متى أتكلم مع بنتي بصراحة
السلام عليكم؛ الموضوع والله شائك جدا، ومثير للاهتمام أن كل أم لازم تأخذ بنتها في حضنها وتكون أحن الناس عليها أحسن ما أدور عليه بره، وأنا خايفة أقع في نفسي المشكلة، بنتي الكبيرة والوحيدة في الصف الثالث الابتدائي أي عندها 8 سنوات ويوجد لها أخوة بعدها 6 -4 - 2 صبيان.
متى أستطيع أن أبدأ معها الكلام وازاي، يعني أنا اكتر كلام أقوله لها م البيت للمدرسة، لو حد قال لك تعالي صفي لي شارع كذا ما تروحيش يعني حاجات بسيطة وفي نفس الوقت خايفة أقول لها حاجات أكبر من سنها والبنت تتعقد
والسلام عليكم.
حفظكم الله وأبناءكم من كل سوء
30/10/2006
رد المستشار
الأخت الفاضلة: مرحبا بك وشكرا لك على كلماتك الرقيقة. إنك تريدين معرفة متى نتكلم مع الأبناء في الأمور الخاصة بالجنس على ما فهمت وأنا أريدك أن تعرفي أن التربية بوجه عام تعني الكلام مع الأبناء في كل شيء.
ويبدأ الكلام مع الأبناء وهم مازالوا في بطون أمهاتهم تحادثهم الأم وتدعو لهم وتقرا لهم آيات القرآن وتسمعهم الأناشيد الطيبة والأشعار الجميلة فالجنين يسمع ويرتبط بمشاعر الأم وهو مازال في بطنها ولقد جربت هذا بنفسي عندما كنت حامل في ابنتي ووجدت أنها بعد ولادتها بأيام عندما كنت أغني لها نفس الأغاني التي كنت أسمعها إياها وهي في بطني تكف عن البكاء وتنتبه جيد إلى الصوت وتصغي إصغاء تام تماما مثل الكبير الذي يستمتع بأغنية يحبها. فهذا حقيقة وليس وهما، وأتمنى أن تفعل كل الأمهات هذا وتبدأ في التواصل مع أبنائها وهم مازالوا أجنة وتستمر في الحديث بعد ذلك معهم.
لا تظني أبدا أن الطفل لا يفهم ما تقولين احكي له وغني له وهو سيختزن تلك الكلمات ويستدعيها في وقتها فالمشكلة الحقيقية التي تواجه بيوتنا جميعا هي الخرس العائلي وليس الزوجي فقط فلم يعد أحد يتكلم مع أحد فقط نعطي الأوامر ونذهب ثم نعود لنراقب تنفيذ تلك الأوامر لنكافئ أو نعاقب ونذهب وهكذا ولكن أن نتكلم معهم لماذا كافأناهم ولماذا عاقبناهم نادرا ما يحدث.
أن نجلس معهم نحدثهم عن معنى الأمانة والاستقامة والصدق ونقص لهم من السيرة ومن واقعهم ونقرب لهم ذلك في واقعهم يفعله القليل فالكثير منا ينزعج ويذهب للطبيب ويدفع المال ويسهر جانب الطفل إذا ما ارتفعت حرارته درجتين أما إذا وجد الطفل يكذب أو يسرق أو يغش أو يتلصص على الأبواب فإنه يكتفي بتوبيخه وإذا طلبنا منه أن يذهب ويسأل مختصا يقول أن الأمر لا يستدعي ذلك وسيتعلم عندما يكبر مع أن ارتفاع الحرارة عرض غالبا ما سيزول دون تدخل الطبيب ودون علاج في بعض الأحيان ولن يترك آثارا سلبية في الطفل عكس تلك المعاني والجوانب التربوية الهامة التي نغفلها مع أطفالنا.
ويحدث هذا في الدراسة والمذاكرة أيضا فندفع ونبذل آخر مليم معنا ليحصل الطفل على شهادة يلصقها في الحجرة ولكننا نتردد كثيرا في الاستشارات التربوية ونستخسر ندفع فيها فلوس وأرجو ألا يظن أحد أنني أروج لمثل تلك الاستشارات ولكني والله يعلم أحزن على عدم فهم البعض للأولويات التربوية.
