حائر على الدرب
بداية أود أن اشكر القائمين على هذا الموقع ولكم عنا الثواب أود أن أطرح مشكلتي وأرجو أن تتسع لها صدوركم وعذرا أن كانت أفكاري غير مرتبة فلسوف أحاول أن أكون منظما ودقيقا في عرض المشكلة.
أنا يا سيدي الفاضل أبلغ من العمر 29 عاما كنت منذ طفولتي وتحديدا منذ كان عمري ثلاث سنوات أعيش مع أهلي في دولة خليجية بحكم عما أهلي هناك وكانت أمي دائما تحذرني أنا وأخوتي من التحدث مع أحد لا نعرفه أو نركب السيارة معه وذلك خشية علينا من أن يعتدي أحد علينا جنسيا حيث تنتشر هذه الظاهرة هناك.
فأصبحت منغلقا على أسرتي وليس لي أصدقاء من المدرسة فكنت بطبعي انطوائي وليس من السهل أن أعتاد على أحد وزاد من هذه الحالة تحذيرات أمي، وكبرت حتى جاء موعد التحاقي بالجامعة فرجعت إلى بلدي وانفصلت عن أهلي فقابلت مجتمعا لا أعرف عنه شيئا ولكني حاولت أن أتأقلم معه رغم الصعوبات التي واجهتني، ومازال انطوائي غالبا عليّ حتى تعرفت على شخص محترم من جامعتي وتوطدت علاقتنا حتى صرت أحبه حبا جما وليس لي إلى الآن أصدقاء غيره سوى بعض العلاقات السطحية التي لا ترقى لأكثر من كونها معرفة.
كنت فاشلا في دراستي الجامعية فانسحبت منها والتحقت بالخدمة العسكرية الإجبارية وأمضيت مدتي على خير والآن أدرس في الجامعة المفتوحة لأنقذ ما يمكن إنقاذه من عدم حصولي على الشهادة الجامعية والحمد لله أني متفوق في تلك الدراسة وأعمل كمصمم جرافيك في إحدى شركات الدعاية والإعلان.
هذه نبذة عن حياتي لعلها تكون مفيدة في حل مشكلتي والتي تكمن في إحساسي بميلي لجنسي ليس ميلا جنسيا فأنا لم ولن أمارس اللواط لأني أعلم أنه حراما ولأني بالفعل لا أريد فعل هذا الشيء لكنه ميل عاطفي ليس أكثر وتمثل هذا الميل في علاقتي بصديقي الذي ذكرته آنفا فأنا أجد معه المتعة المعنوية حين ألقاه أو أتحدث معه فنحن متفاهمان لأبعد درجة ودائما أحاول أن يكون سعيدا وهو يعرف عني هذا الميل رغم أنه طبيعي جدا ويتعامل معي بشكل طبيعي وهو أيضا يحاول إسعادي هل أنا بهذا أكون شاذا أم ماذا؟
هذه هي مشكلتي أنا أخشى أن أكون مصابا بهذا الداء اللعين،..... وإن كنت كذلك هل سيؤثر هذا على علاقتي الزوجية في المستقبل حيث أني الآن أبحث عن عروس متدينة تستطيع مساعدتي دنيا ودين وأخشى أن أفشل في هذا علما بأني لا أرفض الجنس الآخر وأني أثار جنسيا إذا رأيت فتاة في زي غير محتشم؟ أفادكم الله وجزاكم عنا كل خير.
أجيبوني كي تنتهي حيرتي
وأشكر سعة صدركم لمشكلتي.
19/01/2007
رد المستشار
مشكلتك تعكس العديد من الحكم والعبر للأباء والأمهات، فهي تعكس أسلوب التربية ونمطها في المجتمع العربي حيث الحماية المفرطة Over protectiveness والمبالغ فيها للأبناء بغرض حمايتهم من الوقوع في المشكلات فنكتشف -ولكن بعد فوات الأوان- أن ما أردنا حمايتهم منه قد وقعوا فيه بسبب ما فعلناه لا بسبب آخر، فرسالتك تدق ناقوس الخطر للآباء والأمهات أن يقللن الخوف المبالغ فيه على أطفالهم وأن يتركوهم ليخوضوا خبرات المجتمع الجيدة والرديئة بعد أن يضعوا داخلهم ما يمكنهم من الحكم على الغث والسمين.
سامحني يا أخي في هذه المقدمة التي يمكن لا تفيدك في الرد على رسالتك لكنها المناسبة التي جعلتني أستخدم رسالتك لتحذير المربين، فوالدتك خافت عليك من الجنسية المثلية التي تنتشر في المجتمع الذي كنت تعيش فيه فاستخدمت معك طريقة التجنب التي حرمتك من كل ما يحتاجه الأطفال من صحبة واستقلالية وممارسة أنشطة تعود عليه بالنفع والخبرة الحياتية مما جعلك عندما عدت إلى مجتمعك الأصلي تعاني الأمرين من عدم قدرتك على تكوين صداقات أو علاقات اجتماعية مشبعة، سوى علاقتك بصديقك الذي أتوقع أنه الذي بدأ علاقته بك ثم ارتبطت به ارتباطا عاطفيا شديدا بعد ذلك.
صديقي مشكلتك تحتمل وجهين تتوقف عليهما إجابة سؤال وحيد لم تذكره في رسالتك وهو هل أنت على المستوى النفسي ترغب في ممارسة الجنسية المثلية أو تستمتع بالتفكير فيها أو مشاهدتها؟ وهذا السؤال ليس المراد منه هل مارستها أم لا فالممارسة قد تخضع لعوامل مختلفة، ولكن السؤال عن الرغبة أو الارتياح فإذا كانت الإجابة بنعم فأنت فعلا تعاني من خلل من الاضطرابات النفس جنسية والتي تحتاج إلى برنامج علاجي مع متخصص، ومما يشجع على نجاح هذا البرنامج أنك لديك رغبات جنسية مغايرة وأنك على استعداد للزواج وأنك تثار من المثيرات النسائية.
وإذا كانت الإجابة بلا فأنت تعاني يا عزيزي من الخجل الاجتماعي نتيجة لعيوب التربية التي جعلتك تخاف من الآخريين مما جعلك ترتبط بشدة مع أول شخص تفهمك وشعر بمشكلتك وتعامل معك بطريقة إيجابية وهنا تكون في احتياج إلى برنامج لزيادة مهاراتك الاجتماعية وستجد العديد منه على موقع مجانين.
فاقرأ:
شذوذ جنسي: للأسف...أنت لا تدري !!!
الميول المثلية والزواج : كل هم له انفراج مشاركة3
العائدون من الخليج: عبور الفجوات مشاركة
العائدون من الخليج: عودٌ على بدء مشاركة
صديقي لا تيأس من رحمة الله ولكن تعجل في حسم مشكلتك وأعلمنا بأخبارك وداوم على مراسلتنا.