لم يتأخر الوقت لتعرف ما تريد
مش عارف أنا عاوز إيه..!؟
أرسلت هذه الاستشارة سهوا إلى مستشارين من مستشاري مجانين، وقد ظهر رد الدكتورة حنان طقش عليها تحت عنوان لم يتأخر الوقت لتعرف ما تريد، وهذا هو رد أ.أميرة بدران على نفس الاستشارة.
في البداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا بصراحة مش عارف أقول أيه ولا أبتدي إزاي بس أنا لما قرأت بعض المشاكل على الموقع أتشجعت أنى أبعتلكوا وأتكلم معاكوا عن مشكلتي:
أنا طالب في السنة الرابعة بإحدى الكليات العملية من أسرة متدينة مشكلتي أني مش عارف إيه هي أنا هابتدي أكلمك عن حياتي اللي فاتت باختصار لحد دلوقتي نشأت زى ماقلتلك في أسرة متدينة من وأنا صغير وأنا الحمد لله أحفظ كتاب الله أصلى على طول في الجامع كنت وخد بالك من كلمة كنت دي من أشطر الناس في الدراسة وكنت على طول باخد ترتيب على المدرسة وأوقات على المحافظة المهم أنا فضلت كدا لحد تقريبا آخر الصف الثالث الإعدادي والسبب تقريبا في اعتقادي إن بابا سافر للعمل بالخارج وأنا في آخر سنة في ابتدائي.
المهم من أولى ثانوي وابتديت أتغير بس تغير بطئ الأول ابتديت أعرف ناس معايا في المدرسة مش ميولي خالص ابتديت أهرب من المدرسة وابتديت اعمل حاجات عمري ما عملتها زى الهروب ده ابتديت أكذب على ماما عشان آخد فلوس أكتر وكان ممكن أخترع دروس عشان اخد فلوس المهم كانت المصيبة في نتيجة أولى ثانوي أنى رسبت في تلات مواد والحمد لله نجحت وفى السنتين التانين زى ما بيقولوا كدا اللي كان مغمض ودخل دنيا المهم أنا في السنتين دول عملت حاجات عمري ما كنت أتخيل إني أعملها مافيش حاجة ماعملتهاش (سفر مخدرات زنا شذوذ......).
حاجات كتير وأنا مش باقولك كدا بأجاهر بالمعصية لا الحمد لله أنا دلوقتي تبت عن حاجات كتير المهم دخلت كلية ماكنتش متوقع أنى أدخلها وأهم حاجة في الكلام ده أنى في تالتة ثانوي أيام الامتحانات كنت أعانى من سلبية جامدة أوى يعنى كان ممكن يبقى عندي امتحان الصبح ومش مذاكر وتلاقيني في الشارع خارج بأعمل أي حاجة والسلبية دي لسه معايا لحد دلوقتي والمصيبة أنى بدأت أغش بطريقة غبية لدرجة أنى بقيت محترف غش ومارست الغش من تالتة ثانوي تقريبا لحد السنة اللي فاتت (تالتة كلية وعلى فكرة أنا أتمسكت السنة اللي فاتت وأتعملي محضر غش).
بصراحة هو كان قلم وحش أوى بس مش حاسس انه غير فيا بدليل إن عندي امتحانات ولسة ماذاكرتش المهم أنا حاليا في آخر سنة زى ما قلتلك بتعامل مع الكلية بسلبية جامدة قوى لدرجة أنى خلال التيرم كله ممكن ماروحتش غير كام مرة بسيطة مع العلم أنى عندي سكاشن ماروحتهاش غير كام مرة كدا وطبعا ده بينقص من أعمال السنة وأنا عارف وعادى وده تاعبنى جدا ومش عارف اعمل أية وماتضحكش وانا باقولك مش عارف اعمل أية لان الموضوع مش متعلق بأني أصحى بدري وأروح الكلية لا أنا حاسس أن دي من جوايا الكسل ده وعلى فكرة في الأجازة اللي فاتت.
أنا كنت مسافر شغل في شرم كنت بأنام 12 ساعة كنت بأقول ده ممكن عشان تعب الشغل المهم لما جيت عشان الدراسة أنا حاليا مش عارف هاتصدق ولا أنا بأنام أكتر ما بصحى يعنى ممكن أنام 13 ساعة أو 14 ساعة ودا معقدني جدا وحاولت كتير أنى أضبط النوم ده بس مش عارف بجد أضبط المنبه بقفله وأكمل نوم ممكن أخلى أصحابي يصحوني يصحوني وأنام ويتصلوا تاني أقفل الموبايل خالص ولو حد صحانى في البيت مابصحاش وممكن أتعصب وازعق ودا مخلينى مش عارف اعمل أي حاجة في حياتي وخصوصا الدراسة لأن كليتي بدري 7 الصبح وكدا وأنا تقريبا بأصحى على 2 أو 3.
