معادلة صعبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي منّ علينا بنعمة الإسلام وكفي بها نعمة.. وأشكر جميع القائمين علي هذا الموقع والذي أعتز بأنني أحد الزوار الدائمين له وأزف لكم قولة تعالى "إنّ الله لا يضيع أجر من أحسن عملا" وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
أنا طالب بكلية الهندسة متدين الحمد لله ومن أسرة محافظة.. في أول يوم ذهبت فيه إلى الكلية لم أكن أعلم أي شيء عن نظام الجدول والمحاضرات كباقي الطلاب فإذا بي وأنا أتجول في ساحة الكلية أتعرف بطالب أكبر مني في السنوات الدراسية فأرشدني إلى أماكن المحاضرات وعرفني على جدول الكلية المعقّد ونظام الكلية وكان إنسان محترم جدا متدينا من يومها وأنا عندما أراه أذهب لكي أسلم وأطمئن عليه وأشكره على ما فعل معي فقد كنت تائهاً فعلا في أول أيام الدراسة.
ومر عام وإذا بتليفون من مركز الشرطة التابع له بلدتي أنهم يريدونني أن أذهب إلى هناك فقد كنت مذهولا لذلك ذهب معي والدي لكي يعلم ما يدور فطلبوا مني أن أذهب إلى أمن الدولة ما التهمة لا أعلم!!!
ذهبت إلى هناك في اليوم التالي مع العلم أن أمن الدولة هذا كنت أسمع عنه في الأفلام وفي الشارع وأن فلان اعتقل وجرى له كذا وكذا.... عندما ذهبت إلى هناك وجدت هذه القذارة ورأيت بعيني من سوء معاملة للطلاب وإليك ما حدث معي:
أجلسوني في غرفة ثم صوروني ثم غموني كأنني حيوان يساق في أيديهم ثم أخذوا جميع بياناتي في ساعتين ثم بدأت الأسئلة التي لم أجد لها إجابة محددة:
متى بدأ التزامك الديني؟ لم أجد إجابة.... قلت له أنا مثل جميع المسلمين..
ما الشيوخ الذين تقرأ لهم؟؟ قلت أنا لا أحب القراءة.....
ما علاقتك بالإخوان ؟؟ لا أعلم عنهم شيء
ثم بدأت الشتائم وهكذا واعتداء بسيط بالضرب ...
هل تعرف الطالب كذا وما علاقتك به؟؟؟؟ (كذا دا هو الطالب إللي قابلني في أول يوم وقام معي بالواجب) قلت له نعم ولكن علاقتي به في حدود السلام فقط ثم قالوا أن كذا دا من الأخوان إذن فأنت تنتمي إليهم (دار في ذهني لو أن أقول لهم نعم أنتمي إليهم وان كان الواقع لا فهم أناس محترمون يحملون رسالة ويحاولون رفع راية الإسلام كما عرفت عنهم).
سيدي أنا لم أكتب لك هذه الرسالة لكي أحكي لك قصة أو مغامرة أنا أكتب إليكم لأنني لا أعرف ما يدور في نفسي فقد كنت ملجلجا مرتعش الأطراف لا أعرف كيف أقول جملة مفيدة مع أنني كنت أجاوب إجابات لا أعلم كيف جاوبتها.... من عند ربنا كدا)، وبعد كل ذلك وعندما خرجت من المبني وكأنني كنت في حلم مر بكيت بكاء هستيري لا أعلم كيف؟!! ولكن شعرت وكأنني لا شيء مع أنني على حق فيما قلته فتضاربت أفكاري ولم أكن قادرا على وضع هيئة لما حدث هل هؤلاء مسلمون ينتمون إلى الشعب المصري؟ أنا لا أقدر على وضع رأي واضح وجلي لما يحدث حولي مع الضعف في ثقتي بنفسي الكبير.
عندما أُوضع في مأزق فإنني لا أجد سوى البكاء أمامي دائما مشتت. أريد أن أكون رجلا سويا متزناً ليس لدرجة الكمال ولكن لكي أعرف كيف أعيش وكيف أتصرف ولكن أشعر أنه هدف بعيد المنال بالنسبة لي.
سيدي أنا أفتخر كوني مسلما وأريد أن أقدم شيئا للإسلام والمسلمين ولكن لا أستطيع أن أحقق هذه المعادلة (شخصية سوية = داعي حقيقي) فهل أأثم أو يكون علي وزر إذا لم أشارك في بعض الدعوات والجماعات التي تحرص على نشر الإسلام كالإخوان مثلاً..... وما هي اقتراحاتكم؟؟
أشكر لكم سعة صدركم
09/02/2007
رد المستشار
تحية طيبة، الأخ الفاضل؛
إن الموقع يستقبل مشاكل نفسية وليس من أهدافه أن يحدد لك انتماء إلى جهة معينة، اسمح لي أن أقول لك أن تكون واعيا لأي انتماء لأن هناك انتماءات تؤدي بك إلى الضرر لأنها لا تنطبق مع فلسفة المجتمع التي تعيش أنت فيه، أرجو أن تخدم بلدك بالعلم والعمل الصحيح لأن فيه خير لك ولبلدك وعليك بالابتعاد عن أي شيء يضرك ويضر بلدك، مع التقدير.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابن العزيز أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك، يعني يا أستاذ نورتون -Norton -مثلما سميت نفسك- تسألنا عن كيفية تحقيق المعادلة الصعبة (شخصية سوية = داعي حقيقي) ويكون اسمه نورتون؟ الحقيقة أنا لا أستطيع بلع ذلك وسامحني..... فهي تذكرني بالحاج بوش محمد بوش عندما حرر الكويت على حصان أشهب!
اسمع يا بني أعتقد أنه في هذا الزمان المصري الجديد والمعدل –والحمد لله- عليك إذا أردت أن تكون داعية أن تتبع قوله تعالى "(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)" صدق الله العظيم (النحل:125)، ممكن جدا تفتح كتب التفسير لتعرف كيف يكون ذلك، وإياك أن يشغلك ذلك عن تفوقك الدراسي....
وأما ما حكيت أنه يحصل معك الآن من اضطرابات معرفية وشعورية وسلوكية وترجعه إلى ما تعرضت له من تجاوز غير مبرر من قوى الشرطة –جعل الله كلامنا خفيفا عليهم- فأرى أن تطرق باب طبيب نفساني لتعالج منه طبعا بعد تشخيص وجود اضطراب نفسي من عدمه،......... هذا طبعا إذا صحت الرواية التي ترويها.
وأما بخصوص سؤالك الأخير (فهل أأثم أو يكون علي وزر إذا لم أشارك في بعض الدعوات والجماعات التي تحرص على نشر الإسلام كالإخوان مثلاً..... وما هي اقتراحاتكم؟؟) ورغم أن ليست مجانين مكان مثل هذا السؤال- فإن ردنا هو الآية الكريمة سالفة الذكر فأنت تأثم عندما تدعو إلى سبيل ربك بغير الحكمة والموعظة الحسنة وأظن الكلام واضحا....................، فهل لديك أنت اقتراحات أخرى؟