بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد الله وأصلي على رسوله _صلى الله عليه وسلم_ وبعد....... أحتاج إلى بعض التطويل معكم إذا أذنتم لي، أنا شاب ملتحق بكلية الآداب في إحدى جامعات مصر.... وأنا الآن في الفرقة الثانية وقد حصلت على المرتبة الأولى على دفعتي في العام الماضي وذلك لأني أحب اللغة العربية جدا ولذا دخلت هذا القسم، في الصف الثالث الإعدادي بدأت مشكلتي حيث أصبت فجأة بأني _عفوا_ أزنق في البول عند سماع اسم الله أو اسم النبي أو اسم أبي أو عند سماع بعض الحروف...
رفض أهلي الطب النفسي وتحملت حتى شفيت تماما في الصف الثاني الثانوي.... وحصلت على 92 في المائة_علمي_ ثم في الصف الثالث الثانوي أصبت بأمر آخر وهو الوسواس في الدين وفى الصحابة والتشيع والمرأة في الإسلام..،..الخ....وسقط الكثير من شعر رأسي من التفكير ورسبت وأعدت السنة، ثم نجحت بعدها، ودخلت الآداب
ثم في الفرقة الأولى من الجامعة هجمت على كل الوساوس الدينية وكذلك وساوس الصف الثالث الإعدادي _البول_ معا فقاومت وقاومت وقاومت وتفوقت كما صدرت في رسالتي وهذه الوساوس تتناوب عليّ من الحين للآخر.
وعندي مشكلة أخرى لقد أحببت فتاة معي في الدفعة حبا جما، وقد ضيعت عليّ الخشوع في الصلاة والالتزام وأرجو زواجها ولا أقدر ونظرا لأني _بفضل الله_بارع في الشعر فقد ألفت فيها-وحدها_ في عام واحد 25 قصيدة بدأت القصة بنظرة فأحببتها جدا جدا. وددت تكليمها لكنني لم أستطع خلال محاولات متعددة في الفصل الدراسي الأول في الفرقة الأولى لخجلي ولخوفي من الله لأن هذا يعد حراما.
ولكن العشق غلبني وطلبت منها محاضرات في الفصل الدراسي الثاني، ومن شدة ولهي بها حاولت مرة أن أكلمها في الشارع فغضبت ورفضت، فندمت على تسرعي وهى تنظر لي بشكل ملحوظ دائما وباركت لي على تفوقي.... وأحيانا تضحك لي، لكنها فجأة تحولت وما عادت تعيرني قطمير اهتمام أحاول أن أكلمها الآن وأعتذر لها عن تسرعي في محاولتي لكلامها في الشارع لكننا في رمضان وأخاف الله،
لكنني أعيش العذاب عذاب الهوى والوساوس وما صفا لي الدين ولا الهوى،
وأخاف أن تؤثر كل هذه الأعباء النفسية على دراستي.
30/9/2006
رد المستشار
الابن العزيز "أحمد" أهلا وسهلا بك على مجانين وأشكرك على فصاحتك وعلى تفوقك في اللغة العربية وحبك لها وأتمنى بالمرة أن تحسن كتابة الحروف على لوحة مفاتيح الكومبيوتر لكي لا ترهقنا في تصحيح ألف بلا همزة أو "ى" دون نقطتين والصحيح "ي" .... شفت الدقة؟ لكنها مطلوبة يا أحمد لنحفظ لغتنا من الضياع!
والله إني لأشد خوفا منك من تأثير أعبائك النفسية على دراستك، ولا أدري هل ما زال أهلك عند نفس موقفهم الرافض للطب النفسي؟ في هذه الحالة أرى أنك تستطيع طلب العلاج من خلال خدمة التأمين الصحي التي تقدمها الكلية مجانا وأظن كل كليات الآداب في جامعاتنا الحكومية تمنح الطلاب تأمينا صحيا فلماذا لا تتحرك في هذا الاتجاه؟
يغريك فيما يبدو أن الوساوس تنتابك في شكل نوبي من وقت لآخر وأنك -ولله الفضل والمنة- تستطيع مناجزة حياتك الدراسية متفوقا، لكنني بالفعل أخشى عليك يا بني فاسخر ربك واستجب لنصيحة.
في الشق الأول من إفادتك كنت معنيا بالحدث العقلي التسلطي الذي كان ينتابك عند ذكر ما تجل وتحترم وهو أنك مزنوق، ولعل هذا يثبت رأينا في مسألة الحدث العقل التسلطي كترجمة لكلمة Obsession الأجنبية، وهو لا يختلف كثيرا عن أحداث السب أو الشتم الكفرية التي تنتاب كثيرين من الموسوسين ولا يصرحون بها، لكن الغائب عن إفادتك هو ما نوعية الفعل أو الأفعال القهرية التي كانت تلي تلك الأحداث العقلية التسلطية؟
قاومت وقاومت وبالتدريج هدأت نوبة الوسواس القهري كعادتها في حالات كثيرة.... وبعد مدةٍ هاجمتك مرة أخرى وإن بشكلٍ مختلف فأصبحت تجترُّ الأفكار التشكيكية في العقيدة بشتى صورها وسقط شعر رأسك من كثرة التفكير كما تقول وللأسف رسبت في ثالثة ثانوي.... ومن الواضح أن أهلك ظلوا على موقفهم الرافض للطب النفسي هداهم الله... لكنك أيضًا ورغم ذلك كله قاومت وتفوقت في دراستك ما شاء الله، ولكنني قلق عليك ما أزال فانظر ما ترى في أمرك يا بني.
وأما الشق الثاني من إفادتك فلن أدخل كثيرا في تفاصيله، لأن الشق الأول أولى بالرعاية والعلاج أولا، وأنت تحتاج إلى بناء الفعل على القول أو كإنسان مسلم يجب عليك ألا تصرح بحبك لامرأة لست قادرا وحاضر النية على الزواج بها لحظة ما تقول إلا أن يكون ذلك بشكل مقبول اجتماعيا! بكلمات أخر فإن القول الذي لا يبنى عليه فعلٌ حلال يعتبر من اللغو الذي نهينا عنه ولعل في قراءتك للعديد من إجاباتنا عن العلاقة بين الجنسين وأبعادها الصحيحة، ما يوضح لك رؤيتنا لما يجب أن تكون عليه علاقة الفتى والفتاة المسلمين ببعضهما وسط الجماعة وفي مناخ اجتماعي من الاهتمامات الاجتماعية المشتركة، واقرأ:
عندما يصلح الحب يصلح السلوك، وأيضًا اقرأ: ممكن أحس؟ ممكن أحب؟؟ ورسالة صاحبة القلب الطاهر ينبض: حبا وطهرا، وابحث بنفسك عن غير ذلك.
نسيت أن أسألك عن حكاية العنوان الذي اخترته لإفادتك وهو " لسانيات فؤادية" فهو يبدو عنوانا لعمل أدبي حسب تخميني، فوضح يا أخي، وأما أنا فنصيحتي واضحة لك يا بني:
إما إقناع أهلك بأن وصمة المرض النفسي ليست من عندنا، ولو استطعت قل لهم: كهذه الرسالة من مريض الوسواس إلى أهله، وإما أن تسلك طريق العلاج النفسي عبر كليتك
وفقك الله وشفاك وتابعنا بالتطورات.