وأذكر أن أما ذكرت لي منذ خمس سنوات أن ابنتها تمارس العادة السرية منذ طفولتها وقد اكتشفت ممارستها لها وهي في ثانية إعدادي وأن البنت كثيرة الكذب وعنيدة وتسرق أشياء أخواتها وقد نصحتها بعرض البنت على متخصص لتجلس وتعرف القصور في تربية بنتها وتحاول إصلاحها ولكنها عندما علمت أنها ستدفع مقابلا ماديا، ورغم أنه كان صغيرا جدا بالنسبة للدروس الخصوصية التي تأخذها البنت تراجعت واكتفت بتوبيخ الفتاة وحبسها وضربها!
ثم فوجئت بها بعد خمس سنوات تأتي بالبنت للعيادة لتطمئن على بكارتها وعندما سألتها عن السبب أجابت من وسط دموعها أن الابنة وجدها أحد الأقارب تنزل من شقة مع أحد الأشخاص وعندما سأل البواب أخبره أنها تأتي كثيرا مع ذلك الشاب الذي أهله بالخارج وبمتابعة أخبار الابنة وجدت الأم أن المدرسة تشكو من كثرة غيابها ومن سوء سلوكها وكانت الفتاة تعثرت في الدراسة فغيرت مسار دراستها إلى التعليم التجاري وللأسف كانت الفتاة غير عذراء تماما وكانت في جرأة ووقاحة غير طبيعية وكأنها لم تفعل شيئا!
بل إني أحسست في نظرة عينها نظرات الراحة والسعادة وأنا أبلغ أمها بعدم عذريتها وكأنها تتشفى في تلك الأم وجلست الأم تبكي حالها وتلعن تلك الابنة وتسأل عن المخرج لتلك الفضيحة وذكرتها بتلك البنت الصغيرة التي كانت تعاني من مشكلة بسيطة ربما لو عالجناها في وقتها لما ألقينا بها إلى ذلك المصير، ولكن الأم تجاهلت ذلك تماما وأصرت أنها لم تقصر في تربيتها وأخذت تدافع عن نفسها باستماتة والابنة تنظر لها في سخرية!
والأدهى من ذلك أن تلك البنت اتصلت بي وقالت أنها ستستمر على ما هي فيه حتى تفضحهم وسط الناس وقالت لي بالحرف الواحد هي تريدني أن أعمل تلك العملية عشان ما يتفضحوش وسط الناس مش عشان خاطر عيوني.
كان من الواضح تماما أن البنت تعاني من مشاكل نفسية خطيرة واتصلت بالأم ونصحتها بعرض البنت على طبيب نفسي وأن تتعامل معها برفق ولكنها رفضت وكان من بين ما يفهم من كلامها إن مالكيش دعوة أنت بينا . هكذا نلقي بفلذات قلوبنا التي ننتظرهم ونحزن إذا تأخر الحمل فترة في جحيم الدنيا ليكتووا بالنار أمام أعيننا ويبكوا قلوبنا معهم.
أختي الفاضلة، يا كل أم تتمنى أن يشرق غد جميل على أبنائها ابذلن ما تستطعن اقرأن اسألن اتعبن ثم أكثرن من الدعاء. تكلمي مع ابنتك وعرفيها ما تجهل اشرحي لها ما تريد أن تعرفه عن كل مرحلة ويوجد بالموقع ملف للتربية الجنسية في المراحل المختلفة وتحت الطبع الآن قصة للأطفال عن الأسئلة الخاصة بالجنس تجيب على أسئلتهم بأسلوب سهل وبسيط يستطيع أن يقرأها الطفل بنفسه مثل أي قصة وسوف أرسلها للموقع فور استلامي لها.
واقرئي من على مجانين:
الجنس في حياتنا
مفهوم الإسلام للجنس
التربية الجنسية (2)
وأخيرا أتمنى لك ولكل أم أن يوفقها الله لما فيه الخير والرشاد.