حاولت أني أنام بدري زى ما هتقولي وعملت كدا بقيت بأصحى بردوا متأخر بس مش أوى على 10 أو 11 بس ما بقدرش أنتظم على كدا ومشكلة النوم دي تقربا من أهم المشاكل اللي معقداني وفكرت كتير أنى أروح لدكتور نفساني بسببها بس كل ماجي أعزم على أنى أروح حاجة تقولي لا وأرجع تاني أقول هاروح أقولوا أية وعلى فكرة دي حاجة من الحاجات اللي خليتني أبعت لكم وتاني حاجة أنى دايما مش عارف أنا عاوز أية أو بمعنى أصح ماليش هدف ولو حاولت أنى يكون ليا هدف مابعملش حاجة علشانه وأضعف بسرعة ودا طبعا مخليني أنظر لنفسي ممكن على إني ضعيف.
والحاجة التالتة إني أوقات ربنا يكرمني وأرجع عن أي حاجة وحشة أنا بأعملها وأصلى وابتدي أقرأ قرآن وابعد عن أي حاجة وحشة بأعملها بس المشكلة أنى بأرجع بسرعة بس لما بأرجع بأرجع على مصيبة يعنى بقى معروف لأصحابى اللي جنب أوى إن أنا لما أصلي هو أسبوع وأعمل مصيبة أزني مثلا كدا ودا مجنني مش تاعبني باحس إن أنا مش عارف أقولك إيه بأصلي وبأعصى ربنا
والمشكلة أنى على طول لما بأشوف حد من صحابي بيعمل حاجة وحشة أنا بانصحوا وباكون أنا أوحش منوا بجد أنا زهقت من نفسي ومش عارف اعمل أية ياريت حد يرد عليا وانا اسف أنى طولت عليك بس أنت ماتعرفش أنا قعدت أد أية عشان أكتب الكلام دا يارب تردوا عليا بسرعة وياريت لو رديت عليا تبعتولى ايميل عشان أبقى عارف لأني مابقعدش حاليا على النت غير لفترات وأكون شاكر كتير لو رديت علي.
31/12/2006
رد المستشار
لم يبقى على حفر قبرك لتدفن فيه حيا سوى خطوة واحدة، فأنت تحتاج للخوف –لا التخويف- ليس فقط على آدميتك التي أهدرتها وليس على دينك الذي هان عليك ولا على صحتك التي قد تخبئ لك بخبث من العلل ما لا تعرفه!! ولكن تحتاج أكثر ما يكون أن تخاف على رجولتك، فالهروب من الحياة إلى الموت -بهذا الشكل- ليس رجولة...
ولقد حاولت عبثا اختراق المحيط ولكنك لن تستطيع اختراقه!! فلقد فشلت أن تكون فاحشا كما ينص قانون الفحش فلم تفلح.... وينغص عليك بقايا ضمير حي يعيدك للرشد ولو لوقت قصير بين الحين والحين، وعبثا تحاول أن تعود إلي ملائكيتك ولكن بات طريق العودة أمر صعب!! فقد فشلت أن تعود ملاكا كما فهمت من مفردات قاموس التدين على يد أسرتك الغافلة أو قاموس حسن الخلق فتشدك فورة شهواتك ومكر الليل والنهار وأصوات أصدقاء الموت فتظل حائرا متخبطا...
لذلك كان نتاجا طبيعيا أن تقع فريسة للاكتئاب وبجدارة فنومك 14 ساعة ونظرتك الدونية لنفسك وشعورك بالضياع وعدم وجود هدف وقلقك المزعوم على الكلية والكسل... إلخ كلها أمور تصرخ قائلة "أنا تعبااااااان" أنا "مكتئب"، فرجولتك مرهونة بمقاومتك وإرادتك وفهمك الصحيح لأمور سقطت منك عن غير عمد أو عن غفلة!!
ولقد اتفقنا منذ بداية سطوري لك إن أردت موتا رغم وجودك وسط أحياء أو حياة الحمقى فلا عليك سوى اتخاذ خطوة واحدة اسمها "المزيد من الاستسلام" وسنسمع خبر نعيك قريبا وسيكون خبرا عاديا فهو يتكرر آلاف المرات يوميا ولكن تتغير فقط أسماء من نشيعهم. وإن أردت أن تكون حيا وسط أحياء فعليك الاحتماء بثلاثة ملاجئ لا فصال فيها رغم ثقل الجهد المطلوب للوصول إليها.
الملجأ الأول؛
العلاج النفسي... فلا تتهاون فيه لأنك ستحتاج ليد قوية تستطيع الاعتماد عليها مع إرادتك لتقوم على قدميك من جديد وبدونه سيصعب عليك العلاج فقد يكون السبب سفر والدك.. أو التربية الخاطئة.. أو عدم مرورك بمرحلة المراهقة بشكل طبيعي أو غيره مما قصرت في توضيحه هنا فهو علم يغوص معك بداخلك ليفتش عن نقطة الانطلاق التي سيبدأ منها طريق العلاج الناجح بإذن الله ولم يعد مقبولا أن تنظر إليه وكأنه خزعبلات ولا أعتقد أنه أكثر مخاطرة مما خاطرت به من قبل.
