد رأيت جمالها الداخلي الذي حرك مشاعرك وأرداك سجين الانهيار وأوصلك اليوم لقرار محاولة الارتباط رغم السنوات التي ستنتظرانها، فلتراجع حبك لها وليس شكلها فلو أحببت بحق ستجد كل شيء فيها جميل وسترى عدم نحافتها رائع وستري ملامحها متميزة فريدة، فلن أنساق وراء طلبك بتوضيح التبعات النفسية لاختيار شريك حياه "غير جميل" فلقد تعلمنا أن الأهم من الإجابة أن يكون السؤال صحيح وسؤالك غير صحيح!
"عبد الله"... تأكد من حبك لها ولكن إذا وجدت نفسك تهتم بشكلها لدرجة تؤرقك فاعتبر نفسك مثل أي خاطب يذهب ليرى من سيخطبه حيث سيكون حقك شرعا ولا تفكر حينئذ إذا لم يعجبك شكلها في التبعات النفسية أو سيكولوجية الرجل أو ما شابه ذلك لأن حينها سيكون تركها أقل ألما من أرقك وتألمك حين تشعر أنك مضطر لإكمال مشروع الارتباط رغم عدم استحسانك لشكلها وسيكون أقل كثيرا من شعورها الذي سيصل إليها بشكل أو بآخر شئت أم أبيت بأنك لا تراها جميلة في عينيك، فأنت ونفسك نقطة النظام الأولى التي من عندها ستنطلق يبقى لي أن أقف عند نقطتين:
الأولى: حين قلت "وإعجابها بشكلي بعكس غيرها" فهل ترى نفسك غير جميل!! للدرجة التي تجعلك حين تعدد مزاياها أن يكون قبولها لشكلك ميزة لديها فترى هل هي غير جميلة لذلك تقبل شكلك على عكس الأخريات؟ أم أنها أحبتك فرأتك جميلا؟
الثانية: أنت ما زلت في عامك التاسع عشر وما زال قلبك الصغير يفتقد الخبرات والاستقرار العاطفي فاصبر عليه حتى ينضج وستتغير أمور كثيرة.
لكن أترك لك جملة تذكرها دوما "إياك أن تخدع نفسك فأقصى ما يمكن للمرء أن يفعله هو أن يغدر بنفسه التي بين جنبيه" فلا تفعل.