الملجأ الثاني؛
الله عز وجل... ولن أحدثك عن الويل والثبور وعظائم الأمور فأنت أدري بها ولكن تحتاج أن أحدثك عن كيف تعرف الله؟ كيف تحبه؟ فتعرف كيف تتقرب منه؟
فالدنيا خطر على أصحاب القلوب الصغيرة وخطرها لا يزيد عن خطر الصلاة والصيام -وغيرها- حين يعجزان عن غسل ما يعلق بها أو يكبح جماحها فما أحمق ما أصيب به الدين حين حبس في طائفة من الأعمال يحسبها الجهال أنهم إذا أتوا بها فقد أدوا واجبهم نحو الله وكفى بها عاصم!! فكم مرة فعلت هذا ولم يجدِ عندك شيئا؟!! وتكاد تقرن قربك –المزعوم- من الله بأنك ستفعل بعده "مصيبة".
فنحن نعرف الله من أعماله وأقواله وكلماته من وحيه فتتعرف على صبره حين يراك تفعل ما تفعل ويعطيك مهل جديد وتتعرف عليه حين تتجرأ عليه فيتودد إليك حبا رغم قدرته على أن يعيدك إليه قهرا فتحب وده وتقدر جلاله وحين تتلمس عفوه بكرم لا يوصف عندما تعرف قصص التوبة تملأ صفحات وصفحات يعجب لها العقل بل لا يقبله وان وضع العفو في يد البشر ما منحوه لأقرب الناس إليهم وهم يزعمون أنهم يحبونهم!!
أأذكرك بأمر بسيط رغم عظمته أن في الصحيح حديث أنه من توضأ وأحسن الوضوء -في أي وقت- وصلى ركعتين لا يرجو منهما سوى أن يغفر الله له يغفر له الله كل ما تقدم من ذنبه وضع تحت "أي وقت وكل" مليون خط وأنا لا أريد هنا أن أقول لك تب إلى الله ولكن حين نعرف أن هذا هو الله سنحبه وسنطيعه إعجابا وشوقا إليه فهو الإله بحق هذا هو ربنا الكريم فمعرفة الله هي العبادة الأولى والتي تهدي إلى السلوك النبيل فمن عرف الله يجد نفسه ينشد الكمال في كل ما يؤديه ويتقي التعثر في كل لحظة يحياها فيعبده خضوع محبة وإعجاب لا خضوع قسر وكراهية وفكرة البشر عن شرائع الله وعن التوبة تحتاج لتصحيح طوييييييييل فمن البشر من يتصور الشرائع شظايا غضب يلسع بصرامته ومنهم من يرتاع متصورا جهامتها ومنهم من يتصور أن أصولها وفروعها متاهة مبهمة فيتقبلها مخافة الكفر إن اعترض عقله أحداها ومنهم من يعلم أن الله تواب وأنه هو من قال ليس بعد الكفر ذنب فإما يستهين أو يسلك سلوك من لا يصدق أن الله توابا ولكنه فقط يعرف ويردد كالببغاء! والتصورات كثيرة...
وقبل أن أترك الملجأ الثاني لا أتصور أنك -أو أي أحد- تفهم من حديثي أنني أقلل من شأن العبادات ذات البعد الشكلي كقراءة القرآن أو الصلاة أو غيرهما ولكن يبقى دوما البدء بمعرفة الحق عز وعلا هو الأوجب فتصبح الصلاة إقامة ونرى الزكاة حق للفقير من أموالنا وهكذا...
الملجأ الثالث
الصحبة النظيفة... فلتتبنى مدرسة "الوسط" فلا تلجأ للصحبة المتشددة ولا تلجأ للصحبة المنحرفة وإنما صحبة حلوة لذيذه نظيفة تتجنب الانحراف فالطبع يسرق من الطبع وليس هناك أسرع من أن يسير الإنسان في الاتجاه الذي يهواه صديقه فلا تنسى أنها كانت البداية فعدوى سوء الخلق أشرس في الانتقال وأصعب في البرأ من عدوى حسن الخلق والتشبث بها ولا تتصور مهما كان أن صحيح الصدر -مثلا- يستطيع الجلوس في حجرة يملأها مرضى السل دون أن يتأثر!!
ففر من صحبة السوء كما تفر من المجزوم.
"محمود" قد قسوت عليك على غير طبيعتي ولكني لمست فيك الندم والرغبة في العودة وإن لم تعترف صراحة بهذا... وأنا كذلك أرغب أن أراك على أطيب حال فلا تيأس وخذ نفسك بالعزم فستنجح حتما ولو بعد حين فمنذ متى كانت المقاومة ومواجهة النفس بأخطائها سهلة يسيرة؟؟